مكونات “عمل المواطنة والإيكولوجيا” في أجلموس بخنيفرة تعلن اختتام المرحلة الأولى من مشروع تعزيز الفضاءات الخضراء

0
أحمد بيضي
في خطوة تعكس الوعي البيئي المتنامي والحرص الجماعي على النهوض بجودة العيش في المجال القروي، أسدلت “جمعية عمل المواطنة والإيكولوجيا” بأجلموس، إقليم خنيفرة، الستار على المرحلة الأولى من مشروع تعزيز الفضاءات الخضراء، بشراكة بناءة مع الجماعة المحلية، هذا المشروع الذي استهدف إحداث نقلة نوعية في المشهد البيئي والعمراني للمنطقة، يعد نموذجا لمبادرات التنمية المستدامة التي توظف العمل المشترك بين المؤسسات والمجتمع المدني.
المرحلة الأولى من المشروع كانت ورشا متكاملا جمع بين التخطيط والتنفيذ، حيث انطلقت الأشغال بتسييج الفضاء الأخضر المقابل للخزانة الجماعاتية، في خطوة تهدف إلى حمايته وضمان ديمومته، أعقب ذلك تنفيذ سلسلة من العمليات البيئية شملت كربلة التربة وتنقيتها، وحفر الحفر الملائمة لغرس أكثر من مائة شجرة ونبتة، تم اختيارها بعناية لضمان تنوع بيولوجي متوازن يتماشى مع الخصوصيات المناخية والطبيعية للمنطقة، كما تم تسميد التربة بأساليب تحترم الخيارات الإيكولوجية الصديقة للبيئة.
ولأن الفضاء الأخضر لا يكتمل دون بعديه الجمالي والبيئي، حرص فريق “جمعية عمل المواطنة والإيكولوجيا بأجلموس”، وبخبرته البيئية، على رش الجير لحماية جذوع الأشجار من الحشرات، مع طلاء الأعمدة والكراسي لإضفاء لمسة جمالية توحي بالنظافة والعناية، بينما تم تثبيت مقاعد خشبية لتوفير أدوات الاستراحة والتلاقي داخل الفضاء، في حين يجري الإعداد لتركيب نظام الري بالتنقيط لضمان سقي اقتصادي ومنتظم، يراعي ندرة الموارد المائية ويقلص من الهدر.
المشروع لم يقتصر على فضاء بعينه، بل امتد إلى مختلف المساحات الخضراء داخل مركز أجلموس، من بينها حديقة الدرك الوطني، والمجالات الخضراء المحيطة بمدرسة أجلموس والسوق المحلي والساحة العمومية، حيث تم تنظيم عمليات دورية لتنظيف الأعشاب وأشغال التجديب والصيانة، وقد سجل المشروع انخراطًا لافتا من طرف ساكنة وشباب الجماعة، الذين شكلوا قلب المشروع النابض بروح المواطنة الفاعلة والمسؤولية الجماعية تجاه المحيط، ما يكرس مفهوم “الجماعة المواطنة” التي تراهن على المقاربة التشاركية.
واعترافا بجهود جميع الأطراف، عبرت “جمعية عمل المواطنة والإيكولوجيا” في ختام هذه المرحلة عن امتنانها لكل من ساهم في إنجاح المشروع، من سلطات محلية وتقنيين وفعاليات مدنية، مؤكدة أن ما تحقق ليس سوى خطوة أولى على درب طويل من العمل المشترك والمبادرات البيئية الطموحة، وفيما ينتظر الجميع الإعلان عن برنامج المرحلة الثانية، يظل هذا الإنجاز شاهدا على ما يمكن أن يتحقق عندما تلتقي الإرادة الحقيقية بالحس التطوعي الجماعي والرؤية البيئية المستدامة.
error: