اللواء الأخضر يرفرف رسمياً ب “المدرسة الجماعاتية آيت عثمان” بخنيفرة في حفل استثنائي

0
  • أحمد بيضي

رفرفت “راية اللواء الأخضر” الدولية، بشكل رسمي، في ساحة المدرسة الجماعاتية آيت عثمان، إقليم خنيفرة، صباح يوم الثلاثاء 21 دجنبر 2021، بحضور ممثلة عن مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، ممثل وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، المدير الإقليمي للتربية الوطنية، وأساتذة وتلاميذ المؤسسة الفائزة، والسلطات المحلية، إلى جانب عدد من أطر المديرية الإقليمية والفاعلين التربويين والجمعويين والمنتخبين وآباء وأولياء التلاميذ، حيث عاشت المؤسسة عرسا بيئيا استثنائيا لفوزها بالشارة التي تأتي ضمن البرنامج الطوعي “المدارس الإيكولوجية” لمؤسسة التربية على البيئة.

الحفل البيئي، الذي أبدع في تقديمه الفنان معاذ تهادي والمسؤول التربوي سيدي محمد النوري، افتتح باطلاع المدعوين والزوار، من خلال شروحات تلاميذية، على ما نجحت فيه المدرسة، على مستوى إيجاد حلول ملائمة لمواضيع بيئية تتعلق بترشيد استهلاك الماء والطاقة الكهربائية، وتدبير النفايات عبر تدوير البلاستيك والورق والمعلبات، واستخراج السماد العضوي من بقايا الأغذية المتخلص منها بالقسم الداخلي، وقد وقف الجميع على المهارة التي قدم بها التلاميذ “مشاريعهم” البيئية، شكلا ومضمونا ولغويا، وعلى إبداع العرض الفني (نشيد جماعي حول حماية البيئة) أو العرض المسرحي (مثول التلوث والبيئة السليمة أمام قضاء الأرض).

ومن خلال كلمتها، انطلقت ممثلة مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، مريم الخضري، في كلمتها من خطاب الأميرة للا حسناء، في افتتاح أشغال المؤتمر العالمي لليونسكو، حول التربية من أجل التنمية المستدامة، والمنعقد، عن بعد، خلال الفترة ما بين 17 و19 ماي 2021، والذي دعت فيه إلى “القيام جماعة ببناء توافق جديد وضروري، عبر تحديد الأولويات التي نحددها كبشر يجمعهم مصير مشترك”، وكيف تمكنت أزمة كوفيد 19 من تأكيد “مدى استعجال حاجتنا إلى تنمية مستدامة شاملة وعادلة، وما تشكله حماية البيئة من حفاظ على كوكبنا”، وهي إحدى اللبنات الأساسية التي تعكف مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة على تحقيقها.

ولم يفت ممثلة المؤسسة البيئية أيضا التوقف عند ما عملته هذه المؤسسة، ومركز الحسن الثاني الدولي للتكوين في البيئة، الذي يشكل الوحدة الأكاديمية للمؤسسة، من أجل “الرفع من دينامية برنامج المدارس الايكولوجية، خاصة شق الترشيح للمستويات الثلاثة: الشهادة البرونزية، الفضية واللواء الأخضر”، من خلال “توفير الوسائل الرقمية الخاصة بذلك بفضل بنيته التحتية التي تقوم أساسا على الرقمنة، وتعبئة عموم الأطر بالوزارة والأكاديميات، والمنسقين الجهويين والإقليميين والمديرين، والمدرسين المشرفين على التلاميذ، وأعضاء لجنة التحكيم الوطنية، لأجل تتبع إنجاز برنامج المدارس الإيكولوجية وفق منهجيته التدرجية”.

وبخصوص نسخة هذه السنة، المنظمة تحت شعار “كان يا مكان مدرسة إيكولوجية”، كشفت ممثلة المؤسسة البيئية عن تمكن 65 مدرسة إيكولوجية، هذه السنة، من 11 أكاديمية جهوية من تقديم مشروعها عبر منصة المشاركة الرقمية، وقد تم تقييم المشاركات من طرف لجنة التحكيم الوطنية التي وشحت 11 مدرسة إيكولوجية بجوائز، تتكون من لوحة إلكترونية لكل تلميذ ومؤطر وشواهد تقديرية، التي ستسلم خلال هذا الحفل من طرف مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة”، فيما لم يفت ممثلة المؤسسة تهنئة 6 مدارس حاصلة على الشهادة الفضية، ومدرستين حاصلتين على الشهادة البرونزية.

أما مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، مصطفى السليفاني، فأوضح بدوره أن “الاتفاقية المبرمة مع مؤسسة محمد السادس للبيئة، ومنذ انطلاق أجرأتها وتفعيلها، ظلت وما تزال من أهم الاتفاقيات التي أسهمت في تحقيق الأثر الإيجابي المباشر على سلوكيات المجتمع المدرسي عموما، وعلى السلوك اليومي للمتعلمين بصفة خاصة، في مجال ترسيخ الوعي البيئي، من خلال تحسيس المتعلمات والمتعلمين بالرهانات البيئية، وتمكين نساء ورجال التربية من إدراج التربية البيئية ضمن الدروس الصفية، من خلال إقامة روابط بين المواد التي يدرسونها،  باعتماد “مبدأ الدمج” المتمثل في وضع التربية البيئية في قلب كل مادة تعليمية.

أما المدير الإقليمي بخنيفرة، مصطفى مومن، فأكد “أهمية تتويج المؤسسة الفائزة باللواء الأخضر في برنامج المدارس الإيكولوجية، والذي يساهم في تفعيل الحياة المدرسية بالمؤسسات التعليمية في مجال الحفاظ على البيئة، وفي ترسيخ مبادئ التنمية المستدامة لدى الناشئة”، مقدما الشكر لكافة الفاعلين والمتدخلين التربويين من أطر تربوية وإدارية وجمعيات أمهات وآباء وأولياء التلميذات والتلاميذ، وباقي الشركاء على انخراطهم الإيجابي في إشاعة قيم وسلوكيات المحافظة على البيئة”، وعلى هامش الحفل، تم تسليم عدد من الشهادات التقديرية، قبل رفع اللواء الأخضر في سماء المؤسسة في جو احتفالي متميز.

وبينما عاين الزوار مدى جمالية المؤسسة كنموذج للمدارس الإيكولوجية، سجلوا ما تتضمنه هذه المؤسسة من أندية تربوية (الصحة، البيئة، الصحافة، والفن والابداع)، قبل القيام بزيارة جماعية لمرافق المركب الاجتماعي، الذي تم تأسيسه من طرف “جمعية تيغزى أطلس للتنمية”، بشراكة مع “جمعية أيودا سوليداريا” الإسبانية، ويعود تاريخ استغلاله لسنة 2009 لفائدة تلميذات وتلاميذ العالم القروي، ويتوفر على 130 سريرا، وتجري استمرارية خدماته بمنح للتغذية من طرف وزارة التربية الوطنية، ومنح سنوية من طرف مؤسسة التعاون الوطني، وذلك للمساهمة في الحد من الهدر المدرسي، وضمان استقرار المتمدرسين في ظروف وشروط مقبولة.

وكانت “مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة” قد أعلنت عن لائحة “المدارس الإيكولوجية” التي حصلت على شارة اللواء الأخضر، ضمنها المدرسة الجماعاتية آيت عثمان، إقليم خنيفرة، وهي المؤسسة الوحيدة التي ورد اسمها ضمن المؤسسات الفائزة، برسم سنة 2020/2021، على صعيد الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، لجهة بني ملال خنيفرة، وبذلك تلتحق المؤسسة المذكورة بباقي مؤسسات إقليم خنيفرة التي فازت بشارة اللواء الاخضر، وهي مدرسة عقبة بن نافع، م/م ابن خليل ثم نور الرسالة الخصوصية، ويعد برنامج “المدارس الإيكولوجية”، إلى حدود الآن، من أهم البرامج الرئيسية لمؤسسة التربية على البيئة.

وكانت المدرسة الجماعاتية آيت عثمان قد انخرطت، منذ موسم 2017/ 2018، في برنامج “المدارس الإيكولوجية”، وجرى تتويجها بالميدالية الفضية، برسم الموسم الدراسي 2018/ 2019، لتحرص على مواصلة أنشطتها البيئية على مستوى وسط ومحيط المؤسسة، وتعبئة العاملين بها وشركائها حول المجال البيئي وحمايته، وترسيخه لدى المتعلمين والمتعلمات، والآباء والأولياء، لتتوج جهودها الإيجابية بالإعلان عن حصولها على اللواء الأخضر الإيكولوجي، برسم الموسم الدراسي 2020/2021، دون أن يفوتها الإصرار على مضاعفة العمل على تكريس قيم ومفاهيم الحماية البيئية بين أوساط الناشئة والأجيال الصاعدة.

ويذكر أن البرنامج الطوعي “المدارس الإيكولوجية”، قد جرى اعتماده في 68 دولة، والذي سهرت الأميرة للا حسناء، عام 2006، على إطلاقه داخل المدارس المغربية، تحت إشراف “مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة”، بشراكة مع وزارة التربية الوطنية، ويمكن لأية مؤسسة تعليمية (التعليم الأولي والابتدائي) المشاركة الطوعية فيه عبر إنجاز مشروع بيئي باختيار محاور التقليص من استهلاك الماء والطاقة، التدبير الجيد للنفايات (ثلاثة محاور ذات أولوية)، العناية بالتغذية، والاهتمام بالمحافظة على التنوع البيولوجي، وإشاعة التضامن والتغيرات المناخية (أربعة محاور مكملة).

وإلى حدود مارس المنصرم، تم تسجيل 2476 مدرسة، 44٪ منها قروية و56٪ حضرية، حصلت منها 600 مدرسة على اللواء الأخضر، فيما نالت 106 مدارس الشهادة الفضية و262 مدرسة الشهادة البرونزية، بحسب ما أكدته “مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة”، في بيان لها، وأبرزت أنه “في ظل الظروف المرتبطة بجائحة كوفيد 19، تقدمت 133 مدرسة منخرطة في برنامج المدارس الإيكولوجية بطلب الحصول على اللواء الأخضر، الذي تمنحه المؤسسة”، مضيفة أن 310 مدرسة إيكولوجية حصلت، في بداية سنة2021، على أحد الاستحقاقات الثلاثة حسب المنهجية التدرجية لنيل اللواء الأخضر الذي سيرفرف في سماء 74 من هذه المدارس.