الكاتب الأول إدريس لشكر، في اللقاء الجهوي مع مناضلات ومناضلي جهة الدارالبيضاء- سطات:

0

وحيد مبارك

تصوير: هيثم رغيب

عبّر الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إدريس لشكر، عن اعتزازه بالتواجد بين مناضلات ومناضلي الحزب بجهة الدارالبيضاء -سطات، مساء أول أمس الأربعاء، بمناسبة انعقاد أشغال المجلس الجهوي الذي يأتي تفعيلا لخلاصات اللقاء الأخير الذي تم عقده مركزيا مع كتاب الجهات والأقاليم، مشيدا بما وصفه بـ “الأيادي البيضاء” للاتحاديات والاتحاديين، سواء تعلق الأمر بما هو تنظيمي أو ما هو إشعاعي، للمساهمة في دينامية تنظيمية فعلية تنهل من قيم ومبادئ ومقررات الحزب، وآخرها مقررات المؤتمر الوطني الأخير، وكذا قيادة والدفع بكل المبادرات التي من شأنها تعزيز كل أشكال الديمقراطية في بلادنا، والترافع عن قضاياها العادلة وقضايا المواطنين بشكل عام.

وتوقف الكاتب الأول للحزب عند السياقات المتعددة لتنظيم هذا اللقاء الحزبي، ومن بينها ما يتعلق بما هو دولي، مشددا في هذا الإطار على أن أبرزها ما يرتبط بالمشاهد المؤلمة التي يتم اجترارها منذ السابع من أكتوبر من سنة 2023 التي توثق لما يجري في فلسطين والتي تدمي القلب، معبّرا في هذا الإطار عن الاعتزاز بمواقف الوطن والحزب، مشيرا إلى أن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية كان الحزب الأكثر وضوحا حين راهنت أطراف معينة على بعض الحركات البهلوانية، معتبرة بأنها ستشكل الطوفان الذي سيحرر القدس وفلسطين، متسائلا في هذا الإطار إن لم يكن ما وقع قد لعب الدور الأساسي في وصول فلسطين إلى هذا التردّي من الأوضاع، وإلى ما هي عليه اليوم؟

وتوقف إدريس لشكر عند مدلول عدد من الشعارات التي تم رفعها والتي يبين واقع الحال اليوم وما عاشه الفلسطينيون طيلة هذه المدة، كيف أنها لم تحقق لهم ولفلسطين ما كانت تعد به، ومنها ما كان يردده بعض جيراننا، مشيرا في هذا السياق إلى المشهد الذي تابعه الجميع والمتمثل في توجّه وزير خارجية الجزائر لمقابلة وزير خارجية سوريا، وكيف كان خطاب الاستجداء ومحاولة مسح الكوارث التي انخرط فيها النظام الجزائري حتى ليلة انطلاق الثورة في سوريا، مضيفا بأن الجميع يتذكر كيف أن الخارجية الجزائرية وأزلامها هنا كذلك، اعتبروا وقتها أن الأمر يتعلق بمحاولة لضرب قوى الصمود والتصدي، إلى أن تم فتح السجون وكشف الواقع كيف أن شعب سوريا هو إما خارج البلاد وتم تهجيره أو أنه داخل السجون، وذلك كله ضمن مؤامرة عنوانها الصمود والتصدي! وأكد الكاتب الأول للحزب بالقول “لم نعزف نفس العزف وكنا سباقين في التحذير من أن كل هذا سيؤدي إلى كارثة”، مشيرا إلى أن الرأي العام الدولي كله تبنى الموقف الإسرائيلي مباشرة بعد أحداث السابع من أكتوبر، ولولا بشاعة التقتيل للآلة الإسرائيلية والدمار الذي تسببت فيه لما كان من الممكن أن يكون للقضية الفلسطينية من نصير، إذ أن تلك المشاهد المؤلمة هي التي خلقت التعاطف والدعم لاحقا.

وعلاقة بنفس الموضوع، شدد الكاتب الأول للحزب على أن المغرب يتعامل مع القضية الفلسطينية، بكل حكمة ورزانة ومسؤولية، ويقف بشموخ ندّا للجميع ومحترما للدول التي تحترم سيادته، مؤكدا أنه لا يتلقى دولارات ولا صدقات من أي جهة من الجهات، ولا أحد يملي عليه مواقفه التي حين يتخذها فإنها تعبر عن قناعته الخاصة، فهو بدعم القضية الفلسطينية بالرؤية التي يراها مناسبة وتعود بالنفع على الفلسطينيين. وعبر الكاتب الأول عن رفضه للتصريحات التي تدعو لتهجير الفلسطينيين من أرضهم، مجددا التأكيد على دعم شرعية السلطة الفلسطينية، ومتسائلا أين هي مواقف الذين ظلوا يروجون لعدد من الشعارات مما يقع اليوم والذين كانوا يدفعون المنطقة إلى ما لا تحمد عقباه؟

وفي السياق الوطني، وعلاقة بالقضية الوطنية الأولى، ثمّن الأستاذ إدريس لشكر الموقف الفرنسي وما استتبعه من خطوات وأجرأة لتنزيله، ونفس الأمر بالنسبة لإسبانيا وعدد من الدول الأوروبية، مشيرا في هذا الإطار إلى أن الحزب يواصل من خلال كل المواقع التي يتواجد فيها، ومن بينها موقع الأممية الاشتراكية، الدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة المغربية، وفضح الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في مخيمات تندوف، مقترحا في هذا الإطار أن يتم الترافع من أجل حضور جمعية رديفة للبوليساريو، هذه الأخيرة التي تمنع أي تعدد سياسي أو اختلاف في الرأي، والتي لا تجري انتخابات عامة، وتعادي الحريات وحقوق الإنسان، ويتعلق الأمر بجمعية “صحراويون من أجل السلام”، في كل لقاء يعقده ممثل الأمين العام للأمم المتحدة بخصوص الصحراء، انطلاقا من الخطاب الملكي الذي يعتبر بوصلة للجميع، والذي دعا إلى الانتقال من التدبير إلى التغيير، مبرزا بأنه تم قبول عضويتها داخل الأممية الاشتراكية بالنظر إلى أن هاته الأخيرة بمرجعيتها الديمقراطية والاشتراكية لديها بعض المحددات من ضمنها ما يتعارض نهائيا مع الاحتفاظ فقط بتمثيلية البوليساريو، وبالتالي تحقق إجماع أكثر من 70 حزبا في القارات كلها، فيها من هم في الحكم ومن في المعارضة، كتعبير عن حجم الرأي العام الدولي الذي يساند هذه الحركة.

وشدد الكاتب الأول للحزب على أنه في أي نقاش يهم هذا الموضوع المتعلق بالوحدة الوطنية لا بد من الاستماع للممثلين الحقيقيين للصحراويين الممنوعين من التعبير والاختلاف، وهو ما عمل عليه الحزب داخل الأممية الاشتراكية خلافا لسعي المناوئين للوحدة الترابية، من أجل حضور المنتخبين من برلمانيين ورؤساء مجالس منتخبة من جهات وغيرها، مؤكدا أن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية سينظم لقاء وطنيا، الجمعة، في إطار المبادرات التي يتخذها دائما لفضح الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، والتعريف، في هذا الإطار، بما ظلت تصرح به دائما حركة “صحراويون من أجل السلام”، التي تؤكد على المعاناة من الاحتجاز في تندوف، والمنع من الحق في التحرك وفي التعبير وفي الاختلاف، داعيا إلى ضرورة تمثيل كل المعنيين بهذا الملف لمناقشة كل الحلول الممكنة مع الأمم المتحدة.

ومحلّيا توقف الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية عند عدد من المؤشرات المقلقة المرتبطة بالتدبير الحكومي للأغلبية وتداعياته على شرائح واسعة من المجتمع المغربي، سواء تعلق الأمر بالطبقة المتوسطة أو بالفئات الهشة والفقيرة، مشددا على أن مظاهر التغول امتدت واتسعت رقعتها لتشمل العديد من المجالس المنتخبة، جهويا وإقليميا ومحليا، الأمر الذي يجب الانتباه إلى وقعه وتبعاته والوقوف في وجهه. وشدد لشكر على أن الحزب يدعم كل المشاريع التي من شأنها أن تمنح لمختلف المدن وجها آخر يحقق التنمية في كل أبعادها وتجلياتها، مع ضرورة تعويض المتضررين من أي خطوة مرتبطة بهذا الأمر، مشددا في نفس الوقت على أن السعي لإنجاز المشاريع المتعلقة بحدثي تنظيم كأس إفريقيا وكأس العالم، يجب أن يكون محترما للقوانين وألا يرهن الأجيال القادمة ويتسبب لها في مشاكل لا حصر لها. ونبّه الكاتب الأول في السياق ذاته إلى المؤشرات المتعلقة بترتيب بلادنا في ارتباط بمعدلات الرشوة والفساد، مشددا على أنها تؤكد على ضرورة اتخاذ بلادنا لمزيد من الإجراءات القوية للحيلولة دون استمرار مظاهرها، ودعم مبادرات التخليق والنزاهة الشفافية، لتنمية البلاد بشكل أكبر حتى يلامس المواطنون في كل مكان آثار ووقع مختلف المشاريع والمبادرات المفتوحة على المستويين الاقتصادي والاجتماعي.

وشدد إدريس لشكر، في ختام عرضه الذي جاء بعد استماعه لمداخلات كتاب ومنسقي الأقاليم وعدد من الحاضرين خلال أشغال المجلس الجهوي، الذين دعاهم قبل ذلك إلى طرح كل الأسئلة والملاحظات وكل ما يشغل بالهم عليه دون تحفظ، على ضرورة أن ينخرط الاتحاديون في عمل ميداني حقيقي، مؤكدا أنه لا فرق بين اتحادي قديم وآخر جديد إلا بالعمل الميداني والعطاء للحزب وللوطن، فهما معا لهما نفس الحقوق والواجبات متى توفرا على بطاقة العضوية، مشيرا في نفس الوقت إلى ضرورة الانطلاق من محاسبة الذات أولا في كل الخطوات والانفتاح أكثر على الطاقات والكفاءات من كل المشارب والحقول، وفتح أبواب مقرات الحزب والنقابة في وجه الجميع.

وكان الكاتب الجهوي المهدي المزواري قد افتتح هذا اللقاء، بالترحيب بالكاتب الأول للحزب، في جهة الدارالبيضاء- سطات، قبل أن يستعرض سياقات عقده، مشيرا إلى أنه يأتي في إطار الدينامية التنظيمية للبناء التي سطرها المؤتمر الوطني للحزب، وتفعيلا لمخرجات الاجتماع الأخير الذي عقده المكتب السياسي مع كتاب الجهات والأقاليم، من أجل الوقوف على الأوضاع التنظيمية جهويا وإقليميا، وتدارس القضايا المرتبطة بها والتحضير للاستحقاقات الانتخابية.

من جهته أشاد محمد محب، منسق فريق عمل المكتب السياسي في مدينة الدارالبيضاء، بهذا اللقاء وبحضور الكاتب الأول، واستعرض الاجتماعات التي عقدتها لجنة المدينة وخلاصات اشتغالها خلال المراحل السابقة، حيث قام بسرد الخطوات المتعلقة بالسقف الزمني الذي تم تحديده لعقد المؤتمرات الإقليمية والفروع، وأجندة الأنشطة الإشعاعية التي تمت برمجتها على صعيد الأقاليم الحزبية، ثم الدعوة لتنظيم أنشطة إقليمية ومحلية خاصة بالكتابات الإقليمية، وصولا إلى النقطة المتعلقة بهيكلة القطاعات الحزبية الموازية والمهنية والتحضير للانتخابات المقبلة، كما توقف محب عند الورقة التي تم تحضيرها المرتبطة بخلاصات الإحصاء العام للسكان والسكنى، والتحديات التي تطرحها على مستوى التقطيع والانتخابات وغير ذلك.

 

error: