تبرئة شخص أربعيني في خنيفرة مما تداوله شريط فيديو حول تعريض والدته وشقيقته لاعتداءات جنسية تقررت متابعته في حالة اعتقال في قضايا عنف مع إخضاعه للطب العقلي
تفاعل وكيل الملك لدى ابتدائية خنيفرة، ذ. حاتم حراث، بسرعة كبيرة، مع شريط تم إطلاقه على منصة “اليوتوب” من تقديم اليوتوبر المغربية“صفاء” التي تعيش بإيطاليا، والذي جرى تداوله، منذ يوم الخميس 3 أكتوبر 2024، ويدور بشكل خاص حول شخص متهم، بشكل مباشر، في أعمال عنف وترهيب كانت موضوع عدة شكايات سكانية، لتكون التهمة الكبرى ضمن الشريط “إقدامه على اغتصاب والدته وشقيقته باستعمال العنف”، حيث سارعتعناصر الشرطة القضائية إلى اعتقال هذا الشخص، ووضعه رهن الحراسة النظرية، بتعليمات من وكيل الملك وبتنسيق بينه وبين الوكيل العام لدى استئنافية بني ملال على خلفية الطابع الجنائي المحتمل لملف القضية.
ووفق المعطيات الأولية، فقد جرى استنطاق المعني بالأمر (ح)، تحت إشراف الوكيل العام لدى استئنافية بني ملال الذي أمر بفحص واختبار الحالة العقلية لهذا الشخص للبت فيها، إثباتا أو نفيًا بغاية تحديد مسار محاكمته، مع تكليف المحققين بسرعة إجراء التحريات اللازمة للوقوف على صحة الواقعة، وما يحيط بها من ملابسات، وبالمقابل تم الأمر بإخضاع الأم وابنتها على الطبيبة المختصة للتأكد من حقيقة تعرضهما للاعتداء الجنسي، سيما بعد نفيهما نفيا قاطعا صحة الفعل، وهو النفي الذي قوبل بالتشكيك فيه، إما أنه نابع من الخوف من الانتقام أو من سجن المتهم و”كلام الناس”، قبل إعلان النتيجة الطبية عن عذرية الشقيقة وسلامة الأم من أي اعتداء جنسي.
وفي السياق ذاته، تم تقديم الأطراف المعنية أمام وكيل الملك لدى ابتدائية خنيفرة، حيث جددت الأم المسنة (ف) نفيها القاطع لرواية الاعتداء الجنسي عليها، فيما اكتفت بالتأكيد على كون ولدها شخصا عنيفا بشكل لا إرادي، وبالنسبة لرواية تعرض الشقيقة (م) للاغتصاب اقتنع المحققون بنتيجة الخبرة الطبية التي أكدت عذريتها، وأنها غير حاملة لأي أثر قد يدل على تعرضها لعملية اغتصاب كما جاء في الشريط، إلا أن مصادر متطابقة كشفت عن معاناة هذه الشقيقة مع حالة حادة من الاكتئاب المزمن، وأن شقيقها فات له أن عرضها ووالدتها لنوع من الضرب والصفع، الأمر الذي أخذه القضاء كشكل من العنف ضد النساء والأصول.
وعلى ضوء ذلك، تم استدعاء الشقيقة (ح)، القاطنة والمتزوجة بالقنيطرة، بوصفها المصدر المعتمد في الشريط المعلوم، حيث اكتفت بما يفيد أن والدتها هي من كشفت لها عن “حكاية أفعال شقيقها الجنسية”، وعقب مواجهتهما تمسكت الأم بنفيها لذلك، ليقرر وكيل الملك، وفق مصادرنا، استدعاء هذه الشقيقة، مرة أخرى، للمثول، يوم الاثنين 7 أكتوبر 2024، أمام القضاء، رفقة باقي الأطراف، بينهم المعني بالأمر (ح)، الذي تقررت متابعته، في حالة اعتقال، بعد إحالته على السجن المحلي بخنيفرة، في أفق عرضه على الخبرة الطبية لأجل التأكد من سلامته العقلية التي ستحسم كلمة العدالة، إما بالعقاب المناسب أو الإحالة على العلاج.
وكان الشريط المتداول قد تناول أفعال الشخص المعتقل (ح)، وهو يعيش، بحي الكورص في خنيفرة، مع والدته (ف) المصابة بشلل نصفي، وشقيقته (م) التي انقطعت عن الدراسة مبكرا، وعمرها حاليا 40 سنة، حسب ما تم تقديمه لمقدمة محتوى الشريط من معطيات على لسان الشقيقة القاطنة بالقنيطرة (ح)، هذه الأخيرة التي أبرزت أن شقيقها كان قد تمكن من الوصول للديار الاسبانية بطريقة غير قانونية، وعُرف بهذه الديار بأعمال مختلفة من العنف والشجار، وجرى إيقافه في قضية محاولة قتل شخص، وإحالته على مستشفى للأمراض العقلية قبل إعادته لوطنه الأم ليقطن بين أفراد أسرته الصغيرة التي توفي عميدها الأب بمرض عضال.
ولم يكن أقاربه وأفراد أسرته يتوقعون أن يأخذ في اعتراض سبيل المارة، وتهديد الجيران بالأسوأ، إلى أن أصبح لا يخشى أحدا، وقد سبق لعناصر السلطة والأمن أن عملت على إيقافه، لحوالي أربع مرات، واللجوء به لمصلحة الأمراض النفسية والعقلية بمستشفى المدينة، حيث يُخلى سبيله في كل مرة، ليعود لسلوكياته بأشكال حملت أقاربه إلى عدم زيارة البيت وصلة الرحم، تجنبا منهم لما قد يصدر عن هذا الشخص من أضرار، وفق ما حمله الشريط الذي لم يفت مقدمته فيه الإشارة لشكايات سكانية تم التقدم بها، في أوقات متفرقة، للجهات المعنية، بينما مصادر عليمة تؤكد أن ملف القضية سيتم التعامل مع ملف القضية بالصرامة المطلوبة.