دار الأمومة بأوريكا.. تجسيد للاهتمام الخاص لـ “INDH” بصحة الأم والطفل

0

 تجسد دار الأمومة بالجماعة القروية أوريكا التابعة لإقليم الحوز، والتي دخلت حيز الخدمة منذ سنة 2006، الاهتمام الخاص الذي توليه المبادرة الوطنية للتنمية البشرية من أجل النهوض بصحة الأم والطفل.

وتعكس هذه الدار، التي تعد من أولى دور الأمومة التي تم إحداثها على الصعيد الوطني، الإرادة الأكيدة لهذا الورش الملكي الضخم، لتحسين وتعزيز كل ما يتعلق بصحة وتغذية الأم والطفل، خاصة أولئك الذين ينحدرن من مناطق قروية هشة، عبر الارتقاء بها إلى محور يحظى بالأولوية، كفيل بدعم النهوض بالرأسمال البشري للأجيال الصاعدة.

وتعمل هذه البنية، التي تندرج في إطار البرنامج الرابع للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية المتعلق ب”الدفع بالرأسمال البشري للأجيال الصاعدة”، ترسيخ قيم التضامن والتعاون التي تدعو إليها المبادرة، بما أنها تندرج في إطار الجيل الجديد من البنيات التحتية المبرمجة من طرف المبادرة في مرحلتها الثالثة، والتي تروم ضمان تتبع أفضل لصحة الأم والطفل والمواليد الجدد، وكذا السهر على سير عمليات الولادة في ظروف آمنة ومثلى، تحت مراقبة وتتبع طبي دقيق. وتؤمن الدار، التي تم تشييدها على مساحة 320 مترا مربعا، وكلفت مبلغا قدره 2 مليوني درهم، وعهد تدبيرها إلى جمعية دار الأمومة أوريكا، للنساء المستفيدات، قبل وبعد الولادة، خدمات ذات جودة، في ما يتعلق بالإيواء والمطعمة والتحسيس والدعم والمواكبة، خصوصا في إقليم يغلب عليه الطابع القروي والجبلي.

وصممت بنية الاستقبال والإيواء هذه، التي تصل طاقتها الاستيعابية إلى 10 أسرة، لاستقبال النساء المنحدرات من الدواوير التابعة للجماعات القروية المحاذية، وهي “اغمات”، و”ستي فاضمة”، و”أوكيمدين”، و”أوريكا”، و”تمازوزت”، و”إيغيرفروان”، و”سيدي غيات”، وذلك لمدة أسبوع قبل الوضع، وحتى يومين أو ثلاثة بعده. وتضم دار الأمومة، التي تم تصميمها وفق طراز معماري يوفر للمستفيدات شروط الراحة، عدة مرافق، من بينها فضاء لاستقبال النساء المستفيدات، وقاعات للنوم، وقاعة للمكلفات بالحراسة، ومرافق إدارية، وغيرها.

وقالت مديرة دار الأمومة أوريكا، سعيدة خباطا، في تصريح صحفي، إنه “بفضل الدعم الراسخ للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية ومختلف شركائنا، استقبلنا زهاء 51 بالمئة من النساء المنحدرات من الدواوير التابعة لجماعة أوريكا، أي بمعدل 1400 امرأة مستفيدة سنويا، وذلك بفضل الحملات التحسيسية التي يتم القيام بها على صعيد الدواوير”.

وأبرزت السيدة خباطا أهمية هذه البنية في ما يتصل بتقليص وفيات الأمهات والرضع وتحسين صحة الأم والطفل بالعالم القروي، مشيرة إلى أدوراها المرتبطة بالحد من معاناة النساء الحوامل، لاسيما اللائي يعشن في وضعية هشاشة بالمناطق الجبلية والنائية. وأوضحت أن بنية الاستقبال والإيواء هذه قدمت خدماتها لـ1312 امرأة حاملا سنة 2020، كما استفادت 1786 امرأة من حملات تحسيسية خلال السنة ذاتها.

من جهتها، قالت خديجة ناجي، المنحدرة من دوار الحماديات التابع لجماعة سيدي غيات، الذي يبعد بأزيد من 25 كلم عن دار الأمومة أوريكا، إن هذه البنية مكنتها من الولادة في ظروف جيدة، وكذا من الإيواء والمطعمة والمواكبة.

وأعربت عن ارتياحها إزاء ظروف الولادة الجيدة، بفضل التعبئة النموذجية للأشخاص المكلفين بهذه البنية، داعية النساء الحوامل إلى التوجه إلى دار الأمومة للاستفادة من الخدمات المتعددة، وتفادي أي خطر مضاعفات على صحة الأم والطفل. ويضم إقليم الحوز، فضلا عن دار الأمومة أوريكا، على أربعة مراكز مماثلة، توجد بأمزميز، وآسني، وتواما، وتلات نيعقوب.

وبحسب معطيات لقسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليم الحوز، فقد تم إنجاز 153 مشروعا بغلاف مالي فاق 47 مليون درهم، خلال الفترة 2019 – 2020، في إطار البرنامج الرابع من المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والتي من شأنها تأمين مواكبة مواتية في المراحل الرئيسية من الحياة، وهي الولادة (النساء الحوامل أو المرضعات المنحدرات من أوساط معوزة)، والطفولة المبكرة (الأطفال أقل من 6 سنوات المنحدرين من أوساط معوزة)، والطفولة (الأطفال في سن التمدرس)، والمراهقة والشباب (المراهقون في نهاية مسارهم الدراسي)، وذلك عبر أربع موضوعات تحظى بالأولوية، ممثلة في “صحة الأم والطفل”، و”تغذية الأم والطفل”، و”التعليم الأولي”، و”التفتح والتفوق المدرسي”.