جمعيات التخييم تلتئم جهويا في أيام دراسية بخنيفرة لتشخيص التحديات والتطلعات والبرامج

0
  • أحمد بيضي

تميز حقل الجمعيات الفاعلة في مجال التخييم، على صعيد جهة بني ملال خنيفرة، باحتضان مركز الاستقبال بمدينة خنيفرة، على مدى أيام 3، 4 و5 مارس 2023، للأيام الدراسية المنظمة من طرف “المكتب الجهوي للجامعة الوطنية للتخييم”، تحت شعار “دعم الكفاءات الجمعوية تجويد للفعل التربوي الجهوي”، لفائدة رؤساء وأمناء الجمعيات المحلية المهتمة بمجال التخييم بكل من خنيفرة، أزيلال، بني ملال، خريبكة والفقيه بن صالح.

وخلال أشغال الأيام الدراسية، انكب المشاركون على مناقشة مختلف أوجه الإكراهات والتحديات التي تعانيها منظومة التخييم وطنياً، والتي ازدادت ضيقا بسبب تأخر تهيئة المخيمات التي ظلت مغلقة اضطرارا، لمدة ثلاث سنوات، جراء الظروف الوبائية الناتجة عن تفشي كورونا، فضلا عن تقلص فضاءات المخيمات، وتوقف التداريب الوزارية للمؤطرين، والدورات التكوينية للتنشيط التربوي، مع قلة منشطي أطفال المخيمات.

وسجلت الأيام الدراسية حضور المدير الجهوي لقطاع الشباب، نور الدين البركاوي، ورئيس مصلحة المخيمات بوزارة الشباب والثقافة والاتصال – قطاع الشباب، عبد الرحمن أجباري، ورئيس الجامعة الوطنية للتخييم، محمد اكليوين، إلى جانب المدير الإقليمي لقطاع الشباب بخنيفرة، أحمد دامو، ثم رئيس المكتب الجهوي للجامعة، الحسين أودادس، وثلة من أعضاء هذا المكتب، فضلا عن عدد من المكونين والفعاليات الجمعوية والتربوية.

وقد تميزت أيام الدورة الدراسية الجهوية بضمها لثلاث ورشات تكوينية، إحداها في موضوع: “الاستراتيجية التدبيرية للجمعيات”، أطرها محمد التيبيوي، والثانية في موضوع: “إعداد ملف التخييم على ضوء المستجدات الجديدة”، أطرها عبدالرحمن الشوكيري و محمد الحراق، بينما تمحورت الثالثة حول “الطريقة المثلى لإعداد المشروع البيداغوجي” وأطرها محمد نعيم.

وتخللت اللقاء لحظة ترحم على روح الرئيس السابق للجامعة الوطنية للتخييم، الفقيد مصطفى نشيط، وفاء لما قدمه طيلة فترة حياته من خدمات جليلة لفائدة الناشئة في قطاع التخييم، قبل وفاته في الثامن والعشرين من دجنبر السنة الماضية، بعد أقل من شهر على انتخابه خلال المؤتمر الثالث لهذه الجامعة رئيسا لها، والمنعقد في الفترة الممتدة من 25 نونبر إلى 27 منه، وبعد رحيله تم انتخاب محمد كَليوين خلفا له.

ولم يفت رئيس “المكتب الجهوي للجامعة الوطنية للتخييم”، الحسن اودادس، التأكيد أن الأيام الدراسية “تأتي لمعانقة رهانات المكتب الجهوي على تجويد مضامين العرض الوطني للتخييم والتنشيط السوسيو تربوي بالجهة، من خلال مرتكزات دعم القدرات التدبيرية للجمعيات، مع تمكينها من الأدوات والوسائل الكفيلة للتعامل مع الرقمية، إضافة إلى تركيب المشاريع البيداغوجية والتربوية بمستوى يستجيب لطموحات الحركة الجمعوية التربوية”.

ومن خضم الأيام الدراسية، ناقش المشاركون مدى تملك الأطراف المسؤولة لرؤية تربوية ومشروع تربوي مدرك لأهمية المخيمات في ترسيخ قيم المواطنة والتعايش والتسامح والمشاركة والابداع والابتكار والانفتاح على الذات، وفي محاربة خطاب الكراهية، وما يدعو إليه ذلك من ضرورة التجاوب مع مطالب الجمعيات والمنظمات التربوية العاملة في المجال، وتوفير الإمكانيات لها بما يتناسب والظروف المواتية لصيانة حقوق الطفل.

وفي ذات السياق، شدد المشاركون على ضرورة قيام مراكز القرار بتحسين البنيات التحتية والتجهيزات، وتوسيع خارطة الفضاءات التخييمية، وتكوين الأطر التربوية المشاركة في تنزيل البرنامج الوطني للتخييم، وتحديث مناهج التكوين وتنويع محاوره، مع العمل على تجويد وتنويع العرض التربوي، دون أن يفوت ممثلي جمعيات جهة بني ملال خنيفرة تجديد مطلبهم بإحداث فضاءات للتخييم بالجهة إسوة بباقي الجهات.

ومن خلال محتوى تقرير تقييمي، وقف المكتب الجهوي على مدى انشغال الجمعيات المحلية بالمعيقات والإكراهات التي واجهتها عملية التخييم لموسم 2022، فيما أوصت هذه الجمعيات بالدعوة للرفع من زمن المرحلة التخييمية إلى 15 يوما بدل 10 أيام، والبحث عن فضاءات جديدة للتخييم وتجهيزها، مع مراقبة وتجويد ظروف المطعمة ووضعها تحت تدابير أشخاص أكفاء، مقابل تقوية مضامين التكوينات بما ينسجم والمستجدات المتسارعة.

وأجمع المسؤولون المشاركون في الأيام الدراسية، وكذا رئيس الجامعة الوطنية للتخييم، على استعدادهم المشترك للقيام بما يتطلبه الواقع من جهود ومبادرات ومرافعات لأجل الارتقاء بعملية التخييم للصيف المقبل، وبخدمات الطفولة المغربية، والتفعيل الأمثل لتقريب مخيمات الدعم الاجتماعي أو مخيمات القرب من الأطفال المنحدرين من الأوساط الهشة سواء قرويا أو حضريا.

وبينما أكد رئيس الجامعة الوطنية للتخييم مدى اعتبار جامعته أكبر نسيج من الجمعيات، الوطنية منها والمتعددة والجهوية وكذا المحلية، لم يفت رئيس مصلحة المخيمات بالوزارة الوصية إبراز عمل وزارته على تأهيل البنيات التحتية والتجهيزات، وتكوين الأطر المشاركة في تنزيل البرنامج الوطني للتخييم، وتحديث مناهج التكوين وتجويد الخدمات الغذائية.

وبينما تخلل دورة الأيام الدراسية توزيع شهادات وتذكارات، وتقييم لمشاركة الجمعيات بالمخيمات الصيفية، وتوقيع شركات بين المكتب الجهوي والجمعيات، تم تتويجها بحفل متميز شمل فقرات موسيقية وفنية وأناشيد تربوية، بمشاركة فنانين محليين ومجموعة تابعة للمكتب الجهوي للجامعة الوطنية للتخييم، فضلا عن أهازيج أطلسية وأغان إقليمية أمازيغية، تفاعل معها الحضور في أجواء حارة وحميمية.