
الحسيمة تحتفي بإطلاق “فضاء مبادرات الشباب والنساء” في ذكرى المبادرة الوطنية للتنمية البشرية
الحسيمة – نبيل أخلال
احتضنت مدينة الحسيمة اليوم الجمعة 23 ماي الجاري، حدثًا بارزًا، حيث أشرف عامل إقليم الحسيمة، السيد حسن زيتوني، على تدشين “فضاء مبادرات الشباب والنساء”، وذلك تخليدًا للذكرى العشرين لإطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. وحضر هذه المناسبة عدد من المسؤولين المحليين، المنتخبين، البرلمانيين، وممثلي المصالح الخارجية، إلى جانب فعاليات المجتمع المدني، في احتفاء بهذه الخطوة التنموية الطموحة.
يمثل هذا الفضاء إضافة نوعية للبنية التحتية الاجتماعية بمدينة الحسيمة، إذ يهدف إلى تمكين الشباب والنساء عبر تقديم خدمات التكوين، التوجيه، والمواكبة، إضافة إلى تعزيز روح المقاولة والمبادرات الذاتية والجماعية. كما يسعى المشروع إلى توفير بيئة مناسبة لخلق فرص اقتصادية واجتماعية، وتمكين الفئات المستهدفة من الانخراط الفعلي في دينامية التنمية المحلية.
يمتد الفضاء على مساحة مبنية تُقدّر بـ1000 متر مربع، فيما تصل المساحة المغطاة إلى 2136 مترًا مربعًا، وهو ما يعكس طموح المشروع في توفير فضاء عملي ومتطور. يتوزع المبنى على ثلاثة مستويات، حيث تم تصميمه ليحقق التكامل بين الوظائف المختلفة، من التكوين والإدارة إلى الاستقبال والتوجيه.
يضم الطابق السفلي ثلاث قاعات متعددة الاستعمالات، قاعة شرف، فضاء استقبال، ومرافق تقنية وصحية، إلى جانب تصميم هندسي يضفي جمالية على المكان من خلال أحواض الزينة والشرفات. أما الطابق الأرضي، فيشمل قاعة اجتماعات، فضاءً مفتوحًا للاستقبال والتوجيه، عدة مكاتب إدارية، ومرافق صحية. في حين يحتوي الطابق العلوي على مكتب إداري، قاعة أرشيف، وقاعة للأمانة، مما يتيح تنظيماً محكمًا للخدمات المقدمة.
بلغت الكلفة الإجمالية للمشروع 18.7 مليون درهم، حيث تم تخصيص 9.5 مليون درهم للأشغال الأساسية، و 7.5 مليون درهم لاستكمال تجهيزات الفضاء، فيما تم تخصيص 1.5 مليون درهم لتوفير المعدات والوسائل التقنية الضرورية.
ويُرتقب أن يشكل هذا الفضاء مركزًا رائدًا في دعم المشاريع الشبابية والنسائية، خاصة عبر “منصة الشباب” التي تختص في التوجيه والإرشاد المهني، إلى جانب تقديم خدمات التوجيه المدرسي، الاستشارة الصحية لفائدة النساء، وخدمات تشغيلية عبر الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات.
لا يقتصر دور هذا الفضاء على تقديم الخدمات فحسب، بل يسعى إلى بناء قدرات المستفيدين وفتح آفاق جديدة أمامهم، بما ينسجم مع الأهداف الكبرى للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية. فمن خلال تعزيز الاستثمار في الرأسمال البشري، يسعى المشروع إلى توفير بيئة حاضنة للابتكار، وتمكين الفئات المستهدفة من الإسهام الفاعل في التنمية المستدامة للإقليم، وجعل الحسيمة نموذجًا يحتذى به في دعم المبادرات الاجتماعية والاقتصادية.