مؤسسة للتعليم العتيق، بخنيفرة، تفتخر بتكريم إحدى تلميذاتها، بطنجة، لتفوقها وطنياً في امتحانات البكالوريا

0
  • أحمد بيضي

أعربت “مدرسة الإمام نافع للتعليم العتيق”، بمدينة خنيفرة، عن سعادتها بتكريم إحدى تلميذاتها الحاصلة على المرتبة الثانية وطنياً في امتحانات بكالوريا التعليم العتيق، وذلك في حفل توزيع الجوائز على المتفوقين في مختلف أطوار التعليم العتيق برسم السنة الدراسية 2023-2024، والذي تم تنظيمه، بعروس الشمال طنجة، يوم الأربعاء 27 نونبر 2024، من طرف وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، ممثلة في مديرية التعليم العتيق ومحو الأمية بالمساجد، لفائدة التلاميذ والطلبة المتفوقين على الصعيد الوطني.

ويتعلق الأمر بالتلميذة حفصة بن رضوان التي تلقت تعليمها الابتدائي بمدرسة الإمام نافع للتعليم العتيق، بمدينة خنيفرة، والتي كانت تعمل تحت إشراف جمعية الإخلاص، حيث استفادت من تأطير تربوي متميز ساهم في بناء شخصيتها العلمية والدينية، وأثبتت بتفوقها أن التعليم العتيق ليس مجرد نظام تعليمي تقليدي، بل هو فضاء يزخر بالكفاءات الشابة الواعدة التي تجمع بين المعرفة الشرعية والتحصيل العلمي، ذلك قبل انتقال التلميذة المعنية بالأمر لمكناس لمتابعة مسارها التعليمي بمؤسسة الفقيه المنوني.

وقد تميز الحفل بتكريم المتفوقين في وطنيا في الامتحانات الإشهادية، بينهم المتفوقون في امتحانات البكالوريا، على رأسهم عبد الخالق الأحمدي من مؤسسة القاضي عياض بالعرائش، عادل بنمسعود من مؤسسة الإمام نافع بطنجة، ثم حفصة بن رضوان، وقد تم اختيار طنجة باعتبارها نقطة مضيئة في مسار التعليم العتيق من خلال حصولها على أغلب الجوائز لهذا العام، بينما كان الحدث مناسبة للاحتفاء بجهود التلاميذ والأساتذة والمؤطرين الذين ساهموا ويساهمون في صيانة هذا الموروث التعليمي والثقافي الذي يشكل جزءً من هوية المغرب.

وفي السياق ذاته، أبرز مصدر من مدرسة الإمام نافع للتعليم العتيق أن الإنجاز الذي حققته التلميذة حفصة بن رضوان هو مصدر فخر واعتزاز لعائلتها التي دعمتها في مسيرتها التعليمية، وهو أيضاً تتويج لخطواتها التعليمية الأولى بخنيفرة، المدينة التي تزخر بالمواهب والكفاءات، كما أنه شهادة تقدير لمدرسيها ومؤطريها، الذين كان لهم الدور الأساسي في صقل موهبتها ودعم طموحاتها، وكذا لكل من ساهم في تفوقها الذي يعد مثالاً يحتذى به للأجيال القادمة في سياق تعزيز المردودية التربوية لمؤسسات التعليم العتيق.

وقد شهد الحفل، الذي احتضنه “المركب الإداري والثقافي للأوقاف”، في مدينة طنجة، أجواء طبعتها فقرات إبداعية متنوعة افتتِحت بقراءات قرآنية، تلاها تقديم لوحات وطنية، فيما أبدع الطلبة في وصلات المديح والسماع، إلى جانب إلقاء قصائد شعرية جمعت بين الأصالة والإبداع، قبل اختتام الحفل بتوزيع اثنتي عشرة جائزة على الفائزين الثلاثة الأوائل في مختلف الأطوار الدراسية (الابتدائي، الإعدادي، الثانوي، والنهائي)، وشملت مطبوعات من إصدار وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، بالإضافة إلى مبالغ نقدية تحفيزية.

وفات لوزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، أن أوضح العام الماضي 2023، خلال اجتماع لجنة الخارجية والشؤون الإسلامية، بمجلس النواب، أن التعليم العتيق يوفر تكويناً شاملاً ومتوازناً للطلبة، وأن الطلبة في مؤسسات هذا النوع من التعليم لا يقتصرون على حفظ القرآن الكريم فقط، بل يتلقون تكويناً في المواد العلمية، وكان تصريح الوزير قد جاء في إطار الدفاع عن مؤسسات التعليم العتيق التي تواجه أحياناً انتقادات تربطها بالتطرف، حيث أكد أن هذه المؤسسات تمكن الطلبة بها من متابعة دراساتهم العليا في مختلف المجالات.