ما ينقص الحاجب لكي تصير من أهم المحطات السياحية الإيكولوجية

0

محمد أزرور

تقع مدينة الحاجب على ارتفاع 1200 متر فوق سطح البحر، عند نقطة التقاء هضبة سايس و جبال الأطلس المتوسط، تتواجد الحاجب على مسافة 32 كلم جنوب مدينة مكناس وعلى مسافة 60 كلم من مدينة فاس، و 29 كلم كلم من مدينة إفران، بمقدمة جبال الأطلس المتوسط، مما مكنها من لقب بوابة الأطلس المتوسط ، مناخها جبلي  دافئ ومعتدل  ، على عكس جل باقي المدن  الأخرى التابعة لجهة فاس مكناس التي تشهد درجات حرارة مرتفعة خلال فصل الصيف ، و تتميز  بكثرة العيون المائية العذبة التي ما زالت بعضها صامدة  (عين ذهيبة) و(عين خادم) و(عين بوتغزاز) و(عين مدني) ، و تتحدى ندرة المياه بسبب النقص الحاد في تهاطل الأمطار الثلوج التي اعتادت عليها المنطقة.

ووعيا من المسؤولين بأهمية الموقع الجغرافي للمدينة وما تزخر به من مؤهلات طبيعية، باعتبارها من الدعائم الأساسية للنهوض بالحاجب والدفع بتنميتها الاقتصادية والاجتماعية، من خلال الاتجاه في النهوض بالسياحة الإكولوجية ، فقد تم تأهيل منتزه عين الذهبية على مساحة 5 هكتارات ن وأشرفت أشغال تهيئة الشطر الثاني من هذا الفضاء على الانتهاء، وسيكون من أهم نقاط الجذب السياحي بالجهة.، حيث يمتد هذا المشروع المنجز في إطار شراكة بين عمالة الحاجب مجلس جهة فاس مكناس على مساحة إجمالية تصل إلى 5 هكتارات كثمرة مجهودات السلطات الإقليمية بالحاجب و على رأسها عامل الإقليم زين العابدين الأزهر،
ويهدف هذا المشروع المنجز بغلاف مالي يفوق 14 مليون درهم إلى تحويل المنتزه إلى مجمع حقيقي للترفيه والاسترخاء. وبمجرد اكتماله، سيشتمل على مناطق لعب للأطفال، ودائرة للمشي، ومناطق عائلية ومساحات خضراء مجهزة بنظام ري حديث ، كما حظي الجانب المتعلق بالجمالية والراحة باهتمام خاص، من خلال تركيب المنشآت المتعلقة بالإنارة والإضاءة المحيطة لتمكين الزوار من قضاء أوقات رائعة خلال المساء.
من جهة أخرى، يحظى الماء باعتباره العنصر الرئيسي للمنتزه باهتمام خاص ضمن هذا المشروع الهام حيث ستتم تهيئة مسار يضم نافورة وشلالا، وأكشاكا لعرض المنتجات المجالية ومنتجات الصناعة التقليدية ، ومن أجل السهر على راحة الزوار، يتضمن المشروع كذلك إنجاز مرافق صحية ومواقف للسيارات.

هذا المشروع الطموح لا يهدف فقط إلى استقطاب المزيد من السياح، بل يسعى أيضا إلى تعزيز دينامية النشاط السياحي بالمدينة والجهة. ويندرج في إطار مقاربة شمولية للتنمية المستدامة وتثمين الموروث الطبيعي للإقليم.

وعلى بعد خطوات من عين الذهيبة، يمكن للزوار استكشاف تحفة مائية أخرى، لاسيما عين خادم التي تستقطب عشرات السياح والسكان المحليين الذين يعتبرونها متنفسا حقيقيا في ظل الحر الشديد، من أجل الاستمتاع بجمالية تدفق المياه تحت أقدامهم.

ويغتنم بعض الزوار الفرصة لملء قرورات مياههم الطبيعية، بينما يفضل آخرون الاستجمام في الأحواض الصغيرة بالشلال والاستمتاع بعذوبة المياه مع أخذ صور تذكارية.

إلا أنه ما ينقص هذه المشاريع هو افتقارها إلى تدبير معقلن لهذه المنتزهات التي تعاني من أوجه قصور مختلفة تحول دون تحقيقها للأهداف التي أنشئت من أجلها، إذ ما تمر أيام قليلة على تدشين هذه المنتزهات حتى يتم تخريب ألعاب الأطفال وكراسي الاستراحات، وقطع الزهور والمشي على العشب واستعمال مياهها للسباحة، و ما قد تشكله من مخاطر صحية على الأطفال.

لذا فالمطلوب هو تدبير تشاركي مع المجتمع المدني للمساهمة في عمليات التحسيس والرعاية، إضافة إلى توفير اليد العاملة للصيانة والمراقبة حتى لا يصير ما أنفق عليها من مبالغ كبيرة هدر للمال العام المدينة في حاجة ماسة إليها، و حسرة على من عملوا على تمكين المدينة من هذا المكتسب الثمين الذي تنفرد الحاجب باحتضانه.