في خطورة رياضية بارزة، شهدت مدينة بني ملال، يوم الجمعة 11 أبريل 2025، حدثا استثنائيا تمثل في انعقاد الجمع العام التأسيسي ل “العصبة الجهوية لرياضات المكفوفين وضعاف البصر بجهة بني ملال خنيفرة”، والذي مر في أجواء متجانسة ومسؤولة، وقد عرف اللقاء التأسيسي حضورا نوعيا من مهتمين بالشأن الرياضي، وإعلاميين وفاعلين محليين، وممثلين عن الجمعيات الرياضية المعنية الذين ساهموا في إثراء النقاشات وصياغة التوجهات العامة للعصبة بتصوراتهم واقتراحاتهم.
لقاء التأسيس، الذي استضافته رحاب الغرفة الجهوية للتجارة والصناعة والخدمات، أجمع المتتبعون على كونه ليس مجرد محطة إدارية، بل شكّل حدثا نوعيا في المسار الرياضي والحقوقي للجهة، ويدل على إرادة جماعية للنهوض برياضات الأشخاص المكفوفين وضعاف البصر، ودمجهم الفعلي في النسيج الرياضي الجهوي والوطني، وقد افتتح الجمع العام بكلمة ممثل الجامعة الملكية لرياضات المكفوفين وضعاف البصر، يوسف إدبها، الذي أشاد بمبادرة التأسيس واعتبرها لبنة أساسية في البناء المؤسساتي للرياضة الخاصة بهذه الفئة.
ومن جهته، قدّم ممثل اللجنة التحضيرية، محمد صدقي، مداخلة أبرز من خلالها الجهود المبذولة لإعداد هذا الموعد التأسيسي، والتنسيق الحثيث بين مختلف الفاعلين المعنيين، على اعتبار أن تأسيس “العصبة الجهوية بني ملال خنيفرة لرياضات المكفوفين وضعاف البصر” ليس مجرد ميلاد تنظيمي، بل هو إعلان عن إرادة جماعية في تكريس الحق في الممارسة الرياضية المتكافئة، والقطع مع كل أشكال الإقصاء، في أفق بناء رياضة دامجة، عادلة، ومؤطرة، تستحضر الإنسان في جوهرها، وتؤمن بأن الرياضة حق للجميع، وليست امتيازًا للبعض.
وأسفرت أشغال الجمع العام عن انتخاب عزالدين هاشمي رئيسا للعصبة، إلى جانب مكتب مسير ضم محمد صدقي نائبا أول للرئيس، مريم أرسالي نائبة ثانية وجمال مرعي نائبا ثالثا، في حين تولى محمد صاطيف مهمة كاتب عام بمساعدة نائبته الزهرة أيت بنيوسف، أما مسؤولية أمين المال فأسندت إلى يوسف إدبها، ونيابة أمين المال لقدور عمري، بينما ضمّت لائحة المستشارين كلًا من الحسين الشتيوة، جمال أوزروال، وحنان الشعبي، ويُلاحظ ضمن هذا التشكيل حضور نسائي بارز، يعكس انخراط العصبة منذ بدايتها في تبني مقاربة النوع في الفعل الرياضي.
ولم يفت الرئيس المنتخب، عزالدين هاشمي، التعبير عن اعتزازه بالثقة التي وُضعت فيه، مشيرا إلى أن التحديات جسيمة والطموحات كبيرة، ما يستدعي تضافر الجهود وتوفير الشروط الكفيلة بالارتقاء بهذه الرياضة، وركز بالتالي على ضرورة إدماج هذه الفئة بشكل حقيقي، عبر تكوين أطر رياضية متخصصة، وتهيئة فضاءات وتجهيزات ملائمة، والعمل على تحفيز الجماعات الترابية والجهات المسؤولة على دعم العصبة، حتى تنتقل رياضة المكفوفين وضعاف البصر من طابعها الترفيهي الحالي إلى الفرجوي، في أفق الاحترافي التنافسي وطنيا ودوليا.