بتاريخ 15 أبريل 2023، انعقد المؤتمر الإقليمي الثالث لحزب الأصالة والمعاصرة بإقليم بركان؛ وبهذه المناسبة نتوجه بالتهنئة لكافة مناضلات ومناضلي حزب الأصالة والمعاصرة بإقليم بركان على نجاح مؤتمرهم؛ كما نهنئ السيد محمد الإبراهيمي على تجديد الثقة في شخصه كأمين إقليمي لحزب الأصالة والمعاصرة بإقليم بركان، متمنين له مزيدا من التوفيق والنجاح في مهامه.
نعم هناك اختلافات سياسية وإيديولوجية بين ذوي الانتماءات الحزبية؛ ودستور المملكة المغربية يضمن التعددية ويكرس ثقافة احترام الاختلاف؛ فلكل واحد له انتماءه الحزبي حسب قناعاته الإيديولوجية؛ ولكل واحد اختار بين الأغلبية والمعارضة، في إطار احترام الصلاحيات والمسؤوليات المضمونة بموجب الدستور ؛ فالأغلبية لها آلياتها الدستورية في تدبير الشأن العام؛ كما إن المعارضة لها آلياتها الدستورية في انتقاد العمل الحكومي، وهذا ما يشهد به الفصل العاشر من الدستور وكذا النظامين الداخليبن لمجلسي النواب والمستشارين.
إن المعارضة حق مكفول بموجب الدستور، وهي لا تعني تبخيس عمل الحكومة، بل تعني رفض وانتقاد عمل الحكومة وسياستها العامة وسياساتها القطاعية.
وأكثر من هذا وذاك، فالمملكة المغربية كرست عبر مختلف دساتيرها السابقة، وأكدت في دستور سنة 2011، حق الحرية في الرأي والتعبير لكافة المواطنين، وهو الحق الذي يخول لهم التعبير عن رأيهم في العمل الحكومي ومختلف المؤسسات المنتخبة ومدبري الشأن، سواء بانتقادها أو تأييدها، ولا يقيدهم في ذلك سوى احترام القوانين والتزام الضمير الوطني.
هذا الأمر لا يختلف عليه إثنان، كما أن رئيس المجلس الإقليمي لحزب الأصالة والمعاصرة بإقليم بركان يؤكده صراحة في كلمته التي ألقاها في المؤتمر الإقليمي الثالث لحزب الأصالة والمعاصرة بإقليم بركان.
لكن، تأكيده الصريح هذا، بقي للأسف مصبوغا بكل أشكال التمييز؛ وهذا ما نلاحظه عندما أثنى ونوه على المعارضة التي يمارسها مستشارات ومستشاري حزبه بالجماعات التي لا يتوفرون فيها على الأغلبية.
إنه تمييز خطير وانتهاك صارخ لحقوق المعارضة وحرية التعبير والرأي لغير المنتسبين لحزب الأصالة والمعاصرة.
فحسب كلمة رئيس المجلس الإقليمي لحزب الأصالة والمعاصرة بإقليم بركان، فالانتقاد المعبر عنه من طرف منتخبي حزب الأصالة والمعاصرة هو معارضة بناءة؛ في حين يصير الانتقاد الصادر عن غير منتسبي حزب الأصالة والمعاصرة عدمية وعداء للنجاح، ويصير هؤلاء في منظور رئيس المجلس الإقليمي لحزب الأصالة والمعاصرة بإقليم بركان عدميين وأعداء للنجاح.
إن العدمية والعداء للنجاح تحدد بوسائل الاشتغال السياسي والأهداف المتوخاة، فلن تنهض هاتين الصفتين في كل عمل إلا إذا كانت وسائل الاشتغال غير مشروعة وتتنافى مع أدبيات التنافس النزيه؛ كما أن أهداف الاشتغال هي من تفرق بين الإنسان السياسي والكائن الانتخابي؛ فالأول يهدف في ممارسته السياسية إلى خدمة وطنه و تدبير الشأن العام بما يخدم المصلحة العامة للمواطنات والمواطنين، ومن أي موقع كان، مسؤولية أو معارضة، محترما في ذلك دستور المملكة المغربية وقوانينها.
الإنسان السياسي يحاسب نفسه عما قدمه من خدمات للوطن والمصلحة العامة فيما قضى من عمره، كما يسارع في خدمة الوطن والمصلحة العامة قبل أن تناله المنية ويقضي نحبه.
وهو بذلك لا يكون عدميا ولا عدوا للنجاح.
أما الكائن الانتخابي لاتهمه وسائل اشتغاله بقدر ما تهمه المقاعد بصرف النظر عن مشروعية من عدم مشروعية وسائل الوصول لهذه المقاعد؛ كما أن أهدافه تكون مجرد أهدافا صورية تخدم مصالح لوبيات اقتصادية ولاتهمه المصلحة العامة، ويستعمل مختلف أساليب التغول السياسي.
الكائن الانتخابي لا يسأل نفسه كم بقى لي من العمر، ولا يسأل نفسه ماذا قدم في ما قضيت من الحياة من خدمات للوطن والمصلحة العامة
وهو بذلك يكون عدميا وعدوا للنجاح، وعندما يقابل المرآة لا تعكسه كإنسان سياسي بل يرى نفسه مجرد كائن انتخابي.
هكذا وجب تصنيف العدميين وأعداء النجاح، وليس بممارسة حق الرأي والتعبير وممارسة حرية الانتقاد والمعارضة.
فأدعوك إلى قراءة رسالة الاتحاد المنشورة في عدد الإثنين 16 أبريل والتي يرد فيها على استبلاد الأغلبية الحكومية لذكاء المغاربة، ويؤكد أن المغرب في حاجة اليوم إلى حكومة تحترم ذكاء المغاربة؟ فأدعوك إلى احترام ذكاء ساكنة إقليم بركان.
* عضو المكتب السياسي بحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية