تمكن فريق طبي وتمريضي، بقيادة الطبيب المتخصص في جراحة الدماغ والعمود الفقري، الدكتور نجيب جعفر، بمستشفى بني ملال، من إجراء عمليتين دقيقتين، إحداها لشاب في مقتبل العمر مصاب بكسر خطير على مستوى الرأس، إثر سقوطه في بئر، والثانية لشقيق للأخير سقط معه أثناء محاولة إنقاذه، حسب الطبيب المذكور الذي عُرف، خلال السنوات الأخيرة، بنجاحه في إجراء العديد من العمليات الدقيقة والمعقدة، على مستوى الدماغ والعمود الفقري، والتي جعلته حديث مواقع التواصل والمنابر الإعلامية.
وبقدرته على النجاح في أكثر العمليات الجراحية خطورة، فقد سبق له، على سبيل المثال لا الحصر، أن تمكن من إنجاز عملية جراحية، بمستشفى بني ملال، تخص كسرا معقدا على مستوى العمود الفقري لامرأة في عقدها السادس (كسر على مستوى الفقرات D9وD12، باستخدام تقنيات حديثة ومتطورة، وعملية استئصال ورم على مستوى الدماغ، بمستشفى خنيفرة، لمواطنة في عقدها السادس من العمر أيضا، وكانت هذه العملية الأولى من نوعها على مستوى الجهة وجهات أخرى.
ومناسبة الموضوع، تمكن الدكتور نجيب جعفر من إنقاذ حياة شاب استقبله مستشفى بني ملال، خلال غشت الجاري، رفقة شقيقه المصاب هو الآخر، ضواحي مدينة خنيفرة، حيث سقط الأول في بئر، على علو سبعة أمتار، ليصاب على مستوى الرأس ويفقد الوعي، وبينما حاول شقيقه إغاثته، سقطا معا، ليصاب هو الأخر بكسر على مستوى العمود الفقري ويفقد الحركة على مستوى الساقين، حيث قام الفريق الطبي والتمريضي بالإسراع لإجراء عملية جراحية للشاب المصاب على مستوى الرأس باعتبارها الأكثر استعجالا.
ولم يفت الدكتور نجيب جعفر وصف العملية ب “الخطيرة وتتسم بنزيف حاد لارتباطها بكسر على مستوى الرأس، وقريب جدا من وعاء دموي كبير يسمى طبيا ب le sinus longitudinal supérieur،وهو ما تم التأكد منه فعلا، إذ بمجرد القيام بتعديل الكسر la réduction de l’embarrure وقف الفريق الطبي على وجود نزيف حاد une hémorragie foudroyante اعتبره الدكتور جعفر “حالة لم ير مثلها منذ سنوات طويلة”، وهو ما أكده بالتالي في تغريدة له.
وبمساعدة ممرض مساعد، أسرع الدكتور نجيب جعفر في “إزالة الكسور للتمكن من إيقاف النزيف، في حين قام الطبيب الاختصاصي في الإنعاش، والممرض المساعد، بمساعدته على مد المريض بما يحتاجه من الدم والبلازما”، قبل النجاح في “الحد من النزيف عن طريقla suspension de la dure mère “، ليتم نقل المعني بالأمر، في ساعة متأخرة من الليل، إلى قاعة الإنعاش، في حضور والدته ووالده اللذين كانا في “حالة ترقب وصدمة وإيمان قوي بما سيكتبه الله من قضاء وقدر”.
أما الشقيق، فقال الدكتور نجيب جعفر أنه “رغم مصيبته وحالته الصعبة، لم يكن يفكر ويترقب سوى بما يتعلق بمستجدات حالة شقيقه، وكان مصابا بشلل على مستوى الساقين جراء كسر على مستوى العمود الفقريfracture de la charnière dorso-lombaire avec recul du mur postérieur“، وكم كان ألم الدكتور جعفر كبيرا وهو “يتفادى الحديث مع هذا الشقيق الذي لا يتوقف عن استفساره حول حالة شقيقه”، فيما والدته كانت “تتوسل للفريق الطبي بإخباره بأن حالة شقيقه في تحسن ملموس”.
حتى وهذا الشقيق الأخير في قاعة العمليات، من أجل القيام بعملية خطيرة على مستوى العمود الفقري، سأل الطبيب عن شقيقه، ولم يكن من هذا الطبيب إلا الرد عليه بما يفيد “أنه تحت الرعاية الإلهية”، ذلك قبل الشروع في العملية، والقيام بتثبيت الكسر ostéosynthèse par montage long de 8 vis + laminectomie، حيث مرت العملية في ظروف جيدة”، أخذ بعدها المعني بالأمر في “استرجاع الحركة على مستوى ساقيه، فيما شقيقه ما يزال حينها يرقد بقاعة الإنعاش تحت التنفس الاصطناعي”، حسب الطبيب المذكور.
وتحقق الأمل في أن “استفاق الشقيق الأول تدريجيا من غيبوبته”، دون أن يفوت الدكتور نجيب جعفر التعبير عن فرحته بقوله: “كانت اللحظة رائعة ومفرحة، لي ولكل الطاقم الطبي والتمريضي، كما لوالديه ولشقيقه، وللعائلة بأكملها”، مضيفا: “بابتسامة ترسم محياي أخبرت والديه وشقيقه أن ابنهم، والحمد لله، قد استفاق من الغيبوبة، وكانت لحظة مليئة بالمشاعر، وانهمرت الدموع فرحا من أعين الأم وابنها”، دون أن يفوته التعبير بالتالي عن مشاعره ووصف لحظة عجزه عن “حبس دموعه التي حاول إخفاءها”.
وبعد نقل المصاب من غرفة الإنعاش إلى مصلحة جراحة الدماغ والعمود الفقري، كان “يعاني من شلل نصفي على الجهة اليمنى، ولا يستطيع النطقhémiplégie droite + aphasie ، إلا أنه، بعد بضعة أيام، أخذ في استرجاع الحركة والنطق”، فيما “أخذ شقيقه هو الآخر في استرجاع عافيته وحركيته”، وخلالها حرص الدكتور جعفر على “توجيه تشكراته لطبيب الإنعاش والتخدير، الدكتور اليحياوي عبد الغفور، والممرضين المساعدين محمد الزعراوي ورشيد البوزيدي، وممرض التخدير، نورالدين عبي، ولباقي جنود الخفاء وإدارة المستشفى”.