طريق أساسية تتحول إلى معبر محفوف بالحفر والغبار بين تسكارت وتالحيانت بإقليم خنيفرة

0
أحمد بيضي
تئن الطريق الرابطة بين تسكارت وتالحيانت، إقليم خنيفرة، تحت وطأة الإهمال والتدهور، حتى لم تعد طريقا صالحة للاستعمال وفق المفهوم المتعارف عليه، بل مسلكا لفك العزلة، إذا لم يقال إنه يعمق عزلتها بدل أن يختصر المسافات نحو الخدمات والأسواق والمدراس، فالوضعية الكارثية التي أصبحت عليها هذه الطريق لم تعد خافية على أحد، ولم تعد محل شكوى فردية عابرة، بل تحولت إلى صرخة جماعية لسكان دواوير عديدة، من صرو إلى تيوزي، مرورا بأكديم، أيت بويعقوب، تالحيانت، أفري، الصفصاف، العش، تامحررت.
ورغم أن ممثلين عن السكان من قبيلتي تسكارت وأيت بويعقوب مثلا فات لهم أن سعوا إلى نقل الأمر إلى السلطات المحلية، بل وقاموا بزيارة ميدانية إلى قيادة جماعة أكلمام أزكزا لطرح مطلبهم المتعلق بوضعية الطريق، فإن اللقاء لم يفض إلى أي نتيجة ملموسة، حسب مصادر سكانية، ولم يتبع بخطوات إصلاحية على الأرض، مما عمق شعور الأهالي بالتهميش والهشاشة واللامبالاة، ومع توالي السنوات، لم تعد المشكلة تقتصر على مجرد وعورة الطريق، بل أصبحت خطرا يهدد سلامة وأمن الساكنة.
كل من سلك هذا المقطع الطرقي يدرك دون عناء حجم التدهور: حفر عميقة، منعرجات خطيرة، اختفاء شبه تام لأي معايير للسلامة، وغبار كثيف يرخي بظلاله على الصحة العامة، خاصة مع مرور الشاحنات الثقيلة القادمة من مقالع صرو، التي تُتهم اليوم بكونها السبب الرئيسي في تسريع تدهور الطريق وإثقال كاهل بنيتها المتهالكة، هذه الشاحنات، بأوزانها التي تفوق قدرة التحمل المفترضة لمسلك ترابي، تخلف وراءها سحبا من الغبار تثير حساسية الأطفال والشيوخ، وتزيد من عذابات التنقل وتردي شروط العيش.
ليست سيارات الأجرة وحدها من تعاني رداءة هذه الطريق، بل حتى حافلات النقل الحضري (الطوبيسات القادمة من المدينة) تجد نفسها مضطرة إلى التوقف المتكرر أو السير ببطء شديد تفاديا للتعطل أو الوقوع في الحفر، أما سائقي السيارات الخاصة والدراجات النارية والمارة، فلكل منهم تعليقه، بالأحرى الحديث عن الوضع في الليالي المظلمة أو الأيام الممطرة حين تتحول الطريق إلى سيول من الأوحال، ويتكرر سؤال الساكنة عن موقع هذه الطريق ضمن البرنامج الوطني للطرق القروية، وكذا ضمن مشاريع محاربة الفوارق الترابية والاجتماعية.
وكم يزداد المشهد قتامة حين يتحدث السكان عن معاناة المتمدرسين والمدرسين في تنقلهم اليومي خلال فصول الأمطار، وعن الصعوبات الجمة التي تواجه المتسوقين والسائقين من وإلى الأسواق الأسبوعية، ورغم محاولات ترقيعية هنا وهناك عبر ردم الحفر بالتراب، إلا أن هذه المساعي لم تكن سوى حلول ظرفية سرعان ما تندثر، لتعود الطريق إلى حالها المعهود من البؤس، بل وتتفاقم حالتها مع كل موسم، وليس تهكما في وصفها بأنها “صراط غير مستقيم” بقلب منطقة فلاحية تنتظر حقها من التنمية.
error: