
مدينة بني ملال ضحية سوء التسيير
توفيق انخالي
وضعت معركة الانتخابات اوزارها ومعها وضع المواطنون أمالهم وتطلعاتهم على ما ستقدمه النخب الفائزة سواء في البرلمان او الجهة أو الجماعة،حتى تنزل ما وعدته ابان الحملة الانتخابية ،فالسكان باتو اليوم اكثر تشددا في مراقبة وتتبع المنتخبين مستعينين في ذلك على ما تقدمه مواقع التواصل الإجتماعي من فضاء رحب لمحاسبة كل من نقض العهد والوعد.
فسكان مدينة بني ملال بدورهم ينشدون ان تتطور مدينتهم، التي ترزح تحت عدد كبير من الاختلالات كرسته المجالس المنتخبة والتي كانت تشتغل بمنطق الحسابات الضيقة على حساب تنمية المدينة وتطوريها في أفق جعلها في مصاف الحواضر الكبرى للمملكة،لكن شيئا من ذلك لم يحدث بقدر ما آلت اليه أوضاع المدينة التي تسير بخطى حثيثة نحو الترييف وجعلها قرية كبيرة.
فهناك مشاريع لا زلت تتلمس طريقها نحو الانتهاء والاكتمال، كشارع محمد الخامس، الذي يعد القلب النابض للمدينة لكونه يربط بين شمال وجنوب ووسط المدينة فتهئته الذي انطلقت سنة 2014 عرفت بطئا كبيرا وانحرافا خطيرا حيث لم نعرف هل انتهت اعمال تهئته ام لا،فماضي هذا الشارع احسن من حاضره اليوم، لانه صار مشوها ويبعث على التقزز.اما شارع محمد السادس “طريق 50” أو كما يحلو للملالين تسمته،فتهيئته يشوبها اكثر من علامات الاستفهام .
واكثر ما تتطلع الساكنة الملالية هو تحرير الملك العمومي واعادة تنظيم وتوطين الباعة الجائلين اللذي صاروا نقطة سوداء بالمدينة بإحتلالهم لشوارع والأزقة والمساحات الخضراء كما هو الحال بمحيط سويقة تامكنونتت حيث جعل اصحاب العربات من الحديقة التي بجوار حي باب فتوح مكانا لتقديم بضائعهم ومصدار لازعاج السكان وعرقلة السير بشارع 9دجنبر . وتبقى الانارة العمومية وتهيئة عدد من الشوارع نظرا لارتفاع عدد المركبات التي تتجول بالمدينة مما يجعل اهم المحاور الطرقية تعرف اكتظاظا وإختناقا مروريا.
لا زال تغيير لون المدينة من المطالب الملحة لسكان،فاللون الحالي ينزع من المدينة جمالها ورونقها الذي تميزت به لعدة عقود خلت فاللون المثالي للمدينة حسب المختصين هو الابيض المكسر “بنی ملال باج”،فبني ملال مدينة الماء والخضرة،جعلت منها جرافات المنعشين العقاريين خرابا بتواطئ مع المجالس المنتخبة فكم هي البساتين واشجار الزيتون التي تم اعدمها تحت ذريعة التوسع العمراني.
ان حجم التطلعات التي يعقدها الشارع الملالي على المكتب الحالي كبيرة فهم يريدون من هذا المكتب الذي يضم بين جنبيه من كان في التسيير في المكاتب السابقة ،ان ينتشل المدينة من واقعها المرير وان يبدا المكتب المنتخب من الانتقال لسرعة القصوى لتنزيل برنامج واضح المعالم بعيدا عن المزايدات السياسوية حتى تكون المدينة كما يريدها سكانها مدينة نظيفة متناسقة البنيان والشوارع .