مرضى سرطان الأنف والحنجرة، بجهة بني ملال خنيفرة، يطالبون بسد خصاص جهاز بالمركز الجهوي للأنكولوجيا

0
  • أحمد بيضي

لا جدال في أن بلادنا تمكنت من إحراز تقدّم ملموس في مجال مكافحة داء السرطان بفضل “مؤسسة للا سلمى للوقاية وعلاج السرطان” التي أبانت عن جهود كبيرة في هذا المضمار ومساعدة المرضى على تحسين ظروفهم الصحية والاجتماعية، إلا أن بعض المصابين بهذا الداء الخبيث، بجهة بني ملال خنيفرة، خصوصا على مستوى الأنف والحنجرة والأذن، كشفوا عن مدى معاناتهم كلما تقدموا ل “المركز الجهوي للأنكولوجيا لبني ملال”، المتواجد بمنطقة أولاد مبارك، فيُفاجؤون بافتقار أحد الأجهزة الأساسية للوازم الضرورية في التشخيص.

وعلاقة بالموضوع، أكد بعض المرضى أن معاناتهم تتفاقم في كل مرة يضطرون فيها إلى تحمل عناء التنقل صوب مراكز مكناس أو فاس أو مراكش أو البيضاء أو الرباط وغيرها، فإما يتم تقدير ظروفهم ويجري الاعتناء بحالتهم أو يتم رفضهم بحجة انتمائهم لجهة بني ملال خنيفرة، وعليهم الالتحاق بالمركز الجهوي للأنكولوجيا بعاصمة الجهة بني ملال، الموقف الذي يتسبب في مضاعفة معاناة المرضى، صحيا ونفسيا واجتماعيا، خاصة أن الغالبية العظمى منهم هم من الفئات المعوزة أو من ذوي الدخل المحدود.

ومن جهتها أكدت مصادر عليمة صحة المشكل المتعلق بحاجة الجهاز المذكور للوازم الضرورية ولأداة (كاصك) تستعمل في حماية الرأس من الأشعة، وبينما لم يفت المصادر ذاتها ملامسة معاناة المحتاجين لهذا الجهاز الناقص من لوازمه، حرصت على الكشف عن نداءات ومراسلات جرى توجيهها، في الموضوع، لوزارة الصحة ومؤسسة للا سلمى، فيما لمحت مصادر أخرى إلى أن وزارة الصحة فات لها أن وعدت، منذ قبل حوالي ستة أشهر، بالمساهمة في احتواء المشكل إلا أن الوعد ظل عالقا دون تنزيل.

مصادرنا أفادت أن “مؤسسة للا سلمى للوقاية وعلاج السرطان” لم تبخل في طلب ما ينقص الجهاز المذكور من لوازم، مباشرة أو عبر بعض الشركاء والمتدخلين، وإلى حدود الساعة ما يزال الوضع على حاله بسبب عدم توفر اللوازم المطلوبة بالمغرب، فيما ربطت مصادر أخرى التأخر في الحصول على هذه اللوازم بالظروف الوبائية التي فرضت إغلاق الحدود والموانئ في وجه الرحلات والبضائع، ما جعل القيمين على مركز الأنكولوجيا لبني ملال إلى التفكير، بين الفينة والأخرى، في بدائل مؤقتة يمكنها علاج الوضع.

وكان “المركز الجهوي للأنكولوجيا لبني ملال” قد جرى وضع الحجر الأساس لبنائه، خلال نونبر 2015، تزامنا مع اليوم الوطني لمحاربة داء السرطان (22 نونبر من كل سنة)، وذلك في مراسيم جرت برئاسة الأميرة للا سلمى، وشراكة بين مؤسسة للا سلمى ووزارة الصحة والمجالس المنتخبة لجهة بني ملال خنيفرة، بغلاف مالي إجمالي حدد في 160 مليون درهم، 100 مليون درهم منها كمساهمة من مؤسسة للا سلمى، و30 مليون درهم من وزارة الصحة، و30 مليون درهم من المجالس المنتخبة بالجهة، حيث شيد على مساحة 3215 متر مربع.

ويتوفر المركز، وفق ورقة حول مشروعه، على وحدة العلاج الإشعاعي الداخلي والخارجي مع وحدة للعلاج بالأشعة المقطعية يضم معجلين خطيين، ووحدة للطب الفيزيائي، وجهازا لقياس الجرعات الإشعاعية، وقاعة للدراسة والاستقبال، ومستشفى النهار للعلاج الكيميائي، على أساس أن يمكن هذا المركز من التكفل بمرضى السرطان بجهة بني ملال-خنيفرة واستقبال حوالي 3000 مريض في السنة، ويعد واحدا من المشاريع الصحية الرائدة في مجال محاربة داء السرطان وأشكال الدعم المقدم للمصابين به.