الفنانان الشعبيان أشرف الصنهاجي وفاطمة فزاز يلهبان حماس الجمهور الخنيفري بساحة أزلو
في إطار الأنشطة الثقافية والفنية والعلمية التي تنظمها “مؤسسة روح أجدير الأطلس”، بخنيفرة، خلال شهر غشت، تحت شعار: “الثقافة المحلية رافعة للتنمية الترابية”، وبدعم من المجلس الإقليمي بخنيفرة وشركائه، تم عرض سهرات مسائية بكل من ساحة أزلو، موقع أرگو وأگلمام أزگزا وأجلموس، والتي تم تتويجها بسهرة ل “رواد الفن الأمازيغي” عرفت تفاعلا جماهيريا كبيرا، والتي تمت بمشاركة فنانين كبار من قبيل علي أزلماظ، رحو الموساوي، بوعزة، موسى أطلس وفرقة قاسي أحيدوس…
وفي إحدى هذه السهرات قدم الفنان الشعبي أشرف الصنهاجي، بحاضرة زيان خنيفرة، باقة من أغانيه بكل ما يتميز به من مقدرات صوتية وتبحر في فن الشعبي، سيما منها التي يستحسنها جمهور مدينة خنيفرة وزوارها، حيث غنى باقتدار عدة أغاني من ريبيرتوار ممتد يستجيب للأذواق الموسيقية الحاضرة، مسافرا بالجمهور في عوالم الأغنية الشعبية.
ذلك بدء بـقطعة “أنا مغربي” لتزامن السهرة مع ذكرى 70 لثورة الملك والشعب، أشاد فيها بجمال المغرب وروعته وبالملك وبالشعب المغربي، وتلاها بقطع رائعة من قبيل “غرك المال” و”گولوليها تنساني” و”تواشي الشعبية” و”عطية مولاي عبد الله” ثم” رگب رگب” و” آش بيدي نعمل”، ليرسو بالحضور في فن “العيوط” التي أبان فيها عن براعته الفنية وتمكنه من ربط الأطلس بباقي مناطق المملكة.
وقد استطاع أشرف الصنهاجي بأغانيه، إشعال حماس الجمهور من خلال تفاعله مع هذه الأغاني بالمزاوجة بين ترديد كلماتها والرقص على إيقاعاتها الخفيفة، ما جعل من منصة ساحة أزلو تصدح تحت الموسيقى والرقص والترديد الحماسي، ومن هنا تمكن هذا الفنان من رسم لحظة فنية متميزة.
وبفضاء أزلو بخنيفرة أيضا، خلقت صاحبة الحنجرة المتميزة، الفنانة فاطمة فزاز، أجواء فنية حماسية وسط الجماهير الغفيرة التي كانت على موعد مع طبق فني متنوع، وبينما تألقت بإرتدائها لقفطان مغربي أصيل، ألهبت حماس الجمهور بأغانيها الهادفة، وبأدائها لصيحات فنية ساحرة من فن (تماوايت) بإحساس مرهف وأداء مبهر، متوجة حضورها بكلمات من عوالم المرأة والرجل والحب والرومانسية والوطنية، والتي نالت بها إعجاب الجمهور المتعطش لمثل هذه اللحظات التي تخلق مجالا للتنفيس والترويح.
وأظهرت فاطمة فزاز علو كعبها وتمرسها في فن الشعبي عندما أطربت مسامع الحضور بمقاطع معروفة من هذا التراث المغربي الأصيل والراسخ في الذاكرة الشعبية المغربية، وأثبتت بها استمرار اسمها اللامع في سماء الأغنية الأمازيغية بفضل اجتهادها وحضورها الوازنين على الساحة الوطنية، وهي التي تنبأ لها الباحثون والمهتمون بمستقبل واعد، واعتبروها واحدة من كبار الفنانات التي ستحمل مشعل هذا الفن في السنوات المقبلة، وأنها ستساهم في تعويض الفراغ الذي خلفه اعتزال رائدات هذا الفن.
وتميزت بعض سهرات أزلو في خنيفرة بتقديمها، بشكل متمرس وجيد، من طرف المنشط المعروف، المصطفى رمالي، والباحث في الفن الأمازيغي، المكي أكنوز، فيما سجلت هذه السهرات تكريم الفنان قدور بوياوي، وتكريم الفنانة التشكيلية على النسيج، والمتوجة بدرع صنعة بلادي، فاتحة عمراني.
-
م. أ.