ثانوية الحسن اليوسي بآيت إسحاق تحتضن نشاطا فلسفيا وسينمائيا من تنظيم نادٍ تربوي

0

خنيفرة: أنوار بريس

تفعيلا لأنشطة الحياة المدرسية الموازية للأنشطة الفصلية، نظم “نادي ملتقى الفلسفة والفكر للسينما والثقافة والإبداع الفني، بالثانوية التأهيلية الحسن اليوسي، بآيت إسحاق، إقليم خنيفرة، فعاليات أنشطة تربوية تواصلية بيداغوجية، ثقافية علمية فلسفية سينمائية، متنوعة العرض والأنشطة، تخللتها أنشطة وفقرات، استهدفت تلاميذ المؤسسة من جميع المستويات الدراسية والشعب والمسالك، وكل غايتها هو ترسيخ مهارات وقدرات وكفايات تواصلية ومعرفية وقيمية تساعد الناشئة على تفتيق ميولاتهم ومداركهم، وصقل تكوينهم النفسي، الاجتماعي، المعرفي، القيمي والجمالي في نفوسهم ومسارهم الدراسي.

النشاط المذكور تم تحت إشراف الأساتذة: عبد الرحمان الكرومي (أستاذ الفلسفة)، عبد الهادي كيرو (أستاذ اللغة الإنجليزية)، بدر الدين مجواني (أستاذ اللغة الفرنسية)، أيوب حباش (إطار الدعم الاجتماعي)، محسن أعراب (أستاذ الاجتماعيات) ومحسن امجود (الحارس العام للخارجية)، وذلك في سياق حياة مدرسية “لافصلية” تمكن التلاميذ من الانخراط في التنظيم التربوي، والمساهمة في إضفاء القيمة المضافة النوعية والكمية على الفضاء المدرسي والتربوي، عبر دينامية جماعية تلاميذية، أستاذية، إدارية تربوية ومجتمعية، تستثمر فيها وسائل التواصل السمعي البصري والحوار البيداغوجي والطرائق البيداغوجية والمعرفية العلمية من أجل مدرسة تنبض بالحياة.

وسجل النشاط حضور عدد من أساتذة المؤسسة، من مختلف المواد والتخصصات، إلى جانب الأساتذة من مؤطري النادي المنظم للنشاط، فضلا عن أطر الإدارة والدعم الاجتماعي، وثلة من الضيوف المدعوين من خارج المؤسسة، بينهم طلبة جامعيون من تلاميذ سابقين بالمؤسسة، منهم باحثة بشعبة القانون وآخر من سلك الهندسة في الاقتصاد الطاقي والبيئة الصناعية، وثالث مهتم بالبيئة والعلم الطبيعي، وباحث مجاز في الجيولوجيا والبيولوجيا، حاصل على تكوين في الإخراج السينمائي والتصوير والسيناريو، ومعظم الضيوف من أبناء البلدة، وينتمون إلى المحيط السوسيو- ثقافي الخارجي للمؤسسة.

وقد افتتح النشاط المعرفي، الذي دام حوالي ثلاث ساعات، بكلمة لمدير المؤسسة، الأستاذ أحمد معروف، فيما تناولت التلميذة أميمة أمسدل كلمة ترحيبية باسم “نادي ملتقى الفلسفة والفكر للسينما والثقافة والإبداع الفني”، رحبت فيها بالحضور المتميز والمتنوع، بينما شارك في تسيير فقرات النشاط الأستاذ عبد الرحمان الكرومي، ليتميز مستهل البرنامج بعرض في موضوع “الفلسفة والسينما والمجتمع”، من تقديم التلميذة نسرين أحريان، والذي جاء غنيا بالأفكار والآراء، عن طريق استعمال الآليات والوظائف السمعية والبصرية، ومن خلاله، تم التركيز على العلاقة بين الفلسفة والمجتمع والسينما، باعتبار الأخيرة مرآة تعكس الوعي الثقافي المجتمعي.

أما الفقرة الموالية فتضمنت عرض فيلم قصير حول السلامة الطرقية بعنوان أمل حياتي”، بهدف المساهمة في تقوية الوعي بالجانب الطرقي والسلوك المدني الحر، والواعي والمنظم والمسؤول، للحد من تهديدات المخاطر الطرقية الوطنية التنقلية على السائقين والراجلين، وقد استهدف الفيلم أساسا فئة الشباب الملقى على عاتقه ابداع سلوكيات وممارسات وقيم جديدة في التعامل مع مخاطر الطرق، والانخراط في أعمال وبرامج التحسيس والتوعية بهذا الجانب، باعتبار فئة شباب اليوم بمثابة جسر بين الأجيال السابقة والأجيال الصاعدة، وفئة قادرة على حمل ما يمكن من الرسائل في هذا الشأن لأجل المستقبل.

ذلك قبل أداء عرض في موضوع “الفلسفة البيئية والسنيما والأخلاق الإيكولوجيا” من تقديم رانية الناحية، الذي كان غنيا بالمعلومات العلمية والفلسفية والأفكار والتصورات، وملامسا بالأساس لأهمية الوعي الانتقالي من فلسفة السيطرة على الطبيعة من أجل الإنسان- نقد النزعة الإنسانية التي ميزت بروز المجتمع البورجوازي الرأسمالي الحديثة- إلى فلسفة الوعي بالحاجة المجتمعية والبيئية المعاصرة، أي الانتقال إلى فلسفة الوجود من أجل الإنسان والطبيعة وممارسة النقد الفلسفي والعلمي والقيمي على مسار الفعل الصناعي البشري والديمغرافي طيلة ثلاثة قرون متتالية، قصد تأمل الأخطاء البشرية.

العرض أيضا تميز بتسليطه الضوء على مخاطر البيئة الناتجة عن الفعل البشري، وبإضاءته الطريق أمام بعض الحلول والتوصيات والخلاصات المهمة في شأن نشر الوعي الجديد في المجتمع البشري وتغيير معايير السلوكيات التربوية الفردية والمؤسساتية والصناعية والسياسية، في إطار “الوحدة الجدلية” بين التنمية المستدامة “من أجل التنظيم المجتمعي والوضع البشري المنسجم مع نفسه وبيئته “على أساس القواعد الأخلاقية الإنسانية العقلانية الخضراء أو ما بات يعرف بالأخلاق الايكولوجية”، ولأجل نشر الوعي بإيجابيات المجتمع وسلبياته القهرية التي تحتاج الكشف والرصد والتعرية والمعالجة الشاملة المستعجلة.

وتم تتويج النشاط بعرض فيلم  mesai، مدته 8 دقائق و50 ثانية، حاصل على أربعة جوائز أوسكار، والذي تدور أحداثه حول شخص معاصر يعيش داخل منزل مجهز بأحدث الوسائل التقنية والتكنولوجية، المفترض أنها تحقق له الرفاهية والسعادة، لكن رغم ذلك لم يستطع أن ينعم بالراحة والنوم بسبب ضجيج الآلات والتقنيات الحديثة، التي مثلها صوت المنبه في المشهد السينمائي، قبل أن ينتهي الفيلم بإظهار الشخص وهو هزيل الجسم ومضطرب النفس، لا يتناول طعامه ولا ينام بشكل طبيعي، ليقرر في النهاية إطلاق النار من مسدسه على المنبه، مصدر المعاناة، في إشارة الى أهمية مراجعة العلاقة بين التقنية والإنسان والبيئة الطبيعية.

وبعده، تم تتويج اللقاء بنشاط فني ثقافي ترفيهي هادف ينهل من الكوميديا الجبلية الأمازيغية الأصيلة، تم خلاله تقديم مسرحية بالأمازيغية، حول مفهوم الصحة وعلاقة الثقافة العلمية الطبية والثقافة الشعبية، قدمها التلميذان: علي ابوشة ويونس فارس، من خلال موضوع مستوحى من الإرث الفني الذي خلفه الفنان الكوميدي الرائد الراحل لحسن أزايي، وعلى هامش المناسبة تمت عملية انتخاب تجديدي لأعضاء المكتب المسير للنادي، ولجانه الوظيفية، لتوسيع انخراطات النادي وتجديد طاقاته واكتساب أكبر قدر من المهارات الفنية والفكرية والمواهب التلاميذية، حيث عرفت العملية انخراطا واسعا من التلاميذ المحبين للحكمة ولديهم ميولات فنية وفكرية.

تغطية عبد الرحمان الكرومي