قال محمد ملال عضو المكتب السياسي و النائب البرلماني عن إقليم الصويرة، إن الاتحاد الاشتراكي كمعارضة بناءة تستهدف المصلحة العامة لبلادنا و ليس الحسابات الضيقة، اعتبر منذ تنصيب الحكومة، أن البرنامج الحكومي غير واقعي و مجرد أحلام لا يمكن تحقيقها، و ذلك ما تبين بعد تقديم رئيس الحكومة لحصيلة نصف الولاية.
و أضاف محمد ملال الذي كان يتحدث في اللقاء التواصلي مع الساكنة الذي عقده الاتحاد الاشتراكي يوم الجمعة 31 ماي 2024 بالجماعة الترابية تمنار تحث شعار: “المنتخب الاتحادي في خدمة التنمية بإقليم الصويرة بجدية والتزام” أن حصيلة منتصف الولاية، أظهرت أن الحكومة ليست قادرة على تحقيق جزء يسير من برنامجها الحكومي فقط، بل ايضا هناك ارتباك في تنزيل الأوراش التي أطلقها جلالة الملك، وخاصة ورش التغطية الاجتماعية و الدعم المباشر.
وأكد ملال أن الحكومة خرقت الدستور في عدد من المناسبات، ولاسيما في علاقتها مع البرلمان، وفي علاقتها بتنزيل مجموعة من القوانين كقانون التعليم وقانون الأمازيغية و إصلاح المقاولات و المؤسسات العمومية و الإصلاح الجبائي وإصلاح منظومة العدالة. أشار إلى ما ترتب عن سياسات الحكومة من غلاء للأسعار، وما تمخض عن الدعم المباشر من احتيال على المواطنات والمواطنين.
وقال محمد ملال في كلمته إنه كان من المتوقع أن يكون للحكومة حلول واقعية للقطاع الفلاحي الذي يعاني من الجفاف الذي أصبح هيكليا، وخاصة أن رئيسها كان وزيرا للفلاحة، مؤكدا أن نتيجة التدبير المعطل للحكومة للقطاع الفلاحي وغياب حلول واقعية للمشاكل التي يتخبط فيها جراء الجفاف، فالسيادة الغذائية للبلاد صارت مهددة. موضحا أنه كان من المنتظر أن تعيد الحكومة النظر في النموذج الفلاحي لبلادنا، لكن لم يحدث شيء من ذلك.
و اشار ملال ايضا إلى تعثر عدد من الأوراش كالتعليم والجهوية و الصحة والمقاولات والأمازيغية و التكوين المهني و إصلاح المقاصة وإصلاح صناديق التقاعد والحماية الاجتماعية. ناهيك عن الأثر الضعيف لعدد من الأوراش كفرصة و أوراش و الصيد البحري التي تعرف مجموعة من الاختلالات.
وقال في هذا الصدد ” إن تقييم الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية لأداء الحكومي، هو أن الحكومة مطالبة بتقديم برنامج جديد، لأنها انقلبت على برنامجها الذي قدمته في بداية ولايتها، وهو ما يطرح مشكل المصداقية.
وفصل محمد ملال في عدد من الملفات التي عملها عليها خلال تجربته البرلمانية منذ 2012، كملف الماء الصالح للشرب و تزويد المنطقة به، وهو ملف يفخر به لأن نتائجه بدأت تظهر، مؤكدا أنه ورش مستدام و ليس ترقيعيا، يستهدف الوصول إلى نسبة مائة بالمائة في تغطية الإقليم بالماء الشروب. وكذلك البنية الطرقية، من خلال البرنامج الجهوي للتنمية، الذي حصل فيه إقليم الصويرة على حصة الأسد، حيث أن نسبة الولوج فيه تتجاوز النسبة الوطنية، موضحا أن هذه الحصيلة نتيجة العمل الجماعي بين المنتخبين الاتحاديين و السادة العمال السابقين أو العامل الحالي، وهو عمل يستهدف المصلحة العامة و يبتعد عن الحسابات الحزبية، لأن غايته هي خدمة المواطنات والمواطنين و تنمية شروط عيشهم.
وأشار ايضا إلى المجهود الذي قام به المنتخبون الاتحاديون، في إطار الجهوي للتنميةن ببعث مشروع الطريق الساحلي الذي ستستفيد منه أربع جماعات من إقليم الصويرة، موضحا أن الاتحاديين ترافعوا من أجل أن يكون لهذا المشروع الأولوية، وأن تبدأ الأشغال من الجنوب وهو إنجاز مهم. وكذلك بالنسبة للتعليم، حيث أكد أنه عندما أعطيت له الفرصة لترأس لجنة التعليم، لاحظ الجميع تكاثر المؤسسات التي التعليمية التي أنشئت في مختلف أنحاء الإقليم. حيث أن كل جماعة تتوفر على أزيد من 120 تلميذ تستفيد من الإعدادية. مبرزا في نفس السياق المجهود الذي بدله في مجال الصحة حيث أن هناك إلاح للبنيات الصحيةن بما فيها مجموعة من المستوصفات، مبشرا الساكنة بإنشاء مستشفى جديد بإقليم الصويرة.
وأكد على أهمية المخطط الجهوي لإعداد التراب الذي سيحدد مستقبل الصويرة خلال العقدين المقبلين سواء في التنمية أو الاقتصاد أو السياحة وغيرها، مبرزا أهمية الترافع الذي قام به الاتحاد الاشتراكي لإحداث توازن بين الأقاليم، وخاصة أن إقليم الصويرة يعرف نسبة مرتفعة من الهشاشة تحسنت مؤشراتها مع الأوراش المذكورة أعلاه.
و تحدث محمد ملال المشاريع التي دافع عنها بمعية المنتخبين الاتحاديين بخصوص تنمية الأنشطة الاقتصادية، وفي مقدمتها برنامج المراكز الصاعدة كتمنار و سميمو و آيت داود و الحنشان و مسكالة و غيرها، الت ينبغي توفير فيها الشروط اللازمة على مستوى البنيات التحتية لحلب الصاناعات المتوسطة و الصغيرة، و ذلك بإحداث مناطق صناعية و حرفية بها و توفير العقار بشروط تفضيلية. مبرزا أهمية إحداث جامعة بالإقليم التي أصبحت ضروية، وكذا توفير البنيات الثقافية في هذه المراكز الصاعدة، وملاعب القرب حيث أن الإقليم سيتعزز بأزيد من 30 ملعبا جديدا.
و أبرز أهمية مشاريع أخرى اشتغل عليها كمشورع تشجير100 هكتارن و المجازر، والحماية من الفيضانات في مجموعة من الجماعات، مؤكدا على أن البرلماني لا يتوفر على ميزانية، و إنما يمتلك قوة ترافعية لتفعيل المقترحات و طرح المشاكل و تقديم الحلول، مشيدا بالدينامية التي يشتغل بها المستشارون الاتحاديون في الإقليم سواء كانوا في موقع التسيير أو المعارضة البناءة،
ونوه محمد ملال برؤساء الجماعات والمنتخبين الاتحاديين لجهودكم الجبارة في البرنامج المجتمعي الذي يعرضه حزب الإتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وكذلك في متابعتهم من أجل تنزيل برنامجهم الانتخابي وانخراطهم الجدي في مختلف الاوراش التي أطلقها ملك البلاد، وقال عضو المكتب السياسي بأن هذا اللقاء هو مناسبة للاعتزاز بماأنجزه الساداة والسيدة الرؤساء والاعضاء المنخبون سواء في هذه الولاية او في الولاية السابقة وقال بانه منذ 2012 حاولنا في الاتحاد الاشتراكي أن نعطي نموذجامتميزا منفردا ومتفردا في الاقليم خصوصا ان الجماعات التي سيرها الاتحاد الاشتراكي هي نموذج للحكامة نموذج التنمية المتوازنة داخل الجماعة
وقال بأن هذا اللقاء لا يريده ان يكون لقاء لإعطاء معلومات عن الحصيلة ولكن ايضا لتصوير بعض الفواتير وبعض الأخطاء وبعض الامور التي يجب إصلاحها فيما تبقى من هذه الولاية…
وفي نفس السياق ، وفي معرض تدخلات رؤساء الجماعات المحلية ، أشار منير أضرضور ،رئيس المجلس الجماعي لتمنار إلى الدور الكبير الذي لعبه الحزب خلال الولايتين الأخيرتين للمجلس الجماعي من أجل تخليق الأداء السياسي وترشيد الموارد وتأهيل البنيات الأساسية والمرافق، مستشهدا بالعديد من المشاريع التي أنجزت والأخرى التي هي في طور الإنجاز ، كمشاريع تزويد الساكنة بالماء الصالح للشرب وفك العزلة على الدواوير وغيرها من الاوراش المفتوحة في مجال جماعة تمنار التي باتت مركزا حقيقيا لمنطقة إحاحان ككل. وفي تدخله عن مركز آيت داوود ،تطرق رئيس المجلس الجماعي محمد أرخا إلى الدينامية التي يعرفها هذا المركز البعيد نسبيا عن الصويرة ، من خلال الاوراش المفتوحة منذ تولي الحزب تسيير الجماعة ،ومن بين أهم المشاريع النوعية ، ذكر بإخراج المركز الثقافي للوجود، والذي يعد مشروعا نموذجيا في العالم القروي. أما مصطفى اجضاهيم رئيس جماعة سميمو فقد نوه بالدور الذي يلعبه الاتحاد الاشتراكي إقليمي في بلورة نموذج للتنمية بالاقليم مبرزا ان تجربة الاتحاد الاشتراكي اكيد تسير بالاقليم نحو الكثير من المكتسبات ،وعن مناطق الشياظمة ،وفي نفس الإطار ، تطرقت رئيسة المجلس الجماعي للحنشان أمينة الشليح إلى أهم المشاريع المؤهلة للمركز ، وإلى الدور الذي يلعبه المجلس الجماعي حاليا في حل مجموعة من المشاكل التي تخبطت فيها الحنشان منذ مدة ،مع الإشارة إلى المنهجية التشاركية التي يعتمدها المجلس مع كل الشركاء والسلطات في سبيل تنمية الحنشان ومجالها . وهو نفس ما اكده عبد الحكيم شاكير رئيس الجماعة الفترة كشولةوبخصوص أداء الحزب في باقي المجالس ، أشار محمد جرف إلى المجهود الذي يقوم به أعضاء المجلس الإقليمي المنتمين للحزب من أجل بلورة مشاريع تنموية رغم الصعوبات التي يعرفها المجلس حاليا. وفي موازاة مع تدخلات المسؤولين وأعضاء المجالس، تطرقت الكاتبة الإقليمية لمنظمة النساء الاتحاديات بالصويرة إلى الأداء المتميز للنساء الاتحاديات بالإقليم ،وإلى المنهجية التي تعمل بها المنظمة الاستقطاب أكبر عدد من الأطر النسوية للحزب وللإنخراط في تدبير الشأن المحلي .
هذا ، وفي تعليق على اللقاء/ الحدث،عبر العديد من المتتبعين للشأن المحلي في تواصلهم مع الجريدة ، أن اللقاء كان إشارة قوية ، وأن حزب الاتحاد الاشتراكي بالصويرة رفع سقف التحدي عاليا بتبنيه الشفافية والشجاعة السياسية من أجل طرح حصيلة وأداء الحزب في كل الجماعات التي يسيرها أمام الجميع وفي منتصف عمر الولاية ، وفتح المجال للجميع من أجل المشاركة في النقاش والنقد والتقييم وإبداء الرأي .كما أشار إلى التماسك التنظيمي الذي يعرفه الحزب إذ تمكن من الإلتحام بكل أطره وأعضائه بشكل تلقائي وفي انسجام وانضباط تام ،وأن حزب الاتحاد الاشتراكي يبرهن مرة أخرى أنه قوة حقيقة في الإقليم، وأنه قادر على تحقيق المزيد من المكتسبات السياسية في المستقبل إذا استمر على نفس المنهجية والأداء.
هذا وقد تفاعل الحاضرون مع كل التدخلات وادلوا بملاحظات مهمة مرتبطة بالتنمية كما نوهوا بالمجهودات التي يقوم بها المنتخبون الاتحاديون سواء في الجماعات التي يسيرها الحزب او تلك التي يقوم فيها بدور المعارضة البناءة، وأيضا هناك بعض العتاب ، معتبرين ان مثل هذه اللقاءات التواصلية هي فرصة ايجابية لربط المسؤولية بالمحاسبة وايضا خطوة ديمقراطية غير مسبوقة تجعل المواطن يتواصل مع المنتخب بشفافية ووضوح والاطلاع على الحقائق والمعلومات الدقيقة وايضا للانصات الى نبض المجتمع