نداءات بإقليم خنيفرة تدعو وزارة الصحة لإغاثة الطفلة “فردوس” بالحصول على دواء “الأمينوكلوبيلين”

0
  • أحمد بيضي

عادت حالة طفلة (ب. فردوس – 12 سنة)، بمنطقة أجلموس، إقليم خنيفرة، لتتصدر اهتمامات الرأي العام المحلي والإقليمي بعد أن أضحى وجودها في الحياة يتأرجح بين الحياة والموت، أو على الأصح بين تجاهل وزارة الصحة وصرخات الأسرة التي لا تتوقف عن رحلاتها الشاقة لأجل حقها في دواء “الأمينوكلوبيلين”، علما أن هذه الأسرة من الفئات الهشة التي ليست لها القوة ولا القدرة على اقتنائه (حوالي 20 ألف درهم شهريا)، خصوصا أن الطفلة كتب عليها استعماله بشكل دائم، وكلما زاد عمرها ارتفعت حاجتها له بكميات أكبر.

ورغم كل الخطابات بتوفير الكميات اللازمة من دواء “الأمينوكلوبيلين” لفائدة مرضى نقص المناعة الأولي بجميع جهات وأقاليم المملكة، لم يتوقف والد الطفلة (عبدالرحيم بوسرفان)، على غرار العديد من عائلات المرضى، عن الرفع من وتيرة نداءاته لإنقاذ ابنته التي جاءت حالتها المرضية لتقلب حياة ووضعية الأسرة رأساً على عقب، قبل أن تتفاقم أكثر بسبب تعثر الحصول على الدواء المذكور، سيما أن الطفلة (فردوس) تجتهد في دراستها، بكل براءة طفولية، وإن كانت رحلاتها الطبية تفرض عليها التغيب بين الفينة والأخرى. 

وبعبارات مؤثرة، تؤكد أسرة الطفلة أنها لم تكن تتوقع أن تعيش صدمة قطع الدواء عنها بأشكال مأساوية بعيدة كل البعد عن الحق في الصحة، وعن مبدأ تقديم المساعدة لشخص في حالة خطر، حيث عمد مسؤولو وزارة الصحة قطع الدواء عن ابنته، فيما لم يعثر والد الطفلة على أدنى تعبير لما واجهه من طرف مسؤول بديوان هذه الوزارة الذي وعده بتوفير الدواء بانتظام، ثم ما فتئ أن تملص من كل وعوده على حساب حياة الطفلة، بل في كل مرة تجيبه الوزارة المعنية بأساليب ملتوية أو بشروط تسويفية ووعود مطاطية.

وبينما يؤكد والد الطفلة أن العديد من المصابين بنفس مرضها يستفيدون من الدواء، ، بمدن أخرى، بشكل أو بآخر، يفيد أن عملية توزيع دواء “الأمينوكلوبيلين” يعترضها التعثر، وأن بعض أسر المرضى سبق لهم أن خاضوا وقفات احتجاجية، ليقترح المسؤولون على المحتجين حينها التوجه للمستشفيات الجهوية المعنية، فكان حظ الطفلة (فردوس) في مستشفيات تشكو من عدم توفر هذا الدواء، أو من انقطاعه، والآن تعيش الطفلة، منذ أسابيع طويلة، من دون هذا الدواء، وهي مهددة بالوفاة في أية لحظة أمام أعين والديها، أي خلف أعين المسؤولين.

وأمام مأساة ما صار يُعرف ب “الطفلة فردوس”، لم يفت بعض المعلقين الإشارة للزيارة المفاجئة التي قام بها وزير الصحة لأحد المستشفيات بشمال المملكة تحت أضواء الكاميرات، وربطوا ذلك بحالة الطفلة التي تنتظر من هذا الوزير “اكتشافها”، مع دعوتهم المنظمات الطفولية وجمعيات المجتمع المدني لمؤازرة “الطفلة فردوس” ومواصلة تقاسم الملصقات والنداءات الداعية لإنقاذها من الموت، والدفع بالوزارة المعنية لإيجاد حل إنساني يوفر الدواء المطلوب للطفلة المعنية دون انقطاع ودون وعود عقيمة.

ومعلوم أن العديد من المرضى في ربوع المملكة، يعانون من مشكل صعوبة التوفر على بعض الأدوية المخصصة للأمراض المُزمنة، ومنها أساسا دواء “الأمينوكلوبيلين” immunoglobuline الموصى به طبيا لعلاج المصابين بمرض نقص المناعة الأولي، والذي فات لوزارة الصحة أن أعلنت أنها تبذل جهودا كبيرة واجتماعات مطولة لتدبير واحتواء أزمة هذا الدواء الحيوي، والبحث عن كل السبل الممكنة لإيجاد حلول ناجعة لتوفير الكميات الكافية منه، ووضعه رهن إشارة الجهات الصحية المعنية لتلبية الحاجيات المستعجلة والمستعصية.