مركز “ذنون”، بوجدة، يفتتح في وجه الجمهور أول رواق متخصص في فنون الخط العربي والزخرفة بالمغرب

0
  • أحمد بيضي
افتتح مركز “ذنون” لفنون الخط العربي والزخرفة، بمدينة وجدة، يوم السبت 15 فبراير 2025، أول رواق متخصص في فنون الخط العربي والزخرفة بالمغرب، ليكون، وفق أرضية في الموضوع، إضافة نوعية للمشهد الفني والثقافي بالمملكة، وفضاءً مفتوحا أمام الجمهور لاكتشاف هذا الفن العريق، يأتي هذا الحدث ضمن الجهود الرامية إلى تعزيز مكانة الخط العربي وإبرازه كجزء من الهوية الثقافية المغربية، حيث يهدف الرواق الجديد إلى أن يكون منبرا للحوار والتبادل الفني، وجسرا يربط بين الأجيال للحفاظ على هذا التراث الأصيل ونقله إلى المستقبل.
يعد هذا الرواق الأول من نوعه في المغرب، وهو يحمل اسم “رواق محمد أمين بوحيد”، تكريما لمسيرة وإسهامات الخطاط المغربي محمد أمين بوحيد، مؤسس مركز “ذنون”، والذي يعد من أبرز فناني الخط العربي على المستوى الوطني والعربي، وقد ساهم بوحيد على مدى سنوات في نشر وتعليم هذا الفن، وتنظيم معارض وتظاهرات ثقافية داخل المغرب وخارجه، إلى جانب إشرافه على العديد من الدورات التكوينية التي تهدف إلى صقل مهارات الخطاطين الناشئين وتعزيز قدراتهم الإبداعية. ويعكس هذا التكريم تقديرًا لعطاءاته المستمرة، ودوره في الحفاظ على هذا التراث الفني وتطويره.
يمثل افتتاح هذا الرواق، حسب أرضية الحدث، خطوة مهمة نحو إحداث أول معرض دائم لفنون الخط العربي والزخرفة في المغرب، حيث سيتاح للزوار فرصة الاطلاع على أعمال فنية متنوعة، تعكس غنى وتنوع هذا الفن الذي يجمع بين الدقة والجمالية والبعد الروحي، كما يسعى الفضاء الجديد إلى دعم المواهب الشابة، من خلال منحهم الفرصة لعرض أعمالهم وتبادل الخبرات مع فنانين متمرسين، مما يساهم في تنشيط المشهد الثقافي المغربي وتعزيز الإبداع في مجال الخط العربي والزخرفة.
يأتي هذا المشروع استكمالًا لمسيرة مركز “ذنون”، الذي تأسس سنة 2016 بمبادرة من الخطاط محمد أمين بوحيد، ليكون أول جمعية متخصصة في تعليم فنون الخط العربي والزخرفة بالمغرب، ومنذ انطلاقه، عمل المركز على نشر ثقافة الخط العربي من خلال تنظيم دورات تكوينية وورشات تعليمية، تستهدف مختلف الفئات العمرية، انطلاقًا من قناعة راسخة بأهمية هذا الفن كتراث حضاري وإنساني مشترك. وقد نجح المركز في استقطاب عدد كبير من عشاق الخط العربي، وساهم في تخريج العديد من الخطاطين الذين أصبح لهم حضور بارز في الساحة الفنية.
وبمناسبة افتتاح الرواق، تم تنظيم معرض فني بعنوان “حكايا الحروف”، يضم أعمالًا لفنانين مغاربة وعرب متخصصين في فن الخط والزخرفة، بهدف تسليط الضوء على تطور هذا الفن وأساليبه المتنوعة، وإبراز دوره في إثراء المشهد الفني والثقافي، كما سيشهد الحدث تكريم مجموعة من أساتذة وطلبة مركز “ذنون”، تقديرا لجهودهم في الحفاظ على هذا الفن ونقله إلى الأجيال القادمة، وتشجيعًا لهم على مواصلة البحث والإبداع في هذا المجال.
يهدف الرواق، حسب الأرضية التعريفية بالحدث، إلى أن يكون أكثر من مجرد معرض فني، بل فضاءً ديناميكيا يحتضن ورشات عمل وندوات ولقاءات ثقافية، تسلط الضوء على مختلف جوانب الخط العربي، من تاريخه العريق إلى تطوراته المعاصرة، والتحديات التي تواجهه في ظل العولمة والتكنولوجيا الحديثة، كما يسعى إلى تعزيز حضور الخط العربي والزخرفة في الفضاءات الثقافية والفنية بالمغرب، وخلق روابط بين الفنانين والمهتمين بهذا الفن، سواء على المستوى المحلي أو الدولي.
سيكون الرواق مفتوحا أمام الجمهور أيام الثلاثاء، الأربعاء، الخميس، والجمعة، من الساعة العاشرة صباحا إلى السادسة مساءً، مما يتيح للزوار فرصة الاستمتاع بتجربة فريدة تجمع بين الجمال والتاريخ والإبداع. ويعد هذا الفضاء الفني الجديد خطوة طموحة في مسار دعم الفنون التراثية بالمغرب، وتأكيدا على أهمية صون هذا الإرث الثقافي والإبداع- فني، وضمان استمراريته للأجيال القادمة.
error: