يعتبر الفحص السريري عنصرا أساسيا ومرحلة مهمة في تشخيص المرض، وخاصة أمراض الجهاز الهضمي والكبد، فهو يمكن من التشخيص المبكر والمباشر للمرض، والتقييم الشامل للحالة الجسدية، وتوجيه الفحوصات التكميلية بشكل دقيق، وكذا متابعة الحالة المرضية، واتخاذ سبل الوقاية من المضاعفات. فالفحص السريري يشمل تفاصيل متعددة تعتمد على مهارات وخبرة الطبيب في تقييم العلامات والأعراض، مما يضمن سلامة المرضى.
يتم فحص المريض بطريقة منهجية بدءا بالتاريخ المرضي، للبحث عن الأعراض، كالألم، الغثيان، الإسهال …البحث عن التوقيت، مدة الاستمرار، محفزات التفاقم أو التخفيف، الأدوية المتناولة من قبل، العمليات الجراحية السابقة، وكذلك التاريخ الطبي العائلي لأمراض الجهاز الهضمي والكبد.
يشمل الفحص السريري مجموعة من المراحل المتسلسلة، وهي فحص المؤشرات الحيوية كقياس معدل ضربات القلب، ومعدل التنفس، وقياس ضغط الدم، النبض، درجة الحرارة
المعاينة البصرية عبر الجس والقرع و الاستماع.
الفحص العصبي والتقييم الذهني
فالفحص الطبي يمكن من التقييم الشامل لحالة الجسم، إجراء مقارنة دقيقة للأعراض، وتحديد السبب الأكثر احتمالا، وبالتالي توجيه الفحوصات المتقدمة بناء على نتائج الفحص السريري، كإجراء التصوير بالموجات فوق الصوتية أو فحص وظائف الكبد بالدم، تنظير المعدة أو القولون.
وبهذه الطريقة، يقلل الطبيب من الفحوصات الثمينة الغير الضرورية، ويمكنه من متابعة العلاج ،وتقييم فعاليته وتعديله وأيضا التدخل السريع في الحالات الخطيرة، كالنزيف الدموي الداخلي، أو فشل الكبد ،الاستسقاء الحاد ،وذلك بالتعرف على العلامات الحيوية المتدهورة مثل انخفاض ضغط الدم، أو تسرع نبضات القلب، مما يستدعي تدخلات عاجلة كنقل الدم ،أو الاستشفاء بوحدة العناية المركزة. ، وبالتالي ، فالفحص السريري هو حجر أساس لتشخيص المرض ،وتحديد الخطة العلاجية من خلال الفحص الدقيق ،والكشف علن العلامات المبكرة للأمراض، وتقليل الحاجة للفحوصات الغير ملائمة وتقديم خطة علاجية مناسبة مع الحرص على سلامة المرضى وتقليل المضاعفات وتجنب الأخطاء الطبية.