جمعويون بخنيفرة يكرِّمون الباحث محمد بن لحسن بمشاركة باحثين ومبدعين وفاعلين في البحث التاريخي

0
  • أحمد بيضي

في حضور فعاليات ثقافية واجتماعية وجمعوية ومنتخبة، نظمت “جمعية أطلس للبيئة والحكامة الجيدة”، بتنسيق مع “المجلس الجماعي أم الربيع” و”مركز رؤى للدراسات والأبحاث” و”مركز فازاز للدراسات والأبحاث”، حفلا تكريميا للأستاذ الدكتور محمد بن لحسن، من باب ثقافة الوفاء والاعتراف بالخدمات العلمية والتربوية لهذا الباحث الأكاديمي، وبتجربته المتواصلة والممتدة لعقود طويلة، ومساهماته في الإشعاع العلمي والفكري داخل المغرب وخارجه، فضلا عما أغنى به المكتبة الوطنية من أعمال وأبحاث ومقالات في التاريخ المغربي عامة، التاريخ الزياني خاصة، إلى جانب جهوده في تكوين أجيال من الطلبة والباحثين.

الحفل التكريمي الذي احتضنه مقر جماعة أم الربيع، بإقليم خنيفرة، يوم الأحد 12 يونيو 2022، حضره رئيس “مركز فازاز للدراسات والأبحاث”، وممثلون عن “مركز رؤى للدراسات والأبحاث”، وعن “جمعية أطلس للبيئة والحكامة الجيدة”، نظرا ما للبادرة المنظمة من رمزية تعبر عن المكانة التي يكتسيها المحتفى به داخل الوسط الأكاديمي والاجتماعي، وقد تميز الحفل بعدة مداخلات باللغات العربية والأمازيغية والفرنسية، شملت شخصية المحتفى به وعطاءاته في الإنتاج والتأليف والبحث والتكوين، فيما أجمعت على اعتبار بادرة التكريم حلقة مهمة في سياق ترسيخ ثقافة الوفاء لجهود الباحثين والمفكرين والمهتمين بالتراث والثقافة المغربية.

وقد جرت المداخلات بمشاركة باحثين وجامعيين، وفاعلين في مجالات مختلفة، بشهادات في حق المحتفى به “تميزت بالصدق والإخلاص، وعبرت عن خصال الرجل عبر مساره المهني، ودوره الرائد في البحث التاريخي وإشعاعه العلمي”، ومن بين المشاركين، الذين جمعتهم بالمحتفى به لحمة العمل والبحث والتنقيب، من أكدوا على مدى “عشق الرجل لمهنة التدريس حد التفاني والتزامه بما يمليه ضميره المهني من مهمات خدمة لوطنه”، مع تثمين ما تتسم به شخصيته من صبر ومثابرة واستقامة نادرة، وقد وصف المنظمون الحفل ب “احتفال بمن تنفس عشقا وإخلاصا للتاريخ، ما جعله من المؤطرين الرائعين الحالمين والحاملين لرؤية التجديد”.

كما سجلت شهادات مختلفة للمتدخلين مدى “اتخاذ الرجل للمحبة شعارا يغري بسلاسة الوصل ودفء اللقاء وجعل الحوار منهجه وديدانه طيلة سنوات تأطيره التربوي، رحلة من العطاء التربوي والتعليمي زادها الإخلاص وخطاها الجهد الصادق بلا دائق”، كما لم يفت المنظمين فسح المجال للحاضرين للمشاركة بكلماتهم في حق المحتفى به، ليسدل الستار على الحفل بقصيدة لصاحب ديوان “أنزݣوم ن أوماثا”، الشاعر والكاتب الأمازيغي ذ. محمد الغازولي، ذكر فيها بمناقب عريس التكريم الذي ما يزال يواصل طريقه دونما أية رغبة في الاعتزال، والذي تميّز بحسنِ إدراكه في تناول تاريخ المنطقة والبلاد.

واحتفاء بالباحث المحتفى به، محمد بن لحسن، بما يليق به من مظاهر الاعتراف والافتخار، يشار إلى أن مجموعة من الباحثين عملت على إنجاز كتاب جماعي كأعمال مهداة إليه، والصادر عن “مركز رؤى للدراسات والأبحاث”، بعنوان: “قضايا من التاريخ المحلي”، ويتعلق الأمر ب: الدكتور صالح شكاك، الدكتور مولود عشاق، الدكتور عبد القادر بوراس، الدكتور إدريس أقبوش، الدكتور جواد التباعي، الدكتور الحو عبيبي، الدكتورة سمية المحمدي، الدكتورة حبيبة الحفياني، الدكتور مولاي الزهيد العلوي، الدكتور عبد العالي المتليني، الأستاذ محمد العمراوي، والأستاذ المكي الذهبي، تميز عملهم الجماعي بعدة مواضيع تاريخية وعلمية هامة.

وجرى تتويج اللقاء التكريمي بكلمة للمحتفى به، د. محمد بن لحسن، شكر فيها، بتواضعه المعروف، كل المتدخلين والمنظمين والحاضرين، ومتحدثا بعمق عن المقاومة الزيانية التي اعتبرها من الحركات البارزة في تاريخ المغرب، ولكنها لم تنل حظها من البحث والتمحيص، ما أكد للحاضرين مدى حرص المحتفى به على مواصلة انشغالاته البحثية للكشف عن المزيد من الأبحاث حول الجوانب المغيبة في تاريخ المقاومة المغربية عموما، الزيانية خصوصا، وهو الذي أغنى الخزانة المغربية بعدة أعمال لا تقل عن تحقيقه لمخطوط “كباء العنبر من عظماء زيان وأطلس البربر”، وتأليفه لكتابي “معركة لهري”، و”الأمازيغ أضواء جديدة على المسيرة الحضارية عبر التاريخ”.

وفي جو علمي وحميمي بهيج، تم اختتام الحفل التكريمي بمنح المحتفى به “درع التميز والإبداع” من لدن “جمعية أطلس للبيئة والحكامة الجيدة” في شخص الأستاذين إدريس أقبوش والحو عبيبي، ودرع أخر من طرف “مركز رؤى للدراسات والأبحاث”، إلى جانب تذكارات أخرى تم تسليمها من جانب “جمعية أطلس للبيئة والحكامة الجيدة” و”مركز فازاز للدراسات والأبحاث”، فضلا عن هدايا رمزية، عبارة عن كتب، قام بإهدائها عدد من الحاضرين، وذلك كعربون وفاء واعتزاز بالمحتفى به في إطار تكريس ثقافة الاعتراف والامتنان وتحصين الذاكرة المعرفية، وفي سبيل التشجيع على المزيد من الفكر والابداع والاهتمام بتاريخ المغرب.