شهد إقليم طاطا جنوب شرقي المغرب، مساء أمس الجمعة، هطول أمطار غزيرة صاحبتها عواصف رعدية قوية، ما أدى إلى فيضانات غير مسبوقة اجتاحت العديد من الشوارع والقرى، وتسببت في عزل عدد من المناطق النائية، خصوصًا منطقة “أقايغان”.
وأسفرت هذه التساقطات عن ارتفاع عدد القتلى إلى أربعة أشخاص، بينهم ممرضة حديثة التعيين كانت تعمل في المركز الصحي بأقا، لقيت حتفها عندما حاصرت السيول حافلة قادمة من طانطان عند وادي “واوغروت” قرب مدخل مدينة طاطا. كما تم العثور على 13 شخصًا أحياء، منهم خمسة تم نقلهم إلى المستشفى الإقليمي لتلقي العلاجات الضرورية، بينما لا يزال 12 آخرون في عداد المفقودين.
وأكدت مصادر محلية أن ارتفاع منسوب المياه في الأودية المحيطة بالإقليم تسبب في توقف حركة السير في عدة محاور طرقية رئيسية، خاصة الطريق الرابطة بين طاطا وتارودانت، إضافة إلى انقطاع الطرق الفرعية والجهوية بين طاطا وورزازات، ما دفع السكان إلى الهروب نحو المرتفعات هربًا من السيول.
واستنفرت السلطات المحلية، بمساندة فرق الوقاية المدنية، جميع الموارد البشرية واللوجستية المتاحة لإخلاء السكان من المناطق المتضررة، حيث جرى إخلاء العديد من المنازل التي غمرتها المياه، فيما انهارت منازل طينية تقليدية بشكل جزئي وكلي.
وذكرت المصادر أن حمولة وادي طاطا تجاوزت 2300 متر مكعب في الثانية، ووادي زكيد بلغ 1900 متر مكعب في الثانية، ما زاد من تعقيد الوضع وأدى إلى فيضانات واسعة غمرت المنازل والمزارع، وهددت سلامة السكان.
السلطات المحلية، بالتعاون مع كافة القطاعات المعنية، تواصل جهودها المكثفة لفتح الطرق المسدودة وإزالة الأوحال من المجاري المائية، مع استمرار البحث عن المفقودين وتقديم الدعم اللازم للمتضررين.