احتضن مقر “الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين”، لجهة بني ملال – خنيفرة، يوم الخميس 29 ماي 2025، لقاء جهويا هاما ترأسه د. مصطفى السليفاني، مدير الأكاديمية، بحضور الفريق الجهوي لتتبع مشروع مؤسسات الريادة، ومشاركة المديرين الإقليميين بالجهة، والفرق الإقليمية عبر تقنية التناظر المرئي، وقد خصص هذا اللقاء لعرض ومناقشة البرنامج التدخلي للحد من الهدر المدرسي، مع التركيز بشكل خاص على الثانويات الإعدادية المنخرطة في مشروع مدارس الريادة.
ويأتي هذا اللقاء في سياق تفعيل التوجيهات المنبثقة عن اجتماع لجنة القيادة الوطنية لتتبع مشروع مدارس الريادة، المنعقد برئاسة وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، والذي أكد على جعل محاربة الهدر المدرسي أولوية استراتيجية ضمن خارطة الطريق للفترة 2022-2026، وفي كلمته الافتتاحية، شدد مدير الأكاديمية على أن “التقليص من الهدر المدرسي يمثل إحدى الدعائم الأساسية التي يرتكز عليها مشروع مؤسسات الريادة”، مشيرا إلى “أهمية تعبئة جميع الفاعلين والمتدخلين لضمان نجاعة التدخلات في هذا المجال، بما ينسجم مع أهداف الرؤية الإصلاحية الشاملة للمنظومة التربوية”.
ومن أبرز النماذج التي استعرضها اللقاء، تجربة المديرية الإقليمية للفقيه بن صالح التي استطاعت أن تحقق نتائج مشجعة في هذا المجال، من خلال تنزيل خطة إقليمية دقيقة، ارتكزت على تفعيل مقاربة تشاركية ساهم فيها مختلف الشركاء والمتدخلين، من سلطات محلية، وجمعيات المجتمع المدني، وأولياء أمور التلاميذ، وقد أسفرت هذه الخطة عن تتبع التلاميذ المنقطعين عن الدراسة، واسترجاع عدد مهم منهم، إضافة إلى تحديد التلاميذ الذين غادروا البلاد رفقة أسرهم في اتجاه بلدان المهجر، مما مكن من تكوين قاعدة معطيات دقيقة لمواكبة هذه الحالات.
وفي إطار تبادل التجارب وتقاسم الممارسات الجيدة، قدم المدير الإقليمي للفقيه بن صالح، ذ. حسن الهيام، عرضا مفصلاً حول المراحل التي مرت بها الخطة الإقليمية لمحاربة الهدر المدرسي بإعداديتي الريادة، مستعرضا آليات التدخل، والصعوبات التي تم تجاوزها، والمكتسبات التي تحققت، كما فتح اللقاء المجال أمام المشاركين لمناقشة هذه التجربة، وتقديم مقترحات وتوصيات من شأنها تعزيز فعاليتها وتكييفها مع الخصوصيات المجالية لباقي المديريات الإقليمية بالجهة.
وفي ذات السياق، دعا لم يفت مدير الأكاديمية للتربية والتكوين، في ختام اللقاء، دعوة المديريات الإقليمية إلى اعتماد المنهجية المعتمدة من قبل مديرية الفقيه بن صالح، والعمل على تطويرها بما يتلاءم مع كل سياق محلي، والتركيز أكثر على استمرارية المواكبة وتتبع التنفيذ الميداني، كما حث على توسيع دائرة الشراكات المحلية وتعزيز الانخراط المجتمعي كرافعة أساسية لإنجاح البرنامج، وتحقيق أهدافه في توفير بيئة مدرسية جاذبة ومحفزة على التمدرس والاستمرارية.
ويذكر أن هذا اللقاء عرف حضور عدد من المسؤولين الجهويين والإقليميين، من بينهم رئيس قسم الشؤون التربوية، بصفته المنسق الجهوي للبرنامجين 3 و4، ورئيس قسم التخطيط والخريطة المدرسية، إضافة إلى المكلفين بملف التمدرس الاستدراكي على مستوى الأكاديمية والمديريات، ما يعكس البعد التنسيقي والتكاملي الذي يسعى المشروع إلى ترسيخه بين مختلف الفاعلين في المنظومة التربوية.