تحت شعار: “الصناعة التقليدية روح الأصالة ونبض الحاضر”، تشهد مدينة خنيفرة، على امتداد أسبوع كامل، من الخميس 12 إلى الأربعاء 18 دجنبر 2024، فعاليات المعرض الإقليمي للصناعة التقليدية، الذي تنظمه غرفة الصناعة التقليدية لجهة بني ملال-خنيفرة، بشراكة مع مؤسسة دار الصانع والمديرية الإقليمية للصناعة التقليدية، وتنسيق مع الجماعات الترابية، وهي تظاهرة تأتي في إطار دعم وتنشيط الحركة الاقتصادية للإقليم وتمكين الصناع التقليديين من تسويق منتجاتهم، مع تسليط الضوء على التراث اللامادي الغني الذي يميز المنطقة.
المعرض يحمل برنامجا مهما ل 150 رواقاً موزعة بين خنيفرة (70 رواقاً)، مريرت (30 رواقاً)، تيغسالين (30 رواقاً)، ومولاي بوعزى (20 رواقاً)، ويجمع بين منتوجات الصناعة التقليدية والمنتوجات المجالية التي تعكس التنوع الثقافي والتراثي للمنطقة، وتعد هذه التظاهرة فرصة للصناع التقليديين لأجل تعزيز الروابط بين الحرفيين والجمهور، وتستهدف رؤية شمولية تستهدف النهوض بالقطاع كرافعة للتنمية المستدامة، وقد سجل افتتاح معرض خنيفرة رقما هاما على مستوى الزوار من مختلف الأعمار والفئات والشرائح.
وكان المعرض قد انطلق، يوم الخميس 12 دجنبر 2024، بساحة المسيرة الخضراء (أزلو) بخنيفرة، في حضور عامل الإقليم، باشا المدينة، رئيس المجلس الجماعي، وعدد من الشخصيات المدنية والعسكرية ورؤساء المصالح الخارجية والمنتخبين، إلى جانب نواب رئيس غرفة الصناعة التقليدية والمدير الإقليمي للصناعة التقليدية، بالإضافة إلى أعضاء الغرفة وأطرها، ثم رئيس غرفة الصناعة التقليدية لجهة بني ملال-خنيفرة، حيث قام الوفد بجولة عبر أروقة المعرض التي تمثل التعاونيات الإنتاجية والحرفية والجمعيات المهنية.
ويأتي اختيار المنظمين لهذه النسخة شعار “الصناعة التقليدية روح الأصالة ونبض الحاضر”، بمثابة إشارة إلى دور الحرف التقليدية في ربط الماضي بالحاضر، وفي تعزيز الهوية الثقافية لبلادنا، فضلا عن دوره في ترسيخ الاقتصاد الاجتماعي والتضامني كرافعة لتنمية السياحة الجبلية، كما في تمكين الصانع من توسيع علاقاته التجارية والحرفية، وقد أكدت مصادر الغرفة سعيها، من خلال ثقافة المعارض، إلى منح الفرصة للكفاءات الشابة لإبراز مهاراتها الفنية وقدراتها على الخلق والإنتاج والتغلب على منافسات العولمة.
وتميزت أروقة المعرض بخنيفرة بمشاركة نزلاء السجن المحلي في تقاسم مهاراتهم مع الزوار وتقريبهم من مختلف الجوانب الإبداعية لديهم، وتسويق منتجاتهم، مع إبراز ما يؤكد أن العقوبة السالبة للحرية لا يمكنها أن تكون عائقا أمام الابتكار والإبداع، أو أمام الكشف عما تضمه المؤسسات السجنية من طاقات ومواهب في شتى المجالات والمجالات والفنون، من خلال الجهود المبذولة في سبيل أنسنة فضاءات الاعتقال وتوفير الظروف الملائمة لإعادة إدماج السجناء في المجتمع العام.
ومعلوم أن إقليم خنيفرة يعد من المناطق الأكثر تميزا على مستوى الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، ويشمل النسيج التقليدي، الزربية والقفطان، الطرز والخياطة التقليدية، الزي الأمازيغي الأصيل، المصنوعات الجلدية والفضية والنباتية، الأدوات الفخارية والخزفية، صياغة الحلي والنحت على الأحجار، الصباغة على الزجاج والثوب، فن الديكور والسيراميك، النجارة الفنية والنقش على خشب الأرز، منتوجات الأعشاب العطرية ومواد التجميل، انتاج العسل والحبوب والكسكس والزيوت، وغيرها.