كلية الآداب ببني ملال تمنح “حسام الدين نوالي” شهادة الماستر عن بحثه حول “سردية الشعر”

0
  • أحمد بيضي

من بين بحوث الماستر التي تمت مناقشتها برحاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية ببني ملال، بحث للناقد/ الطالب الحسين والمدني (حسام الدين نوالي) في موضوع: “سردية الشعر – الأعمال الشعرية لمحمد بن طلحة أنموذجا”، والتي قررت اللجنة بشأنها منح المعني بالأمر درجة الماستر بنقطة 17، مع التنويه، والإشادة بالبحث، وتتكون اللجنة من الأساتذة: د. عبد العزيز ضويو /رئيسا، د. عبد الرحمان غانمي /مشرفا، دة. كريمة بوحسون /عضوا، د. عبد العزيز فارس /عضوا، د. موح المحجوب /عضوا.

وبحسب تقرير موجز في الموضوع، ينطلق البحث المنجز من إشكاليات أساسية مفادها: “إذا كان بعض المنظرين في السرديات يذهبون إلى أن كل شيء في الثقافة  يملك مظهرا سرديا، فمن أين يستمد الشعر سرديته؟، وهل هذه السردية تعلّق بالجنس الشعري الخالص -في افتراض صفائه-؟ أم أنها نتاج تقارب وتعالق مع الأجناس ذات الأساس الحكائي؟”.

وتتفرع هذه الإشكاليات من أسئلة جوهرية منها: “كيف يحضر المكوّن السردي داخل النص الشعري؟ وهل لهذا الحضور إضافة جمالية بانخراطه في المكونات الفنية التي يستند إليها النص ويشغّلها؟”.ذلك بمعنى: “هل يندرج ضمن الخرق الجمالي للمألوف، أم أنه حضور يتجاوز الممارسة الواعية للمبدع في النص وفي الإبداع وآلياته؟ ثم كيف تم تلقيه من قِبل الدارسين، سواء في التراث العربي أم في النقد الحديث؟ وما الأطر الفكرية التي تشكّل خلفية الدارسين الآن لهذا الحضور؟”.

وللتعامل مع هذه الإشكالية، ومعالجتها قام الباحث الحسين والمدني، وفق التقرير، ب “فرضية تنطلق من اعتبار النص الشعري ينطوي على سردية يمكن اكتشافها على مستويين اثنين: أولهما المستوى الحكائي، من خلال الأحداث والوقائع ذات الصبغة الزمنة والتتابعية، والمستوى الشعري، من خلال سردية المكونات الشعرية كالصورة والاستعارة والأصوات والإيقاع وغيرها”، والمقصود بالسردية في البحث، هو “ما يكون به الخطاب سردا، أي تتابع الحالات والتحولات الكائنة فيه، والتي تكون مسؤولة عن إنتاج المعنى. ومن ثمة فإن كل نص يخضع للتحليل السردي، حيث إن القصص تغدو مجرد صنف محدد فقط، وليس وحيدا”.

وقد جاء البحث منتظما في تقديم عام وفصلين، وكل فصل يضم محورين، ثم خاتمة وخلاصات: حيث تناول الباحث بالأساس “انتقال التفكير النقدي من البحث عن السرد في الشعر إلى البحث عن سردية الشعر، والذي ارتأى فيه الباحث التطرق إلى العلاقات بين الأجناس الأدبية وتعالقها، ثم إلى الأسس المعرفية لهذا التداخل، والتي أرهص بها ميخائيل باختين في اشتغاله حول الرواية على التعدد اللغوي والحوارية وتعدد الأصوات، ثم طوّرَتها، في ما بعد، جوليا كريستيفا، في نظرية التناص، وبعدها جيرار جنيت في التعالي النصي”.

كما تتبع الباحث ذاته “التناول النظري والتطبيقي في الدراسات السابقة حول سردية الشعر”، متخذا من المدونة النقدية في التراث العربي أربعة كتب؛ وفي المنجز النقدي العربي المعاصر، تطرق إلى “مجموعة من الدراسات، وصنفها إلى ثلاث مجموعات: اهتم في الأولى بالقصة ضمن النص الشعري معزولةً عن بناء القصيدة وّأدواتها الفنية، وقدّم فيها ثلاثة كتب، فيما تناول في الثانية السرد في الشعر بشكل مندمج، ومثّل لها بثلاثة كتب، أما في الثالثة فقام بتحليل سردية المكونات الشعرية الجزئية عبر تقديم كتابين”.

أما الفصل الثاني، فهو فصل تطبيقي حاول فيه الباحث “تشخيص مكامن سردية الشعر في قصائد محمد بن طلحة من مدخلين: أولهما البناء السردي في القصائد، وركّز فيه على أشكال تشغيل الراوي، وأنماط تمثيله لصوت الذات، أو صوت الآخر، ثم على كيفية تقديم الحكاية وعلاقتها بالمشهد من جهة، وبالحبكة من جهة أخرى”، بينما في الثاني تناول “سردية المكونات الشعرية عبر مكوّنين، هما الاستعارة والإيقاع، ساعيا إلى اكتشاف مواقع السردية فيهما، ليختم الباحث عمله بخلاصات ونتائج منفتحة على أسئلة جديدة.