في خطوة جديدة تؤكد على الأهمية المتزايدة للتمكين الاقتصادي للنساء وتوسيع قاعدة اندماجهن في الدورة التنموية، تحتضن “جمعية أنير للتنمية النسوية والتكافل الاجتماعي”، بخنيفرة، يوم السبت 21 يونيو 2025، ندوة جهوية مخصصة لموضوع “الفرص الاقتصادية للنساء بجهة بني ملال خنيفرة”، وتأتي المبادرة في إطار تفعيل البرنامج الإقليمي “أجيال المساواة AJYAL Egalité “، الممول من طرف وكالة التنمية الفرنسية وسفارة فرنسا، وبتعاون مع مؤسسة Expertise France وعدد من الفاعلين المؤسساتيين.
الندوة، المقرر تنظيمها بقاعة الندوات التابعة لجماعة خنيفرة، تعكس الدينامية المتنامية في جهة بني ملال خنيفرة لتعزيز مشاركة النساء في الحياة الاقتصادية، خاصة في المناطق القروية وشبه الحضرية، حيث لا تزال نسبة مشاركة النساء في سوق الشغل بالجهة دون 30%، وفق المعطيات الوطنية المتوفرة، في ظل تفاوتات صارخة بين الوسطين الحضري والقروي، هذا الواقع يفرض مقاربة متعددة الأبعاد لتوفير شروط الولوج إلى العمل والتكوين والتمويل، وتحقيق العدالة الاقتصادية والمجالية.
وتؤكد مصادر من المنظمين أن الندوة لا تكتفي برصد التحديات، بل تنفتح على الفرص والإمكانات الكامنة، مستعرضة السياسات العمومية والمبادرات الترابية التي تم إطلاقها من أجل دعم النساء في مجالات التكوين المهني والإدماج المهني والتوجيه المقاولاتي، كما تتوقف عند البرامج التمويلية المتاحة والتدابير المواكِبة للمشاريع النسائية، مركزة على أهمية تحقيق الاستدامة وتعزيز الأثر المحلي للمبادرات، دون إغفال الندوة أهمية التنسيق بين الفاعلين المحليين والمؤسساتيين، باعتباره ركيزة أساسية لتيسير ولوج النساء إلى الموارد والبرامج التنموية.
وتعد هذه المحطة أيضا مناسبة لإبراز مشروع “إدماج”، الذي أطلقته “جمعية أنير للتنمية النسوية والتكافل الاجتماعي” ضمن برنامج “أجيال المساواة”، ويستهدف ثلاثين امرأة في وضعية هشاشة بإقليم خنيفرة، بمقاربة تقوم على تقوية القدرات الفردية والجماعية، وتأهيل المستفيدات للاندماج في سوق الشغل أو إنشاء مشاريع ذاتية مدرة للدخل، انطلاقا من رؤية تعتبر أن التمكين الاقتصادي ليس فقط حقا أساسيا، بل رافعة أساسية لبناء مجتمع متوازن ومزدهر.
كما تسعى المحطة بالتالي إلى تحفيز بيئة دامجة ومستدامة تمكّن النساء من الإسهام الفعلي في التنمية الجهوية، من خلال تقديم نماذج وآليات ناجعة لدعم المبادرات النسائية المنتِجة، بما يساهم في تقليص الفوارق الاقتصادية والمجالية التي لا تزال تؤثر على واقع النساء، من هذا المنطلق، لا يُنظر إلى الفرص الاقتصادية المتاحة للنساء كأرقام صماء، بل كمساحات فعلية لإحداث التغيير وبناء المستقبل، في أفق ترسيخ تنمية منصفة وشاملة، تجعل من النساء فاعلات أساسيات في صياغة حاضر الجهة ورسم ملامح غدها.