453 سيارة مهملة بشوارع الدارالبيضاء و357 نقطة سوداء من النفايات الهامدة

0

مازالت جماعة الدارالبيضاء لم تدخل بعد في صميم الأوراش المهمة التي عليها تنفيذها، إتماما للبرنامج التنموي للمدينة 215/2020 والذي تم توقيعه أمام الملك سنة 2014، والذي ضم مشاريع كبرى مهيكلة.

 من هذه المشاريع هناك الطرامواي، طريق الباصواي، المسرح الكبير والقنطرة المعلقة بسيدي معروف، وتأهيل كورنيش زناتة عين السبع.

كما ضمت هذه المشاريع أيضا، إعادة تأهيل بعض المرافق المهمة، كحديقة عين السبع وحديقة الجامعة العربية وتشييد القطب المالي، وما يتطلبه من منتزهات، وغيرها من المشاريع التي جعلت الدولة توفر لها قرابة 4000 مليار سنتيم، وتطلبت من جماعة المدينة توفير نسبة 10 في المئة للمساهمة في هذه المشاريع التي ستغدق على خزينتها في المستقبل ملايين الدراهم.

هذه النسبة لم تكن متوفرة للمدينة بسبب الأزمة المالية التي تعانيها وأيضا بسبب ضعف الإدارة الجبائية لديها وسوء الحكامة، ما دفعها إلى الالتجاء للبنك الدولي واقتراض مبلغ 200 مليار سنتيم، لتمويل المشاريع المتممة للبرنامج التنموي، من ضمن هذه المشاريع والبرامج جعل المدينة نظيفة وتنظيم الأسواق والشوارع من العشوائية وتحديث الإدارة وغيرها من الأوراش التي من شأنها ان توفر فضاء نقيا يليق بالمشاريع الكبرى التي ستحدث، ولكن كان هناك جانب آخر على الجماعة الاهتمام به بشكل أساسي هو تقوية المداخيل المالية لخزينة الجماعة، في سنة 2018 تم خلق الشرطة الإدارية بغية الوصول إلى هذا الهدف وبغية الارتقاء بالخدمات الموجهة للمواطنين والإسهام في تنظيم الفضاء والإسهام في حفظ الصحة، بالفعل قامت الشرطة الإدارية بمئات الزيارات للأسواق والفضاءات للسهر على احترام ضوابط الاستغلال المؤقت للملك العام الجماعي، والمحافظة وحماية الملك العام الجماعي، ومن تم مراقبة المؤسسات الغذائية والمؤسسات غير الغذائية والحرفية والمهن غير المنظمة ومختلف المؤسسات المفتوحة للعموم، ورغم تسجيلها للمخالفات وإنجازها لتقارير من شأنها أن تسهم في إعادة تنظيم الفضاء البيضاوي وتجويد مشهده إلا أن تقاريرها ظلت مجرد إنشاء بدون تفعيل، ويكفي هنا أن نستدل ببعض الأرقام الواقعية، ففي ما يخص المؤسسات الغذائية على سبيل المثال والأخرى غير الغذائية والمهن غير المنظمة، قامت فرق الشرطة الإدارية بأكثر من 68544 زيارة وسجلت 59475 مخالفة ووزعت 17882 إنذارا ووقعت 267 قرارا مؤقتا للإغلاق لكن لم تنفذ، ولم يتخذ المسؤولون أي إجراء في هذا الصدد، وظلت الأمور على حالها، وحفاظا على جمالية المنظر العام أحصت الشرطة الإدارية 453 سيارة مهملة منتشرة في جل شوارع وأزقة العاصمة الاقتصادية، وأبلغت بها الجماعة لكن لم تتحرك أي آلة جر وظلت رابضة في أمكنتها تضفي الخدوش على الجمال المتوخى، أيضا تم إحصاء وتحديد 357 نقطة سوداء منتشرة في مختلف تراب المدينة تستقبل النفايات الهامدة، ظل المسؤولون يتعاملون معها وكأنها غير موجودة إلى أن طفح الكيل وتحولت إلى جبال وتلال، ما اضطر المصالح الجماعية إلى التدخل بشكل ترقيع للتخفيف من بشاعة مشهدها، بمعنى آخر ظلت الجماعة عاجزة عن محاربتها، إلى أن تدخلت وزارة الداخلية مؤخرا وقررت إحداث شركة تهتم بهذه النفايات، وخصصت مبلغ 15 مليار سنتيم من أجل هذا الغرض.

العربي رياض