مدينة الرحمة: معاناة إمرأة مسنة متسولة.

0

عبد العاطي كحلاوي

حالة اجتماعية أقل مايمكن أن يقال عنها أنها هشة ولا إنسانية. تلك هي وضعية امرأة مسنة بمدينة الرحمة، حالة تدمي القلوب خصوصا وأنها تستغل أسوأ استغلال من طرف أحد أقاربها في أعمال التسول.
تجلس كل يوم، مرتدية أسمالا متهالكة، قرب المركز السوسيو ثقافي وإدماج الشباب بالرحمة 2، جماعة دار بوعزة إقليم النواصر جهة الدار البيضاء سطات. شاحبة الوجه تعاني من ألم حاد في أطرافها السفلى. ورغم مرور المئات على مدار اليوم من أمامها، لا أحد يكترث بها.
من خلال معاينتنا لها في عين المكان، رأينا امرأة خرت قوى جسدها وتقلصت قامتها إلى النصف نتيجة تقوس ظهرها، تلبس ثيابا مرقعة تنبعث منا رائحة كريهة وتسدل وشاحا يغطي جزءا من شعرها الأشعت ووجهها المزغب.
وحسب بعض الإفادات والتصريحات من سكان المدينة، فإن المتضررة العجوز تستيقظ مذعورة كل صباح. ويفرض عليها قريبها الذهاب إلى التسول لتقضي يومها، شتاء وصيفا، باحثة عن دراهم معدودات. خلال المساء ومع حلول الظلام، تعود أدراجها إلى البيت وهي في وضعية كارثية سواء جسديا أو نفسيا.
وبمجرد ولوجها البيت، تجابه بالعنف كلما امتنعت عن إعطاء قريبها كل ما حصلت عليه من يوم كامل من التسول. واتقاء شره، تقدم له كل ما تحصلت عليه.
وأمام هذا الوضع ومن خلال بحثنا الاستقصائي، تناشد الجريدة المسؤولين بغية وضع المسكينة بدار العجزة حماية لها من الاستغلال وحرصا على كرامتها خصوصا وهي في أرذل العمر.