
أيت أخلال بإقليم الحسيمة تحقق موسمًا فلاحيًا ناجحًا يعزز الإنتاج المحلي
الحسيمة – نبيل أخلال
في قلب الريف المغربي، وتحديدًا بمنطقة أيت أخلال التابعة لجماعة تيفروين بإقليم الحسيمة، تعيش الساكنة على وقع موسم فلاحي واعد، بعد سنة من الاجتهاد والارتباط العميق بالأرض. المنطقة، المعروفة بطبيعتها الجبلية الخصبة، سجلت إنتاجًا متميزًا من محصول الشعير، الذي يُعد من أهم المنتجات الفلاحية التي يعتمد عليها السكان المحليون في معيشتهم اليومية.
وحسب تصريحات عدد من الفلاحين وشهود عيان من سكان المنطقة، فإن الظروف المناخية المواتية خلال الموسم الفلاحي الحالي، خاصة الأمطار المتفرقة في فصلي الشتاء والربيع، ساهمت في تحقيق محصول وفير مقارنة بالسنوات الماضية التي عرفت جفافًا وانخفاضًا حادًا في الإنتاج.
تعيش منطقة أيت أخلال حاليًا أجواءً من الحيوية والنشاط الزراعي، حيث بدأت الأسر في الاستعداد لعملية الحصاد التقليدي للشعير، باستخدام الوسائل اليدوية والآلات البسيطة، في مشهد يعكس الارتباط القوي بين الإنسان الريفي وأرضه.
هذا المحصول، الذي يُعرف محليًا بكونه أساس إعداد أكلات تقليدية مشهورة مثل التشيشة أو الزميطة، يُطلق عليها في اللسان الريفي تسميات مثل “إمامز”، “إوزّان” أو “الزَّمبو”، وهي مكونات أساسية في المائدة الريفية، وتحمل بعدًا ثقافيًا وذاكرة غذائية متجذرة في التراث المحلي.
لا يقتصر دور هذا المحصول على تأمين الغذاء الذاتي للأسر، بل يشكل أيضًا مصدر دخل مهم، حيث يُتوقع أن تقوم بعض العائلات ببيع جزء من الإنتاج في الأسواق المحلية، سواء في الحسيمة أو في مراكز قروية مجاورة مثل إمزورن وبني بوعياش.
ويرى عدد من الفاعلين المحليين أن نجاح هذا الموسم الفلاحي يستدعي اهتمامًا أكبر من الجهات المختصة، من خلال مواكبة الفلاحين بدورات تكوينية، ودعمهم بالوسائل التقنية لتحسين جودة الإنتاج، بالإضافة إلى تعزيز المسالك القروية التي تعاني من ضعف البنية التحتية، مما يعوق أحيانًا تسويق المنتجات.