
تفاصيل أشغال المؤتمر الإقليمي الرابع لحزب الاتحاد الاشتراكي بإنزكَان أيت ملول
عبداللطيف الكامل
أكد الكاتب الأول في كلمته التي ألقاها زوال يوم الجمعة 5 ماي 2023، في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الإقليمي الرابع لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بإنزكَان أيت ملول، أن القرار الملكي السامي بالاحتفال بالسنة الأمازيغية يعد قرارا تاريخيا وحكيما، لأنه يفرح الشعب المغربي، ويجعله يحتفل برأس السنة الأمازيغية، ويجعلها عطلة وطنية رسمية مؤدى عنها على غرار الاحتفال بالسنة الهجرية (فاتح محرم) ورأس السنة الميلادية.
وأضاف أن القرار سياسي بامتياز، وهو ينضاف إلى القرارات الملكية السابقة التي عرفتها القضية الأمازيغية. ولهذا فهو قرار حكيم وجريء استجاب لمطلب الشعب المغربي من أجل إنصاف الهوية الأمازيغية، مشيرا إلى أن القرار يؤكد من جهة أخرى تطلعات الشعب المغربي في دستور 2011 ، بكون الأمة المغربية أمة متعددة المرجعيات والهويات، وأن الهوية الأمازيغية مكون أساسي من الهوية المغربية.
ولذلك فالقرار أفرح المغاربة، يقول إدريس لشكر، وجعلهم يبتهجون، واليوم نحتفل بدورنا كقوة سياسية إلى جانب الحركة الأمازيغية والحركة التقدمية ببلادنا التي ناضلت من أجل أن ترقى الهوية الأمازيغية إلى هذه المكانة والرفعة، سواء تعلق الأمر بدسترة اللغة الأمازيغية، وجعلها لغة رسمية ثانية للبلاد، أم تعلق الأمر بإنصاف الهوية الأمازيغية ككل. وما على الحكومة الآن بعد القرار الملكي، يضيف لشكر، إلا أن تعمل بجد وحزم على تنزيل وتفعيل تدريس الأمازيغية وتعليمها وجعلها لغة متطورة سواء في مجال التعليم أو الإعلام، وهذا مطلب موجه أيضا إلى الإعلام من أجل إنصاف هذه اللغة، والعمل على تطويرها.
الكاتب الأول إدريس لشكر يثمن عاليا القرار الملكي القاضي بالاحتفال بالسنة الأمازيغية ويعتبره قرارا تاريخيا أنصف أحد مكونات الهوية المغربية
وبخصوص المؤتمر الإقليمي الرابع للحزب بإنزكَان أيت ملول، قال الكاتب الأول: إنه ينعقد تحت شعار يروم تحقيق عدالة مجالية وتنمية إقليمية، خاصة أن الاتحاديين والاتحاديات بهذه الإقليم يؤكدون على انفتاح حزبنا على كل فئات المجتمع وطاقاته وكفاءاته، وأنهم “قادمون وقادرون وملتزمون” من أجل الدفاع عن مطالب ساكنته لترسيخ عدالة مجالية وتنمية في هذا الإقليم على كافة المستويات.
ولهذا دعاهم الكاتب الأول إلى إنجاح مؤتمرهم وإفراز قيادة حزبية كفؤة وقادرة على تنزيل هذا الشعار على أرض الواقع عبر النضال المستمر، والعمل المتواصل حتى يستطيع الحزب بهذا الإقليم أن يلعب دورا كاملا في سياق المشروع التنموي الذي تتطلع إليه بلادنا.
وأشار لشكر في كلمته إلى أن سوس هي وسط المملكة، كما أعلن ذلك صاحب الجلالة في إحدى خطاباته السامية، مما يجعلها اليوم مؤهلة لتصبح قاعدة تنموية ليس بالجنوب وحده، بل بأرجاء الوطن كله، فسوس عامة، وإقليم إنزكَان أيت ملول خاصة، ساهمت بالأمس في معركة تحرير الوطن واليوم تساهم في معركة البناء والتنمية.
ومن قلب سوس توجه إدريس لشكر بتحية إكبار واعتزاز للقوات المسلحة الملكية ولقائدها جلالة الملك لدفاعها المستميت عن الثغور المغربية وحماية الحدود ومواجهة جميع مؤامرات الجزائر وصنيعتها والتي تحاك سرا وعلنا ضد وحدتنا الترابية.
كما نوّه بمجهودات الدبلوماسية المغربية التي يقودها جلالة الملك حيث بفضلها أصبح المغرب اليوم يُعامل في كل المحافل الدولية بالندية بفضل تلك الدينامية التي عرفتها الدبلوماسية المغربية المشهود لها عالميا، والتي تعد محفزا حقيقيا لشبابنا الذي أصبح هو الآخر يعامل في المجال الرياضي بندية كما حدث في كأس العالم بقطر.
هذا وفي معرض حديثه عن ارتفاع الأسعار التي ألهبت جيوب المغاربة وأرهقت كاهلهم، حمل إدريس لشكر المسؤولية للحكومة التي تقاعست عن تحسين القدرة الشرائية للمواطنين وتراخت في العمل على تقنين الأسعار، وجعلها تتماشى مع القدرة الشرائية للمواطنين البسطاء من الطبقة الفقيرة والمتوسطة.
بل تهاونت في بذل مجهود من أجل التخفيف على كاهل المواطنين من لهيب الأسعار المرتفعة التي تسببت في إرهاقهم وضاعفت من مصاريفهم التي ستزداد وهم على أبواب محطتين على أبواب العطلة الصيفية وعيد الأضحى الذي سيكلفهم مصاريف إضافية في ظل غلاء الأسعار وقلة الأمطار.
كما حمل المسؤولية الحكومة لعدم جعل الماء له أولوية أولى ضمن استراتيجيتها، خاصة في ظل ما يعرفه المغرب اليوم من ندرة في هذه المادة الحيوية، ولهذا شدد على ضرورة الإسراع بإحداث 20 محطة لتحلية ماء البحر، علما أن المغرب عاش خلال أشهر قريبة ظروفا صعبة بسبب ندرة الماء وقلته في ظل توالي سنوات الجفاف وشح التساقطات المطرية وخاصة بجهة سوس ماسة التي تعد من أكبرالجهات الفلاحية بالمغرب.
وبسبب الجفاف وقلة التساقطات المطرية وشحها،يضيف لشكر،جعلت مركز المغرب ما بين القنيطرة والدار البيضاء منذ ثلاثة أشهرمهددا بالاقتطاعات المتكررة في هذه المادة الحيوية ولهذا إذا لم تول الحكومة وبأسرع وقت في مخططها الاستراتيجي أهمية قصوى من أجل على توفير الموارد المائية الكافية عبر الإسراع في تحلية ماء البحر فأكيد أن المغرب سيعيش ظروفا صعبة في الأشهر القادمة.
الحكومة مدعوة إلى تحمل مسؤوليتها في محاربة الفساد ونهب المال العام أينما كان وفي جميع المؤسسات بما فيها الإدارات والقضاء دون استثناء.
ومن جهة أخرى، حمل الكاتب الأول لحزب الإتحاد الاشتراكي الحكومة مسؤوليتها الكاملة في محاربة الفساد والمفسدين بعد صدور تقارير في هذا الشأن من لدن المجلس الأعلى للحسابات، وأعلن أن حزب الإتحاد الاشتراكي يتبرأ من أي مفسد ولا يزكيه وإذا أقرت تلك التقارير وجود أية حالة لدينا فإننا لن ندافع عنها.
ولهذا حان الوقت، يقول لشكر، لمناقشة الإثراء غير المشروع بجدية لازمة داخل البرلمان واتخاذ إجراء تشريعي حوله لأنه مظهر حقيقي من مظاهر الفساد والارتشاء ونهب المال العام،مع العلم أن هذا المطلب كان ولايزال من اقتراح فريق الاشتراكي بمجلس النواب الذي تقدم به أمام الحكومة لكن للأسف مع ذلك لم تتجاوب معه هذه الأخيرة في الوقت الذي عليها أن تتحمل مسؤوليتها في الأيام القادمة من أجل محاربة الإثراء غير المشروع.
لكن على شرط أن تحارب الفساد أينما وجد، ليس في المؤسسات المنتخبة والغرف المهنية وحدها، بل أيضا في مؤسسات أخرى، كالقضاء والإدارة، وبالتالي عليها ألا تبخس قضية الفساد الذي استشرى في جميع المؤسسات بحيث ألا تجعله حكرا فقط على الأحزاب السياسية والمؤسسات المنتخبة، وتستثني في ذلك جميع الإدارات والمؤسسات الأخرى.
وتوجه الكاتب الأول في كلمته إلى رئيس الحكومة بقوله هذه حكومة مكونة من ثلاثة أحزاب، وبالتالي ينبغي أن يكون خطابها موحدا، ولها موقف موحد من كل القضايا بما ينسجم معها كحكومة متضامنة بأحزابها الثلاثة، بحيث لا تتنصل من مسؤوليتها، خاصة أن الرأي العام يتابع كيف يتكلم البعض من داخل الأغلبية بخطاب المعارضة، وكأنه يحاول التملص من مسؤوليته في تدبير الشأن العام أمام الرأي العام .
ومن جانب آخر، ثمن إدريس لشكر مجهودات الفريق الاشتراكي بمجلس النواب وغرفة المستشارين، ونوه بالنهج الذي تسلكه المعارضة الاتحادية في خطابها المعارض المتأصل والمتميز، مما جعلها معارضة اتحادية خالصة، حيث دافعت على قضايا الشعب بجدية والتزام وثبات في مواقفها وخطاباتها الواضحة البعيدة عن الديماغوجية، وفي اقتراحاتها البناءة التي أبانت فيها عن اختلاف كبير عن الأحزاب المصطفة في صف المعارضة داخل قبة البرلمان، سواء في الرؤية أو الموقف.
على الحكومة الإسراع بإحداث محطات لتحلية ماء البحر، خاصة بجهة سوس ماسة التي تعد من أكبر الجهات الفلاحية بالمغرب
الرأي العام يتابع كيف يتكلم البعض من داخل الأغلبية بخطاب المعارضة، وكأنه يحاول التملص من مسؤوليته في تدبير الشأن العام أمام الرأي العام