مدارس تكمنت بخنيفرة تحتفي بإبداعات الناشئة في الدورة الرابعة لمسابقة المسرح والقصة القصيرة

تحت شعار: "الإبداع طريقنا نحو نجاح مبهر"

0
أحمد بيضي
في أجواء تربوية وإبداعية متميزة، وبحضور شخصيات تربوية وثقافية وازنة، احتضنت مجموعة مدارس تكمنت، فرعية آيت علي، مديرية خنيفرة، يوم الخميس 12 يونيو 2025، فعاليات الدورة الرابعة لمسابقة القصة القصيرة والمسرح، المنظمة تحت شعار: “الإبداع طريقنا نحو نجاح مبهر”، والتي كانت قد انطلقت منذ يناير الماضي، وجسدت رهانا حقيقيا على تنمية الحس الفني والذوق الجمالي لدى المتعلمين، وغرس قيم الثقة والشجاعة في نفوسهم، عبر تمكينهم من التعبير عن ذواتهم ومشاغلهم من خلال الفنون.
انطلق الحفل المسرحي بعزف النشيد الوطني، أعقبه تقديم كلمة ترحيبية لمديرة المؤسسة، التي نوهت فيها بالجهود المبذولة من طرف الأطر التربوية بغاية تعزيز الحياة المدرسية، تنزيلا لمقتضيات القانون الإطار رقم 51.17، وتحديدا المشروع رقم 10 المرتبط بالارتقاء بالأنشطة الموازية، وقد حضر هذا الحدث المتميز، كل من المديرة الإقليمية للتربية الوطنية بخنيفرة، صفاء قصطاني، ومدير المركز الثقافي أبو القاسم الزياني، حسن بلكبير، والقاص والكاتب المسرحي الحائز على عدة جوائز وطنية وعربية، زهير بوعزاوي، إلى جانب وجوه تربوية وثقافية أخرى.
وفي السياق ذاته، تميزت العروض المسرحية المقدمة بمستوى رائع من الأداء والإبداع، حيث نجح التلاميذ في تجسيد قضايا مجتمعية وإنسانية عميقة، منها أساسا ما يرتبط بتزويج القاصرات، ومخاطر التكنولوجيا، ومسألة الهوية الأمازيغية، والصراع بين العلم والجهل، وجميعها مواضيع حملت رسائل قوية بأسلوب فني عفوي وصادق، كما أثارت عروض المونودراما إعجاب الحاضرين لما حملته من تحفيز على القراءة وحب الكتاب، في إطار تربوي يسعى إلى إشاعة ثقافة المطالعة في نفوس التلاميذ.
وانتهت نتائج المسابقة بتتويج التلميذة عائشة بودرى، بطلة تحدي القراءة العربي، بالمرتبة الأولى في مجال القصة القصيرة عن نصها “غبار متسخ”، لما حازته من حبكة وعمق دلالي، فيما فاز التلميذ عثمان الرشيد بجائزة أفضل ممثل مسرحي، بفضل أدائه اللافت على الخشبة، وذلك وسط تشجيع وتصفيق الحاضرين، بينما أشاد الجميع بنجاح هذه الدورة تنظيما ومضمونا، فيما لم يفت المديرية الجهوية للثقافة بجهة بني ملال خنيفرة تخصيص مجموعة من الكتب كهدايا تشجيعية وتحفيزية للفائزين.
ومن خلال قيمة ونجاح هذه المحطة التربوية الاستثنائية، بدا واضحا حجم المجهودات التي بذلها الأساتذة والأستاذات، وفي مقدمتهم المؤطر المبدع هشام المودن، الفائز بجائزة الشارقة للإبداع العربي لعام 2025، صنف الرواية، عن عمله “وشوم الروح، المريض”، والمتمكن بالتالي من بلوغ القائمة القصيرة لجائزة الرافدين للكتاب الأول في العراق، فئة القصة القصيرة، بعمله “جزع وحبور”، كما كانت قصته “ياقوتة المرحومة” من بين الأعمال المتوجة في مسابقة دار بيليف للنشر بمصر.
وقد اختتم الحفل بتوزيع الجوائز والشهادات التقديرية على المشاركين والمشاركات، مع التقاط صور جماعية تؤرخ للحظة فنية وتربوية مشعة، على أمل أن تتواصل هذه المبادرات المبدعة في موسم قادم من التوهج والعطاء، ما دام الإبداع – كما ورد في أكثر من مداخلة – لم يعد ترفا، بل ضرورة ملحة في عالم يتغير بسرعة، والإبداع المدرسي هو اللبنة الأولى في بناء أجيال قادرة على الفهم والتفكير والإنتاج، وعلى الارتقاء بالحس الفني والجمالي لديها وتنمية ملكاتها المعرفية والإبداعية.
error: