زنقة الساحة .. ” سيحت الزربة “

0

العربي رياض

في الصباح استفاق مسؤولو الدارالبيضاء وقرروا ترجمة اسم أحد الأزقة بمنطقة المعاريف ، فعلا ارتشفوا قهوتهم وشمروا عن سواعدهم وأقفلوا الطريق المؤدي إلى الزقاق ونقشوا الاسم المترجم بعد عناء، وعلقوا اليافطة مكتوب عليها ” زنقة الساحة ” !!؟

اول ما يسترعي انتباهك لغويا هو ما علاقة الزنقة بالساحة، فالزنقة عادة فضاء ضيق والساحة فضاء شاسع، فلماذا سنسمي هذه الزنقة بالساحة ؟ وقد اعتدنا في تعاملنا مع تسميات الشوارع والأزقة أن نستجيب للتسمية من خلال نشاط أو علامة يعرفها هذا الزقاق أو الشارع، وهذا ما كان معمولا به في القديم، كدرب الكباص مثلا أو غيره من التسميات.

 مع التمدد العمراني أصبحنا نطلق أسماء أخرى إما تيمنا بنصر وطني أو احتفاء بعلم من أعلامنا وما إلى ذلك، لكن ما يتطلب ” دوليبران ” هو ما علاقة الساحة بالزنقة وفي العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين ؟؟؟ فهل الزنقة تحتوي على ساحة ؟ هذا من سابع المستحيلات.. عملا بالمثل المغربي ” للي تلف يشد الارض ” ، التجات إلى الهاتف وسألت بعض العارفين بدروب منطقة المعاريف وكان الرد كالتالي : ذلك الزقاق أطلق عليه قبلا بالفرنسية ” غي دولابلاس ” ، في إشارة إلى شخصية علمية فرنسية، في الحال دخلت عند الأخ ” غوغل “، فاكتشفت من هو هذا الرجل: هو بيير سيمون دو لابلاس مهندس وعالم رياضيات وعالم إحصاء وفيزيائي وعالم فلك فرنسي، ولد في عام 1749 بمنطقة النورمندي وتوفي بباريس عام 1827، له أعمال وأبحاث عديدة في مجال اختصاصاته، منها أنه أنشأ معادلة “لابلاس”، وابتكر تحويل” لابلاس” والذي يستخدم في كثير من مجالات الرياضيات والفيزياء والهندسة ، يقال له معامل “لابلاس” التفاضلي ، يستخدم بشكل أوسع في مجال الرياضيات التطبيقية .

مسؤولو الدارالبيضاء ذهبوا في الترجمة بعيدا وهم يلبسون زقاق المعاريف تلك اليافطة، التي لا سلامة لغوية فيها حتى “دربويا”، الرجل بكل إكراه تحول من عالم إلى ساحة، وتلك معرفة أخرى لم يكن يفقه فيها شيئا إبان حياته !!!