الدورة الثالثة ل “المعرض الجهوي للاقتصاد الاجتماعي والتضامني” تواصل فعالياتها بخنيفرة

0
  • أحمد بيضي

تستضيف مدينة خنيفرة ما بين الاثنين 28 نونبر 2022 وإلى غاية السبت 3 دجنبر 2022، فعاليات الدورة الثالثة ل “المعرض الجهوي للاقتصاد الاجتماعي والتضامني”، لجهة بني ملال- خنيفرة، مسجلا، عند افتتاحه الرسمي، رقما هاما على مستوى الزوار، من مختلف الأعمار والفئات والشرائح الاجتماعية، مقارنة مع الدورات السابقة، وفق مصادر متطابقة التي تحفظت حيال ما يهم الرواج والاقبال على المعروضات، خاصة مع الأخذ بعين الاعتبار الظرفية الناتجة عن غلاء المعيشة وتراجع القدرة الشرائية للمواطنين، ورغم ذلك عرف فضاء المعرض حركة كبيرة مكنت من تأكيد دور الاقتصاد الاجتماعي التضامني في تحريك الدينامية البشرية والاجتماعية.

المعرض الجهوي المنظم بخنيفرة، تحت شعار: “الاقتصاد الاجتماعي والتضامني رافعة لتنمية السياحة الجبلية والمستدامة”، والذي ينظمه مجلس الجهة، تحت الرعاية الملكية السامية، بشراكة مع وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، تم افتتاحه في حضور كل من والي جهة بني ملال- خنيفرة، عمال أقاليم الجهة، رئيس وأعضاء مجلس الجهة، ممثلة وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، إلى جانب بعض المستشارين البرلمانيين ورؤساء الجماعات، وشخصيات أمنية وعسكرية ومدنية وفعاليات محلية، ذلك بعدما تقوى الحرص على مواصلة إقامة هذه التظاهرة باعتبارها حدثاً جهويا بارزا.

وقد تميز حفل الافتتاح الرسمي بتقديم كلمات ترحيبية وافتتاحية من طرف كل من والي جهة بني ملال- خنيفرة، ممثلة وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، رئيس مجلس الجهة، رئيس المجلس الإقليمي لخنيفرة، ورئيسة اللجنة التنظيمية، مع عرض شريط حول فعاليات الدورة الثالثة للمعرض، وآخر وثائقي عن إقليم خنيفرة، قبل قيام الوفد الرسمي بزيارة جماعية لمختلف أروقة المعرض التي تمثل التعاونيات الإنتاجية والخدماتية والحرفية، والجمعيات المهنية والتعاضديات والمقاولات الاجتماعية، والمؤسسات العاملة بقطاع الاقتصاد الاجتماعي والتضامني المنتمية لمجموع تراب الجهة وغيرها من الجهات الوطنية.

وتسعى الدورة الثالثة للمعرض الجهوي، وفق ورقة في الموضوع، إلى “تثمين وتسويق منتجات الاقتصاد الاجتماعي والتضامني المعبرة التي تبرز الأصالة والعمق الثقافي والفني المغربي وإبداع الحرفيين والصناع التقليديين”، ويشارك في هذا المعرض 320 من العارضات والعارضين على مساحة تبلغ 5000 متر مربع، مصمَّمة بمقاربة مبتكرة على طريقة المعارض الكبرى، وتشمل قاعة مخصصة للندوات والمحاضرات وأخرى للورشات التكوينية وللأطفال، وفضاءات مفتوحة لتبادل التجارب والخبرات وبحث سبل تحسيس الساكنة المحلية بأهمية وقيمة المنتجات المجالية والوسائل الضرورية لتعزيز الاقتصاد الاجتماعي والتضامني.

ويتوخى المعرض تشكيل فضاء للتبادل والحوار والتعاون بين مختلف الأطراف المعنية بالاقتصاد الاجتماعي والتضامني على صعيد الجهة، وتسهيل الشراكات المرتبطة بالمشاريع ذات الصلة، وكذا تفعيل مبادئ العدالة الاجتماعية والمجالية وتثمين التراث اللامادي وتوسيع مبادرات التشغيل الذاتي، مع تعزيز السبل الممكنة للتعريف وتسويق المنتوجات المجالية من أجل تنمية جهوية مندمجة مستدامة، علما أن قطاع الاقتصاد التضامني يشكل رافعة من الروافع الأساسية للاقتصاد الوطني، وآلية حقيقية لإنتاج الثروة وتوفير فرص طموحة للشغل الدائم، وأصبح يستقطب مهنا ومجالات متعددة ينشط فيها الشباب والنساء، غالبيتهم من العالم القروي والجبلي.  

وتأتي الدورة الثالثة ل “المعرض الجهوي للاقتصاد الاجتماعي والتضامني لجهة بني ملال- خنيفرة”، والمنظمة بخنيفرة، تتويجا لفعاليات الدورة الأولى التي احتضنتها مدينة أزيلال، ما بين 25 و29 يوليوز 2018، تحث شعار: “الاقتصاد الاجتماعي و التضامني دعامة أساسية للتنمية الجهوية المستدامة”، وبعدها الدورة الثانية، التي احتضنتها مدينة بني ملال، خلال الفترة الممتدة من 3 إلى 7 يوليوز 2019، تحت شعار: “الاقتصاد الاجتماعي والتضامني دعامة أساسية لتنمية المناطق القروية والجبلية”، وقد تسببت الظروف الوبائية، الناتجة عن تفشي وباء كورونا، في تأجيل الدورة الثالثة إلى نحو هذه السنة.

وبالموازاة مع ذلك، تم تسطير برنامج متنوع للتظاهرة الجهوية بمدينة خنيفرة، ويشمل أنشطة فنية، ومناظرات وندوات ثقافية وعلمية، منها ندوة في موضوع “الاقتصاد الاجتماعي والتضامني كرافعة للسياحة الجبلية والقروية”، وتهدف في مضمونها إلى تحسيس الفاعلين بأهمية هذا النوع من الاقتصاد، وجعل الجهة أول جهة للسياحة المستدامة، تليها ندوة حول “جوبارك كمكون لتجربة ملهمة للمنتزه الوطني”، وتتوخى تقاسم هذه التجربة باعتبار الجيوبارك أول منتزه جيولوجي ينظم إلى الشبكة الدولية لجيومنتزهات اليونسكو بإفريقيا والعالم العربي، وتمكين الفاعلين المحليين من استلهام تجربة مكون والاستفادة من تراكم تجربة هذا المشروع المندمج.  

كما يتم تنظيم ندوة حول “السياحة الإيكولوجية والمنتوجات المجالية”، وتهدف إلى الوقوف على أهمية العلاقة بين المكونات الطبيعية والجيولوجية للمجال بالموروث المادي واللامادي للساكنة القروية والجبلية، وضرورة خلق تكامل بين السياحة الايكولوجية والصناعة التقليدية وتنمية الزراعات البديلة وتطوير الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، فضلا عن ندوة أخرى في موضوع “المنتزه الوطني لخنيفرة كمشروع مندمج يمكنه المساهمة في تقوية حضور المغرب ضمن خريطة الشبكة العالمية لجيو منتزهات اليونسكو”، ومن خلالها يتم تقديم مبادرة اليونسكو والشبكة العالمية  في سبيل تنمية المجالات القروية والجبلية.

ومعلوم أن جهة بني ملال خنيفرة تعد من المناطق الأكثر تميزا على مستوى الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، ويشمل النسيج التقليدي، الزربية والقفطان، الطرز والخياطة التقليدية، الزي الأمازيغي الأصيل، المصنوعات الجلدية والفضية والنباتية، الأدوات الفخارية والخزفية، صياغة الحلي والنحت على الأحجار، الصباغة على الزجاج والثوب، فن الديكور والسيراميك، النجارة الفنية والنقش على خشب العرعار والأرز، منتوجات الأعشاب العطرية ومواد التجميل، انتاج العسل والحبوب والكسكس والزيوت، وغيرها من المواد التي تعبر عن مدى الحرص على صون التراث الواجب تحصينه من تحديات العصرنة ومنافسات العولمة.