دورة استثنائية بجماعة مولاي بوعزة تنتهي باعتداء الرئيس على شخص وإرساله للعناية المركزة

0
  • أحمد بيضي

عادت جماعة مولاي بوعزة، إقليم خنيفرة، إلى الواجهة من جديد، وهذه المرة لم يكن متوقعا أن تنطلق دورتها الاستثنائية بالعنف اللفظي لتنتهي بالعنف الجسدي، ذلك عندما أقدم رئيس الجماعة على استعمال أداة صلبة (مطراك) في ضرب شقيق عضو جماعي على مستوى الرأس، نقل بسببها، صوب المستشفى الإقليمي، في حالة صحية متدهورة، والدماء تسيل من رأسه بغزارة، حيث خضع لفحوصات وكشوفات طبية، وتقرر أن يمكث تحت العناية المركزة إلى حين التأكد من سلامته الصحية وعدم ظهور مضاعفات أخرى.

ووفق مصادر متطابقة، فإن الحادث الدموي وقع على خلفية الاحتقان الذي يطبع العلاقات القائمة بين الرئيس وعدد من الأعضاء ممن يصفون سلوكياته ب “العشوائية واللاأخلاقية”، إذ خلال مجريات دورة استثنائية، تم عقدها يوم الخميس 14 يوليوز 2022، كان طبيعيا أن تتسبب نقطة بجدول الأعمال في جو من التوتر، وتتعلق بسبعة آبار رأى بعض الأعضاء أن الرئيس حاول تمرير حصة الأسد منها لفائدة دائرته، فوقف عدد من الأعضاء ضده، مقابل إصرارهم على المطالبة بعدم التمييز ولا باستعمال الشطط في استعمال كرسي الرئاسة.

وصلة بالموضوع، أفاد أحد المهتمين بالشأن العام المحلي بمولاي بوعزة، أن الرئيس فات له أن توعد عضوا جماعيا بالانتقام في حال لم يسايره في مبتغاه عبر التصويت بالإيجاب على ما يحلو له ضمن جدول الأعمال، وعقب مجريات أشغال الدورة عمد الرئيس إلى “استعمال لسان السب والشتم والألفاظ الدنيئة”، بغاية ترهيب المجلس، فيما هدد كاتب المجلس بالعقاب، أمام مرأى ومسمع مع ممثل السلطة المحلي، في شخص قائد المنطقة، قبل تتويج تصرفاته باستعمال كرسي في ضرب نائبة له التي ظلت إلى وقت قريب من حلفائه.

وعلى أبواب مقر الجماعة، حاول الرئيس جر كاتب المجلس، الذي كان ممتطيا سيارته، إلى الدخول معه في شجار مفتعل، ليتدخل شقيق عضو جماعي في محاولة لتهدئة الوضع، غير أن الرئيس وجد الفرصة مواتية للانتقام من أقارب معارضيه، حيث عمد إلى استعمال أداة صلبة في ضرب شقيق العضو على مستوى الرأس، ما تسبب له في جروح غائرة نقل إثرها على وجه الاستعجال للمستشفى الإقليمي لتلقي العلاجات الضرورية، دون أن يمر الحادث بسلام بعد انتشاره عبر أرجاء المنطقة التي دعت لاعتماد أخلاقيات العمل الجماعي بعيدا عن العنف.

وفي ذات السياق، أكدت مصادرنا أن النيابة العامة المختصة دخلت على الخط، بعد توصل وكيل الملك بشكاية في الموضوع، وباشرت إجراءات التحري والبحث في ملابسات الواقعة، انطلاقا من قيام عناصر الدرك بالاستماع للأطراف المعنية، وبينما سجلوا وجود تحركات ملتبسة تحاول التأثير على السير العادي لملف النازلة، كشفت مصادرنا عما يفيد أن مجموعة من أعضاء مجلس مولاي بوعزة، دعت لاجتماع طارئ بغاية تحرير شكاية مفصلة لعامل إقليم خنيفرة مع احتمال التلويح باستقالة جماعية من المجلس.

ولم يفت مصادرنا الإشارة لتوفر بعض أعضاء مجلس الجماعة على “أشرطة صوتية توثق لسلوكيات وعبارات الرئيس، ولتسببه الدائم في عرقلة دورات المجلس، وكذا لتبجحه بعلاقات يدعي أنها تربطه بشخصيات في السلطة الإقليمية وبزعماء سياسيين معروفين”، ويؤكد الأعضاء أن المنطقة لم تعد تقبل من مجلسها المزيد من الاحتقان لكونها في حاجة ماسة لتقوية بنياتها التحتية كالإنارة وقنوات الصرف الصحي وغيرها، ولمشاريع تنموية من شأنها أن تحقق انتظارات الساكنة وترقى بمتطلباتها الاجتماعية والثقافية والرياضية والاقتصادية.  

ويذكر أن غالبية أعضاء مجلس جماعة مولاي بوعزة، كانت قد انتفضت في وجه رئيس هذه الجماعة، على خلفية تهجم هستيري قام به في حقهم، خلال أشغال دورة استثنائية للمجلس، تم عقدها يوم الأربعاء 23 مارس 2022،  قبل إصدارهم لبيان مذيل بتوقيعات 11 عضوا من أصل 18 عضوا، بينهم 5 من حزب الرئيس، ينددون فيه بشدة ما صدر عن الرئيس من “سب وشتم، وتهديد بالتصفية الجسدية، واتهامات عشوائية، في حق كاتب المجلس، وتفوهه بألفاظ نابية مصحوبة بحركة ” التقلاز” في حق باقي الأعضاء.