فاس .. العاصمة الروحية للبلاد تئن تحت وطأة الأزمة

0

محمد بوهلال

أضحت ظاهرة التسول بفاس سمة  بادية في مختلف شوارع المدينة وأحيائها و أسواقها، فأينما  توجه المواطنون والمواطنات ، تعترضهم جحافل المتسولين والمتسولات في المدارات  وقرب المتاجر والمساجد  والأسواق . فإلى جانب المهاجرين الأفارقة ، الذين يتخذون من المدارت أماكن للاستجداء ،أخذت المتسولات اللائي يحملن رضعهن ويتأبطن طفلاتهن الصغيرات واللاتي  تتراوح أعمارهن بين  أربع إلى خمس سنوات ، ينافسن الأفارقة، و يدفعن بهؤلاء البراعم دفعا للتوجه نحو سائقي السيارات الذين يضطرون للوقوف في الأضواء الحمراء، لاستدرار عطفهم قصد الحصول على درهم أو درهمين ، دون  مبالاة بأخطار الطريق والحوادث الفجائية التي يمكن  حدوثها . كما أن الأطفال الصغار جدا يتسابقون نحو السيارات لتنظيف زجاجها الأمامي، ليضطر السائقون  لنفحهم ببعض الدريهمات .

بعد  المهتمين بالشأن الاجتماعي،  أرجعوا استفحال هذه الظاهرة لوباء كورونا الذي تئن تحت وطأته مختلف بلدان العلم ، من ضمنها المغرب ،  حيث توقفت العجلة الاقتصادية  بفاس ، وأقفلت الحمامات وعدد من الفنادق المصنفة وتم تسريح عدد هام من العمال المياومين الذين يشتغلون مع ممولي الحفلات ، بالإضافة إلى الهجرة التي تعرفها فاس باستمرار، نظرا  لقربها من عدد من القبائل المحيطة  بالمدينة كالحياينة وأولاد جامع  والاوداية وغيرها .

 لكن الملاحظة الأساسية أن فاس عرفت تدهورا اقتصاديا كبيرا  قبل انتشار كوفيد 19، ذلك أن أغلب المعامل بالأحياء الصناعية،  في طليعتها الحي الصناعي سيدي ابراهيم الذي كان يستقطب آلافا من اليد العاملة التي تشتغل في قطاع النسيج، قد أغلقت  وتم تسريح عمال وعاملات النسيج بمعمل كوطيف وغيره من المعامل، أما الحي الصناعي الدكارات فقد أقفر وأغلقت معامله باستثناء بعض المدابغ  العصرية ، وعن أسواق المدينة العتيقة فحدث ولا حرج، فهي الأخرى أغلقت جل دكاكينها  وهجرها تجارها وفي طليعتها قيسارية الكفاح .

 هذا ولم يكلف المنتخبون ، على امتداد سنوات طويلة ، أنفسهم عناء جلب عدد من رؤوس الأموال الوطنية  والأجنبية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ، مما جعل فاس تعرف تدهورا اقتصاديا مهولا،  لتتراجع مرتبتها  وتصنف في أسفل قوائم المدن المغربية  التي تعرف ازدهارا اقتصاديا ملموسا كطنجة والقنيطرة وغيرهما . فباستثناء  المشاريع الملكية الخاصة بإنقاذ المآثر  التاريخية من مدارس مرينية وفنادق وحمامات ن لاشيء يذكر بفاس العاصمة الروحية للمغرب ، التي باتت تستغيث وتطلب النجدة  لإنقاذها من حالة الإفلاس التي باتت تئن تحت وطأتها ؟