للمرة الثانية في ظرف 7 أشهر فقط، لقي عامل ثان، يوم السبت 25 يناير 2025، حتفه في نفس ورش بناء في طور التشييد، وسط مدينة خنيفرة، إثر وقوعه على الأرضمن أعلى وتعرضه لإصابات خطيرة، وشهد موقع الحادث حلول عناصر من السلطة المحلية والأمنية والوقاية المدنية، ليتم نقل المعني بالأمر للمركز الاستشفائي الإقليمي لتلقي الاسعافات الضرورية إلا أنه فارق الحياة، وأودعت جثته في مستودع الأموات، مخلفا وراءه أسرة في وضعية اجتماعية صعبة، بحي المسيرة السفلى، منها 3 أطفال، أكبرهم لا يتجاوز عمره 18 ربيعا وأصغرهم 5 سنوات.
وبينما أمرت النيابة العامة المختصة بفتح تحقيق مفصل في النازلة، يشار إلى أن ذات ورشة البناء، والواقعة بزاوية شارع إدريس الثاني وزنقة سيدي وعياط، أو ما يعرف محليا ب “زنقة السينما”، كانت قد سجلت، عشية الاثنين 10 يونيو المنصرم، وفاة عامل بناء في سقوطه على الأرض إثر فقدانه التوازن وانزلاقه من فوق “سرير العمل”، وانهارت على جسده النحيل شحنة من طوب البناء (الياجور)، ليصاب على مستوى الرأس وأجزاء متفرقة من جسمه إصابات بليغة عجلت بوفاته عندما لم تنفع معها محاولات الإسعاف والعلاج.
وأمام هذه المآسي، لم يفت الشارع المحلي، طرح أكثر من علامة استفهام حول الظروف التي يشتغل فيها “ضحايا لقمة العيش” بالورش المذكور، ومدى توفره على شروط السلامة والتأمين والضمان الاجتماعي، فيما أجمع الكثيرون على مطالبة الجهات المعنية التدخل الفوري لاتخاذ المتعين بخصوص الورش المعلوم مقابل التخوف من طي الواقعة بشكل من الأشكال، بينما شدد المتتبعون والحقوقيون على ضرورة فرض الرقابة الصارمة على أوراش البناء ومحاسبة المخالفين في الحوادث المميتة والإصابات الجسيمة.