لقاء تكويني وطني تحتضنه خنيفرة لفائدة مؤطري ومنشطي المخيمات الوطنية حول الأنشودة والمعامل التربوية

0
  • أحمد بيضي

في إطار برنامجها المسطر، والرامي إلى تقوية قدرات المنتسبين إليها من المعنيين بالشأن التربوي التخييمي، نظمت “جمعية مؤطري ومنشطي المخيمات الوطنية”، على مدى أيام 23، 24 و25 دجنبر 2022، بمدينة خنيفرة، دورة تكوينية لفائدة أطرها، والتي جرى احتضانها بمركز الاستقبال أم الربيع، بمشاركة أكثر من 40 مشاركة ومشاركا من عدة أقاليم، في أفق دورات أخرى من المقرر أن تستفيد منها بقية فروع الجمعية، ذلك بعدما تعثرت مسيرة الجمعية بسبب الظروف الوبائية المرتبطة بانتشار فيروس كوفيد-19.

وقد افتتحت أشغال الدورة التكوينية، في حضور ممثل عن المديرية الإقليمية للشباب والثقافة والرياضة – قطاع الشباب-، ورئيس مجلس الجماعة ونائبه، وقائد المنطقة، إلى جانب ممثلين عن بعض المنابر الإعلامية والفعاليات الجمعوية، حيث تقدم رئيس “جمعية مؤطري ومنشطي المخيمات الوطنية”، حسن زاوي، بكلمة أبرز فيها أمام الجميع تاريخ الجمعية والغاية من ميلادها عام 2003، حين أطلق كاتب الدولة المكلف بالشباب، محمد الكحص، عدة برامج خاصة بالشباب المغربي، منها أساسا برنامج “العطلة للجميع”.

ولم يفت زاوي استعراض حياة الجمعية، منذ أن كانت عبارة عن جمعية محلية إلى أن أضحت جمعية متعددة، قبل أن تتمدد عبر التراب الوطني لتصبح وطنية ب 36 فرعا على المستوى الوطني، مقابل تحضيرات جارية لإنشاء فروع جديدة، فيما أوضح زاوي الغاية من الدورة التكوينية، التي جرى توزيعها على ثلاثة مراكز وطنية، في محاور تستوجب التحيين والتطوير بعد ثلاث سنوات من الجمود الاضطراري الذي فرضته الظروف الوبائية التي عاشتها بلادنا على غرار بقية دول العالم، كما انكب المجتمعون على تخطيط برنامج للسنة المقبلة.

ومن جهته، انتهز رئيس جماعة خنيفرة، م. المصطفى بايا، حضوره، في افتتاح أشغال اللقاء، لاستعراض جوانب مما قامت به جماعته لفائدة الأطفال والشباب، ومعبرا، في ذات الوقت، عن “تأسفه حيال تعثر مشروع مخيم قار بمنتجع أكلمام أزكزا”، متعهدا ب “الترافع حول ذلك لدى مختلف الجهات المسؤولة على مستوى الجهات الحكومية والبرلمانية”، وذلك بعد أن تردد الموضوع في كلمات الافتتاح، وهو من المشاريع التي جرت برمجتها، قبل سنوات مضت، وتعرضت للإجهاض في ظروف غامضة تم تبريرها بمواقف واهية.

أما العضو الفاعل بمركزية الجمعية، وقيدوم المخيمات، أحمد القرشي، فتطرق لأهمية الدورة التكوينية التي جاءت تتويجا لسلسلة من اجتماعات المكتب المركزي ل “جمعية مؤطري ومنشطي المخيمات الوطنية”، إلى أن تم التشديد عليها ضمن جدول أعمال البرنامج المسطر برسم 2022/ 2023، على أساس تخصيصها لمحوري تقنيات التنشيد والتنشيط والمعامل التربوية، لما لذلك من دور كبير في الرفع من قدرات منشطي ومؤطري المخيمات بغاية إنجاح كسب تفاعل المستفيدين من المخيمات، وتدبير تعطشهم إلى التثقيف والترفيه والمهارة.

وبدوره، لم يفت ممثل قطاع الشباب بالمديرية الإقليمية، الحسين ودادس، التنويه بمبادرة الدورة التكوينية التي نظمتها الجمعية، ومعبرا عن مساندته لمطالب إحداث فضاءات للتخييم بإقليم كخنيفرة يزخر بمواقع طبيعية خلابة، قبل تداول محاور التكوين باعتبارها من الزاد التنشيطي في حياة التخييم، ومدى ارتباطهما ببرامج التفتح العقلي والوجداني والسلوكي والترفيهي بالنسبة للأطفال واليافعين، وبتقوية شعورهم بالانتماء إلى الجماعة، كما تقرر تخصيص حصة من الحصص لمناقشة تقارير ثلاث لجن حول محاور التكوين.

وعلى هامش الافتتاح، انتقل الجميع إلى تكريم شخصيات عمومية، هم رئيس الجماعة، م. المصطفى بايا، ونائبه محمد لعروصي، باعتبارهما من مدعمي المجتمع المدني، إلى جانب الإعلامي أحمد بيضي، بوصفه من المواكبين لمسيرة الجمعية، وللفعاليات المشتغلة في مجال التخييم، والذي لم تفته الإشادة بمبادرة احتضان خنيفرة لمؤطري ومنشطي المخيمات، وببرنامج الدورة الهادف لتأهيل القدرات في مواجهة التحديات، سيما ما يتعلق بمساهمة محاور التكوين في تقوية الناشئة على قيم المواطنة والتسامح والاختلاف والحوار والمشاركة في الرأي والتعبير.

وتميزت الدورة التكوينية بورشتين من تأطير فتاح التائب وم. المهدي الطاهري، حيث اشتغلت أولى، بفضاء دار الشباب الحي الحسني، على محور الأنشودة المتنوعة، والتي جرت في جو من التفاعل والتجانس المصحوب بمقاطع موسيقية، واطلاع المشاركين فيها على مفهوم الأنشودة وأهدافها وعناصرها، وكذا بيداغوجيا تسييرها ومنهجية تلقينها، فيما اشتغلت الثانية على محور المعامل التربوية، انطلاقا من أهدافها ومصطلحاتها ومفاهيمها الأساسية، وما تحتاجه من مواد لوجستيكية واحتياطات ومنهجيات ومقاربات قبلية.

واختتمت فترة الدورة التكوينية ببيان شدد من خلاله المشاركون على “ضرورة إحداث مخيم قار بمنتجع أكلمام أزكزا (أو جنان إماس وأروكو)، على غرار مخيمات الأطلس (إفران، أزرو، خرزوزة، بن صميم مثلا)، ذلك “بالنظر لما يزخر به الإقليم من مؤهلات طبيعية وثروات غابوية ومائية”، كما التمسوا من الوزارة الوصية العمل على “تنظيم تداريب لفائدة الأطر التربوية، على خلفية “تواجد مركز استقبال بهذه المدينة”، إضافة إلى مطالبتهم ب “خلق مركز امتحانات لنيل دبلوم مدير أو مدرب كما كان عليه الأمر في وقت سابق”.