حافلات تمتهن كرامتهم ولا تضمن سلامة الركاب والمستخدمين : «الخط 02» بين المحمدية وبوزنيقة .. الاكتظاظ، الأعطاب وممارسات شائنة أخرى

0

يعتبر النقل العمومي من المعضلات الكبرى التي تعيشها ساكنة مدينة بوزنيقة بضيق كبير، فالحافلات التي تربط بينها وبين المحمدية مرورا بالمنصورية، على امتداد ستة عشر محطة، خلال مدة زمنية تقدّر بـ 41 دقيقة في «الرحلة» الواحدة، تفتقر لكل مواصفات النقل الكريم، انطلاقا من غياب محطات بمواصفات محترمة، تجعل الركاب قادرين على انتظار وصولها في منأى عن حرارة الشمس والأمطار وفي وضعية مريحة مرورا بوضعيتها المهترئة مما يجعل منها عبارة عن «خرذة» حديدية متنقلة، يمكن أن تطالها الأعطاب المتكررة في كل لحظة، وصولا إلى عدد من الممارسات المرتبطة بغياب حسّ مواطناتي وسلوك أخلاقي عند بعض مستعمليها.
الخط الذي يحمل رقم 02 لشركة «النقل الممتاز» لا يحمل من «اللوكس» وبكل أسف إلا الاسم، وقصص معاناة العديد من مستعمليه كثيرة، حين يرويها البعض يكون التكلم عنها بكل مرارة، فالكثير منهم يتوجّهون إليها مكرهين في غياب حلول وبدائل، معقولة ماديا ومعنويا. حافلات وفضلا عن المشاكل المتعددة، المرتبطة بوضعية المحركات والهياكل والكراسي والنوافذ والاكتظاظ، والمشاحنات وغيرها، فإن عدم ربطها مدينة بوزنيقة بمناطق داخلية من مدينة المحمدية، يعتبره الكثير من الركاب من النقائص الأساسية، فهذا الخط لا يمتد إلى وسط المدينة أو إلى مسجد مالي الذي كان في السابق محطة نهاية السير بالمحمدية، المجاور لأكبر سوق تجاري بالمحمدية، والذي كانت تتوافد عليه ساكنة بوزنيقة من خلال هاته الوسيلة، إذ أصبح الربط يقتصر في الوقت الراهن بين المدينتين على محطتين، الأولى توجد بحي السلام المعروف بـ «الفلوجة» ببوزنيقة، والثانية بالقرب من الثانوية التأهيلية التقنية بالمحمدية.
ويجد عدد من المواطنين أنفسهم يركضون ويتدافعون أملا في العثور على مكان، ليس للجلوس، وإنما لوضع أقدامهم عليه داخل الحافلات المعدودة على رؤوس الأصابع، التي «تتميز» أغلبها بصغر حجمها، خوفا من تضييع مواعيدهم المختلفة، فيضطرون للتكدس داخل ما وصفه عدد من المواطنين في تصريحات لـ «الاتحاد الاشتراكي» داخل «صناديق متنقلة على عجلات لا تصل دوما إلى وجهتها بسبب الأعطاب التي قد تصيبها وسط الطريق، فتسبب معاناة إضافية للركاب على ما يعيشونه وهم ينتظرون وصولها أو وهم على متنها».
معاناة، تختلف صورها، وتصل حسب بعض الشهادات على حدّ «التعرض للسرقة والاعتداء داخل بعض الحافلات أمام مرأى ومسمع من الجميع»، حيث شددت عدد من الشهادات على «غياب وسائل الأمان وضمانات الأمن على متن هذه الحافلات التي لايمكن وصفها إلا بالمتلاشيات». وضعية ترخي بظلالها على مختلف الشرائح المستعملة لحافلات الخطر 02، ومن بينهم الطلبة والطالبات وكذلك التلاميذ، وفي هذا الإطار أكّدت إحدى الطالبات التي تقطن بمدية بوزنيقة وتتابع دراستها في كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بالمحمدية للجريدة، أنها «تتعرض للكثير من المضايقات في الحافلة بسبب حالة الازدحام الشديدة خصوصا في أوقات الذروة»، مضيفة بأنها «تجد صعوبة في الحصول على مقعد مما يضطرها للوقوف طيلة مدة الرحلة، في وضعيات جد مقلقة في كثير من الحالات». واشتكت أخرى من «الممارسات الشائنة العديدة، التي تمارس في بعض الحافلات، المادية منها والمعنوية».
ويرى الكثير من سكان مدينة بوزنيقة الذين يستعملون الخط 02 على أن هذه الحافلات تكرّس لتمييز سلبي بينهم وبين ساكنة مدن أخرى، تتوفر على حافلات للنقل محترمة، توفر الكرامة لمستعمليها وتضمن أمنهم، بحكم توفرها على كاميرات، تشكّل رادعا وتحول دون وقوع عدد من الممارسات، وحتى إن وقعت فإنها تعتبر مرجعا ودليلا لمتابعة المخالفين للقوانين والمعتدين. ويطالب «البوزنيقيون» بجلب حافلات تستجيب لحاجياتهم وانتظاراتهم وتراعي التطور الذي تعرفه المنطقة التي تشهد توسعا عمرانيا وارتفاعا ديمغرافيا، مع ما يرافق ذلك من حاجيات على أكثر من مستوى، يعتبر النقل والتنقل أحد أوجهها الأساسية، مع التشديد على ضرورة التعامل مع الممتلكات العامة بكثير من المسؤولية من طرف مختلف مستعمليها والحفاظ عليها، سواء تعلق الأمر بمحطات الوقوف أو الحافلات، لضمان استمرار خدمة أساسية تقبل عليها الفئات الفقيرة والمتوسطة على حدّ سواء، لقضاء مختلف الأغراض الدراسية والمهنية وغيرها، وهو الحلم الذي يراود ساكنة بوزنيقة منذ سنوات طويلة، ولم يتحقق رغم الوعود التي تم تقديمها وضدا عن التصريحات التي إطلاقها في وقت سابق، التي جاءت تزف خبرا سعيدا اتضح مع مرور الأيام عدم صدقيته وزاد من تعاسة مستعملي حافلات الـ «لوكس» المفتقد.

صحفية متدربة

L’article حافلات تمتهن كرامتهم ولا تضمن سلامة الركاب والمستخدمين : «الخط 02» بين المحمدية وبوزنيقة .. الاكتظاظ، الأعطاب وممارسات شائنة أخرى est apparu en premier sur AL ITIHAD.