المعرض الدولي للورد العطري الذي لم يرق لابسط معرض محلي

0

من قلعة مكونة لأنوار بريس : محمد المبارك البومسهولي
تصوير: لحسن الوالي
ارتباك وعشوائية وغياب الحرفية،  هي أبسط ما يمكن أن يُنعث به موسم الورد بقلعة مكونة هذه السنة في دورته 58..ورغم أن هذه الدورة التي أُطلق عليها اسم المعرض الدولي للورد العطري تنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة غير انها كانت مجرد حفلة غلبت عليها العشوائية وكأنك في سوق أسبوعي قروي.. بل إن أبسط عاقل  بالمنطقة سيطرح سؤالا كبيرا هل هذه هي ” الفيشطة” ؟؟!!!
والفيشطة هو الاسم الذي يُطلقه سكان المنطقة على حفلة الورود منذ القديم..
فتارة يقال لها موسم الورد، وثارة مهرجان الورد، وهاهي الآن يطلق عليها المعرض الدولي للورد العطري بقلعة مكونة.. وهي تسمية اضحكت الجميع، إذ كيف يمكن ان تُلصق بها صفة الدولية دون ان تكون هناك مشاركة لدول أخرى، اللهم اذا قصد المنظمون مرور بعض السياح الاجانب الذين يعبرون المنطقة حيث تستهويهم جمالية الطبيعة وتنوعها.. ولا اخفيكم سرا انه كان الافضل ان لا تشارك اي دولة أخرى  لأنها لو شاركت في هذه المهزلة لأساء ذلك الى سمعة المغرب.
وزير الفلاحة نفسه في افتتاح هذا المعرض / المهزلة وجه الكثير من الانتقادات بشكل مباشر او غير مباشر حيث تحدث عن الكثير من السلبيات أهمها أن ما ينظم تحت الرعاية السامية يجب أن يتم بحنكة ومهنية اكثر.. لكن الوزير لم يطرح سؤالا اخر عن الأهمية التي أعطتها وزارته للفلاحة بهذه المنطقة؟  ولماذا أطلقت وزارة الداخلية العنان لتفويت مئات الهكترات لاصحاب الأموال ورؤساء الجماعات الذين تحولوا إلى اغنياء في لمح البصر.؟؟!!
والأخطر  أن تلك الضيعات الكبرى تستنزف الفرشة المائية للمنطقة.. وما هو الدعم الذي تقدمه وزارة الفلاحة الفلاح الصغير بحوض دادس بل بجهة درعة تافيلالت بصفة عامة؟؟!
كان الجميع يود ان يعترف الوزير لتقصير وزارته اتجاه المنطقة الى جانب نقده وعدم رضاه عن كيفية تنظيم موسم الورد.
وكما اشرنا في تقرير سابق فإن الضحية الأول لمثل هكذا ممارسات هو الفلاح الصغير الذي يجد ويكد ويضحي ليجني في الأخير دريهمات نتيجة فقره واحتياجه  وعدم انتظام الفلاحين في إطار بوحدهم ويدافع عن مصالحهم، ما جعل كل الجهات تتكالب عليهم تحت أعين السلطات المحلية والسلطات المنتخبة ، فمعنل الورد القديم المملوك لأحد الفرنسيين والذي أنشيء منذ عهد الاستعمار مازال يمارس وصايته في تحديد ثمن الورد، أما وحدات التقطير المنتشرة بشكل كبير فتجد ذلك في صالحها او على الاقل لا تحرك ياكما ما يفسر بأنها تقبل ذلك حيث لا يتجاوز ثمن الكيلوغرام من الورد 20 درهما ويضطر الفلاح البيع بهذا السعر لأنه ليس له خيار آخر وبالتالي لابد ان يؤدي ديوانا تراكمت عليه لمدة سنة كاملة..