الأوضاع الوطنية الراهنة موضوع لقاء إعلامي متميز نظم بمدينة أكَادير.

0

 

.عبداللطيف الكامل

في سياق سلسلة من اللقاءات الذي سبق أن نظمها النادي الجهوي للصحافة والإعلام بأكادير وسوس ماسة،ألقى الفاعل المدني والسياسي مصطفى المتوكل عرضا قيما ومفصلا حول الأوضاع الوطنية الراهنة وذلك يوم الجمعة 9 ماي 2025،بقاعة الإجتماعات لغرفة التجارة والصناعة والخدمات بأكادير.

واستهل المحاضرعرضه بتحديد أهم المحاورالأساسية التي تناولها بالشرح والتفصيل والتدقيق،مقدما قراءة دقيقة عن الوضعية الوطنية الراهنة ومستجداتها السياسية والإقتصادية على المستوى الجهوي الوطني .

مؤكدا على أن الوضع الراهن سياسيا يعرف تجاذبات غيرمفهومة ويشهد تراجعا خطيرا عن بعض المكتسبات السابقة وانحرافا أحيانا عن الخط السياسي مما يعد إشكالا ملحوظا يطبع هذه المرحلة ويثير الكثيرمن علامات استفهام غير مفهومة إطلاقا.

أما من الناحية الإقتصادية فقد انتقد المتوكل وجود عدم توازن بين المجالين القروي والحضري فيما يخص التنمية،حيث لاحظ في هذا الصدد وجود تفاوتات تنموية كبيرة سواء بين جهات المملكة أو بين القرى والمدن،مما عمق الهوة بين المجالين وزاد من انعدام المساواة سواء على المستوى المجالي أو الإجتماعي في كل القطاعات الحيوية.

واعتبرالعائق الأكبر للتنمية المنشودة هوعدم قدرة الحكومة ومعها الدولة على تقليص حجم هذه الهوة الساحقة سواء بين المدن المغربية ككل أوبين البادية والمدينة بدليل أن العديد من المدن والقرى لازالت تعيش أزمة خانقة.

وأضاف أن هذه الوضعية تستدعي إعادة النظر في توزيع الثروة بين الجهات والمدن من جهة وبين البادية والمدينة من جهة من أجل تقليص هذه الفوارق المجالية وتقليص البطالة التي عرفت ارتفاعا  مهولا في بعض المدن والقرى.

وقال المتوكل:صحيح أن الوضعية الإقتصادية عرفت طفرة وتطورا ملحوظا من خلال إنشاء الطرق السريعة والسيارة وإحداث موانئ كبرى وخلق مرافق اجتماعية وصحية واقتصادية مهمة…لكن مع ذلك لازالت مؤشرات الفقرفي ارتفاع،ولازالت المساواة المجالية بعيدة عن التطبيق مما يجعل المغرب اليوم يعيش أزمة خانقة.

وشدد المحاضر على ضرورة النهوض بقطاع التعليم الذي يعد من القطاعات المهمة الذي تستثمرفيها الدول المتقدمة لكون التعليم يبقى شرطا وجزءا أساسيا لتحقيق أية تنمية في جميع القطاعات،وبالتالي فالإهتمام بالعنصر البشري شيء أساسي في التنمية الشاملة التي ينشدها المغرب في المستقبل.

مستدلا بكون المحاولات التي قاربها المغرب في خططه للنهوض بالأوضاع الراهنة كانت دوما تصطدم بوجود تعليم متأخر،ومنظومة تعليمية،يقول المتوكل،لاتواكب طبعا ما يشهده المغرب اليوم من تطوراقتصادي الذي بدليل أن التأخرفي المنظومة التعليمية ينعكس سلبا على الإقتصاد بالرغم من وجود،كما أكدنا سابقا يضيف المتحدث،قفزة نوعية في بعض المجالات.

ومن جهة أخرى دعا المتوكل الأحزاب السياسية إلى ضرورة إعادة الثقة للمواطنين في العمل السياسي بعد ظهورحالات من النكوص والتراجع عما ألفه المغاربة قبل عقدين من الزمن منها على الخصوص ظهورسياسة مبتذلة وبئيسة ستجعل المواطنين ينفرون من العمل السياسي في الإنتخابات القادمة.

 مؤكدا في ختام عرضه على أن السياسة المبتذلة تبقى حالة شاذة لن تزيد إلا من نفور المواطنين من المشاركة في الإنتخابات وهذا جانب خطير،على الدولة والأحزاب اليوم أن تتصدى لهذه السياسة التي لن تعرقل في النهاية إلا التنمية الشاملة التي ننشدها جميعا.

هذا وقد تفاعل الحضورمع هذا العرض القيم من خلال طرحه لمجموعة من الملاحظات والأسئلة والتي كانت تصب كلها حول ضرورة تكثيف جهود الفاعلين الإقتصاديين والمنتخبين والسياسيين ومعهم الدولة من أجل إخراج البلاد من هذه الوضعية الوطنية الراهنة من خلال تقليص البطالة والحد من غلاء الأسعار.

والتصدي لبعض القيم الدخيلة التي تطلب النهوض بقطاع التعليم والتربية من خلال سن برامج جادة تقضي على مثل هذه السلوكات المنحرفة التي نشهدها اليوم في بعض المؤسسات التعليمية منها على الخصوص مسلسل الإعتداءات على نساء ورجال التعليم إداريين كانوا أم تربويين ومدرسين،والتصدي أيضا لكل المفسدين والإنتهازيين أينما كانوا.

 

error: