ابتدائية خنيفرة تصدر أحكامها في قضية مصرع عاملين تحت أنقاض مقلع بسيدي لَمين

0
  • أحمد بيضي

بعد عدة جلسات، أسدلت المحكمة الابتدائية بخنيفرة، عشية الثلاثاء 15 غشت 2023، ستارها على القضية (1334/ 2103/ 2023)، والمتعلقة بما يُعرف ب “ملف مصرع عاملين بمقالع سيدي لمين”، وذلك بالحكم على مسير المقلع (س. م) بثمانية أشهر حبساً نافذة وغرامة 1000 درهم، وعلى صاحب المقلع (م. ف) بسنة واحدة حبساً نافذة وغرامة مالية قدرها 1200 درهم، وذلك بعد آخر جلسة تم فيها إحضار المتابعين في حالة اعتقال، واستكمال المرافعات من جانب الدفاع الذي رفضت النيابة العامة ملتمس السراح الذي تقدم به.  

ويذكر أن منطقة سيدي لمين، ضواحي كهف النسور، بإقليم خنيفرة، قد عاشت، منذ الساعات الأولى من صباح يوم الثلاثاء 25 أبريل المنصرم، على وقع فاجعة انهيار جبل صخري بمقلع للرخام، حيث لقي شخصان حتفهما تحت الأنقاض، دون أن يكون سهلا على فرق الانقاذ الوصول إليهما بالنظر لعملية الحفر المعقدة، ولحجم الصخور المنهارة والتي يقدر وزنها بالأطنان، علاوة على عمق موقع الانهيار، وكاد البعض حينها أن يفقد الأمل في العثور على الجثتين العالقتين، سيما في انعدام حفارات متطورة ووسائل تقنية لتفتيت الصخور الضخمة المنهارة.

ويتعلق أمر الضحيتين بشاب (ق. محمد)، عمره حوالي 19 سنة، يعتبر المعيل الوحيد لوالدته الأرملة وأشقائه، بعد وفاة والده في حادثة شغل بأحد المقالع، أما الثاني فهو شخص أربعيني (س. المعطي)، متزوج وأب لطفلين، ويشغل سائقا لجرافة، فيما تحدثت مصادرنا حينها عن إصابة مجموعة من العمال بجروح متفاوتة إثر تساقط الحجارة أثناء الانهيار الصخري بالمقلع المذكور الذي يستغله أحد المستثمرين بالإقليم، الأمر الذي استوجب فتح ما يلزم من التحقيقات في ملابسات وظروف الحادث.

وقد استنفرت الفاجعة يومها عناصر الدرك الملكي، والسلطات الإقليمية والمحلية، وأفراد الوقاية المدنية والقوات المساعدة، الذين حلوا بمسرح الحادث الذي سجل نزول حشد كبير من السكان، يتقدمهم أفراد الضحيتين الذين أثاروا غضبهم الشديد، وشددوا على ضرورة حضور كل المسؤولين وتشكيل لجنة نزيهة للتحقيق في تفاصيل وحيثيات الحادث وتحديد المسؤوليات، فيما لم يفت نقابيين وحقوقيين التساؤل حول دور صندوق الضمان الاجتماعي ومفتشية الشغل، وكذا لجن المراقبة التي عليها القيام بما يجب من الزيارات المفاجئة للمقالع.