أصدرت المديرية الجهوية لقطاع الثقافة والشباب والرياضة بجهة العيون الساقية الحمراء، في معرض جردها لمختلف التعبيرات الشفهية، سبع كتب، تعزيزا للرصيد الوثائقي وصونا للتراث الحساني وضمان استدامته. وتكللت عملية جرد التراث الشفهي الحساني، حسب بلاغ للمديرية بالنجاح، بفضل تضافر جهود مختلف الفاعلين الثقافيين الذين أسندت لهم هذه المهمة النبيلة، مشيرا إلى طبع 5 آلاف نسخة من الكتاب. وأوضح المصدر ذاته أن المديرية لم تكتف بطبع كتاب الجرد، بل طبعت في إطار عملية جرد التراث الشفهي الحساني، ست كتب أخرى بمعدل ألف نسخة من كل كتاب، وذلك من أجل تعزيز الرصيد الوثائقي للخزانات والمكتبات العمومية بالجهة، والتعريف بالتراث الحساني بالأقاليم الجنوبية للمملكة. كما عملت المديرية برسم سنة 2020 على طبع أعمال مختلف الندوات الفكرية والعلمية والثقافية التي نظمتها مختلف الجمعيات والمراكز الثقافية، والتي شارك فيها أبناء الجهة الممثلين لعديد الجامعات والمؤسسات، وتناولت شتى المواضيع ذات الصلة بالثقافة والتراث الحساني بجهة العيون الساقية الحمراء. ويعتبر برنامج جرد التراث الشفهي الحساني أحد البرامج ذات الأولوية، على اعتبار أنه يشكل هوية أهل الصحراء المغربية، وقد اعتمدت المديرية الجهوية لقطاع الثقافة بالعيون في جمع وتدوين التراث الشفهي، على الرواة المجمعين ولجنة علمية للتصحيح والتنقيح والتصويب، بالإضافة إلى أهل الدراية بثقافة وتراث أهل الصحراء، وقد شملت عملية الجرد، الروايات والأحاجي والأمثال الشعبية والشعر الحساني.
وتعد هذه العملية مرحلة أولى في عملية الجمع والتدوين والجرد، تليها مراحل أخرى تشمل مواضيع مختلفة، في إطار تفعيل المكون الثقافي من النموذج التنموي لجهة العيون الساقية الحمراء، وتنفيذا لمقتضيات دستور المملكة الذي أولى للثقافة والتراث الحساني أولوية وأهمية كبرى، وعملا بالتوجيهات الملكية السامية التي أفردت للثقافة الحسانية مكانة خاصة باعتبارها مكونا أساسيا ضمن المكون الثقافي المغربي الغني والمتنوع؛ حيث انكبت وزارة الثقافة والشباب والرياضة ممثلة في مديريتها بجهة العيون الساقية الحمراء، على مواكبة وتنفيذ برامج اتفاقية الشراكة الموقعة بين يدي صاحب الجلالة الملك محمد السادس، والتي تضم خمس برامج لها علاقة بالحقل الثقافي بمختلف تجلياته.