تسع جمعيات ببني ملال تطالب بحماية السقايات العمومية لطبيعتها التاريخية والمعمارية والحضارية

0
  • أحمد بيضي

التأمت تسع جمعيات، من مكونات متتبعي الشأن الثقافي والمعماري ببني ملال، في بيان مشترك بمثابة نداء وصيحة موجهة للمسؤولين على تدبير الشأن المحلي، طالبت من خلاله ب “الوقف الآني والاستعجالي لإجراء نزع العدادات المائية من السقايات العمومية باعتباره قرارا ارتجاليا وجائرا”، والعمل على “إنصاف الذاكرة الملالية ووقف مظاهر التخريب والتشويه الذي طال معالم السقايات العمومية”، و”إحداث سقايات جديدة، مع ترميم القديمة منها بحلة تلائم طبيعتها التاريخية والحضارية”، وفق نص البيان.

وبينما طالبت ب “اعتماد النمط الأصيل في الزخارف والأسلوب وأصالة الإبداع، من حيث تصميم السقايات وحلتها الفنية، مع احترام خصوصية المدينة التي تتميز بها في كل التجمعات السكانية والأسواق والساحات العريقة”، شددت ذات الجمعيات على ضرورة “جعل هذه المنشآت المائية العمومية محط عناية واهتمام”، سيما “الحفاظ على محيطها من منسوب مياهها، واعتماد صنابير عصرية وحديثة ذات استعمال فوري يعزز ترشيد استعمال الثروة المائية بمدينة الماء”، يضيف نص البيان.

ولم يفت الجمعيات ذاتها، في مستهل بيانها، التعبير عن استنكارها لما وصفته ب “الضياع الذي آلت إليه المقومات الثقافية والمعمارية بالمدينة منذ عقود، باعتبار هذه المقومات رافعة للتراث الحضاري والمعماري، رغم تعالي الصيحات والنداءات المتكررة لإيقاف هذا النزيف والحد من التراكمات السلبية في مجال البناء والتعمير، الناتج عن الإجهاز على المحيط البيئي والطبيعي وكافة الفضاءات ذات الارتباط بالتاريخ الحضاري للمدينة بسبب الجشع العمراني المقيت وغير المبرر الذي استهدف الجزء الأوفر من التراث اللامادي للمدينة”.

وبعد تأكيدها أن الاستهداف الممنهج للتراث اللامادي “لم تسلم منه السقايات العمومية التي تعتبر كنزا من الكنوز التي جادت بها حضارة مدينة بني ملال، قبل عقود من الزمن”، وهو من “الإرث التاريخي والعمراني المرتبط بالزمان والمكان والساكنة على حد سواء”، أبرزت الجمعيات المذكورة أن السقايات العمومية “لم تكن مجرد منشآت مائية لإرواء ظمأ الساكنة، بل صنعت مجدا تاريخيا يتميز بالتنوع الجمالي من قبيل بصمة الصانع التقليدي من زخارف ونقوش ومواد البناء المشكلة لهذه المعالم الهندسية”، على حد البيان.

كما لم يفت جمعيات المجتمع المدني، الموقعة على البيان، الإشارة ل “للعلاقة القائمة بين السقايات والإرث التاريخي للمدينة على المستوى المعماري”، واصفة هذه العلاقة  ب “علاقة منقوشة في الأفئدة كهبة إنسانية وتاريخية يصعب محوها من الذاكرة الملالية، وبصمة معمارية عصية على الاندثار”، فيما طالبت من المسؤولين ب “العمل على رد الاعتبار لجزء من حضارتنا تقاس قيمته بالذهب والماس”، حسبما جاء ضمن البيان المشترك، والذي جرى تعميمه وتقاسمه مطلع الأسبوع الثاني من أبريل الجاري.

ويشار إلى أن جمعيات المجتمع المدني المعنية بالنداء الموجه لمن يهمهم الأمر من المسؤولين والمنتخبين ببني ملال هي:جمعية الشعلة للتربية والثقافة”، فرع بني ملال، “ المنتدى الجهوي للشباب الفاعل”، “جمعية منبع للفنون التشكيلية”، “جمعية لأجل مدينتي”، “جمعية الاوركيد”، “حركة الطفولة الشعبية”، فرع بني ملال، “جمعية التربية والتكوين والتنمية الاجتماعية”، فرع بني ملال، “جمعية الفردوس للتنمية الاجتماعية”، “جمعية عالم الطفل للمسرح والتنمية الاجتماعية”.