“نور الرسالة”، بخنيفرة، تحتفي بتلميذتها المتألقة وطنياً في النسخة الرابعة من مسابقة “فن الكاريكاتور التربوي”

0
أحمد بيضي
احتضنت “نور الرسالة”، بخنيفرة، حفلا احتفائيا بهيجا على شرف التلميذة تواب حاجي، التي توجت بالرتبة الأولى وطنيا، في النسخة الرابعة، من “المسابقة الوطنية لفن الكاريكاتور التربوي”، التي احتضنتها مدينة تطوان، ما بين 10 و12 أبريل 2025، تحت شعار “الذكاء الاصطناعي في خدمة التربية والتكوين”، وهو الحدث التربوي المتميز الذي شكل محطة مضيئة في مسار الإبداع الفني داخل المؤسسات التعليمية، واحتفاءً حقيقيا بثمرة الجهود التربوية التي تسعى لتمكين التلاميذ من التعبير فنيا عن ذواتهم ومواهبهم.
وقد شهد هذا الحفل حضور شخصيات تربوية وإعلامية، في مقدمتهم المدير الإقليمي للتربية الوطنية، إلى جانب مؤطرة ورشة الرسم والتشكيل بمؤسسة الإبداع الفني والأدبي، وطاقم المؤسسة المضيفة، مؤسسة نور الرسالة، التي احتضنت هذا اللقاء الاحتفائي بتنسيق ذ. منصف البدوي، واستقبلت ضيوفها بلوحات تشكيلية، كما استهلت فقرات حفلها بعرض تلاميذي جماعي للنشيد الوطني بتأطير ذة. أمينة حرشي، فيما تميز الحفل بلوحات موسيقية تلاميذية من تأطير ذة. إيناس خولان وذة. بوشرى البديوي، ولوحة بلغة شكسبير من تأطير ذ. بوشرى طلحة.
 وفي كلمته، عبر المدير الإقليمي للتربية الوطنية، ذ. محمد النوري، عن اعتزازه بالتتويج، منوها بمجهودات كافة المتدخلين، من مؤطرين وأطر تربوية، كما أثنى على لجنة التحكيم التي وضعت ثقتها في موهبة التلميذة تواب حاجي عقب مشاركتها المتميزة في الإقصائيات الإقليمية، وأضاف أن مثل هذه التتويجات تعكس نجاح الرؤية التربوية الرامية إلى تعزيز الأنشطة الموازية والمشاريع التربوية داخل الفضاء المدرسي، ومن جهته، اعتبر المدير التربوي للمؤسسة، ذ. سعيد بلحاج، أن هذا الإنجاز شهادة حية على ما تزخر به المؤسسات التعليمية من طاقات ومواهب، مؤكدا أن فوز تواب هو محفز قوي لباقي التلاميذ للسير على درب التميز.
ووسط تصفيقات الحاضرين والمدعوين وزملائها في المؤسسة، تسلمت التلميذة تواب حاجي “درع الإبداع والتميز”، قبل أن تتقدم بكلمة دافئة لتوجه شكرها الخالص لكل من ساندها وآمن بموهبتها، ووضعها على سكة “التتويج الوطني الذي سيظل معلقا على صدر طموحاتها”،، بدءً بأستاذتها فوزية المالكي، مرورا بمؤسستي الإبداع الفني والأدبي ونور الرسالة، وانتهاءً بوالديها اللذين وصفتهما وقود أحلامها والمنارة التي أضاءت لها الطريق طيلة مسيرتها الفنية، ورفعت همتها وثقتها في نفسها.
من جانبها، أكدت ذة. فوزية المالكي، مؤطرة ورشة الرسم والتشكيل، أن تواب حاجي مثلت الجهة أحسن تمثيل، رغم ما واجهته من تردد أول الأمر كاد أن يحول دون مشاركتها، مشيرة إلى أن هذه التلميذة انتصرت بقوة الفكرة التي طبعت مشاركتها، موجهة شكرها لكافة المؤطرين والمتدخلين، ومعتبرة هذا الفوز تتويجا للعمل الجماعي والإيمان بقدرات التلميذات والتلاميذ، مبرزة مدى التنافس القوي الذي شهدته فعاليات المسابقة الوطنية في حضور منافسين بارعين من مختلف الجهات، دون أن يفوت فوزية شكر المنابر الاعلامية المحلية التي تابعت الحدث.
وكانت فعاليات “المسابقة الوطنية لفن لكاريكاتير التربوي” قد أسفرت، في دورتها الرابعة، عن فوز التلميذة تواب حاجي من مديرية خنيفرة (أكاديمية جهة بني ملال خنيفرة) بالرتبة الأولى في سلك التعليم الثانوي الإعدادي، مقابل تتويج التلميذة سلامة فاطمة الزهراء من مديرية كلميم (أكاديمية جهة كلميم واد نون) بالرتبة الأولى في سلك التعليم الثانوي التأهيلي، وقد تأهلت حاجي إلى هذه المرحلة بعد تألقها في الإقصائيات الجهوية التي احتضنها المركز الجهوي للتوثيق والتنشيط والإنتاج التربوي يوم 14 مارس الماضي، في مشاركة عرفت تنافسا قويا بين تلاميذ الجهة، والذين جُسدَت رؤاهم حول الذكاء الاصطناعي في لوحات كاريكاتورية لاقت إشادة لجنة التحكيم.
ويعكس هذا التتويج الوطني الدور الريادي لمؤسسات التأطير الفني في تمكين المتعلمين من أدوات التعبير البصري والفني، خاصة في مجالات الكاريكاتور التربوي، الذي أصبح مجالاً رحباً لنقل الرسائل التربوية والاجتماعية بأسلوب فني راقٍ، كما يُعد تتويج التلميذة تواب حاجي شاهداً حياً على طاقة الفتيات وقدرتهن على المنافسة والتميز، وعلى الأثر العميق للتأطير التربوي في صناعة الإبداع، وفوزها يعد انتصارا جماعيا لثقافة الاعتراف بالمواهب، وللرؤية التربوية التي تضع المتعلم في صلب الفعل الإبداعي والتنموي.
error: