من حق أساتذتنا أن يحتجوا على الوضعية غير المستقرة، وحالة النشاز والضبابية والغموض غير المفهوم الذي تعيشه المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير في ظل نهج أسلوب التسويف و التماطل غير المفهوم، والتجاهل المريب والصمت المطبق وبقي مصيرها مجهولا ، خاصة بعد فشل بعض المسؤولين من تهريبها من موطنها الأصلي مدينة الحاجب ألى مكناس ، فلا هي رأت النور وفقا لإحداثها الأولي بالحاجب و لا هي شيدت بمكناس كما يراد لها من خلال مجهود الانقلاب على شرعية احتضانها بمدينة الحاجب.
و للتذكير فقط ففي البداية و نظرا لغياب وعاء عقاري لتشييدها بمكناس ، تمكن عامل إقليم الحاجب الحالي زين العابدين الأزهر من توفير فضاء شاسع تابع للأملاك المخزنية ذات الرسم العقاري رقم 1683/ك بالحاجب ، و تمت تسويته الإدارية من طرف بلدية الحاجب ، حيث دشن مقرها المتوافق عليه من طرف سعيد أمزازاي وزير التعليم العالي آنذاك بالحاجب بمعية العامل الأزهر بجانب ثانوية الثلوج التأهيلية في زيارة رسمية ، بفضاء جميل و بعيد عن الضوضاء و التلوث أي كان مصدره ، فضاء يحفظ الكرامة ويُمكّن كل من الأساتذة والطلبة للقيام بمهامهم البيداغوجية والتربوية في ظروف مريحة ، و في إطار الاحتفالات المخلدة للذكرى 45 للمسيرة الخضراء، ترأس سعيد أمزازي، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي آنذاك يوم الجمعة 6 نونبر 2020 بمقر ولاية فاس مكناس، مراسيم توقيع اتفاقيات شراكة عدة من بينها التوقيع على اتفاقية شراكة بين جامعة مولاي إسماعيل بمكناس ومجلس جهة فاس مكناس ، تخص إحداث المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بالحاجب ،و التي اندرجت في إطار تفعيل العقد البرنامج بين الدولة وجهة فاس مكناس، وتوسيع وتحسين العرض الجامعي بالجهة، و تم تتويج هذا كله بصدور القرار بالجريدة الرسمية ، بعدما تم توفير الوعاء العقاري المتفق عليه رسميا بالحاجب ، و تخصيص ميزانية من طرف الوزارة المعنية لبناء المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بالحاجب.
إلا أن أيادي خفية تارة و معلنة تارة أخرى ، تعودت على السطو و تهريب جل مشاريع الحاجب ، ما زالت تعمل على إقصاء الحاجب من حق في مشاريعه المشروعة إسوة بباقي أقاليم المملكة في إطار العدالة المجالية ، و هو الأمر الذي لم تعد تتحمله جميع مكونات إقليم الحاجب من أحزاب سياسية و مجتمع مدني ، و في هذا الإطار أصدر تكتل الأحزاب المعارضة بالحاجب، المكون من أحزاب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الخضر المغربي، العدالة و التنمية، التقدم و الاشتراكية، البيئة و التنمية المستدامة، الوسط الاجتماعي و الحركة الشعبية بيانا شديد اللهجة بعد إدراج نقطة تهريب المدرسة الوطنية للتجارة و التسيير من الحاجب إلى مكناس في جدول أعمال الدورة العادية لمجلس جهة فاس مكناس ، التي انعقدت بمكناس يوم الاثنين فاتح يوليوز الماضي ، كما أن جمعيات المجتمع المدني و أحزاب الأغلبية الحكومية و المعارضة و غيرها نظمت وقفات احتجاجية للتصدي لهذا النهج في إقصاء الحاجب ، و بعد تعيين وزير التعليم العالي الجديد عمل كل من رئيس بلدية الحاجب و برلماني الإقليم من الحزب الأغلبي ، و برلمانية لجهة فاس مكناس
من حزب نفس الوزير، إضافة إلى قيادته الحزبية المحلية على مطالبته بتفعيل قرار بناء المدرسة بالحاجب.
و يسود تفاءل كبير داخل الأوساط المهتمة بهذه القضية، و هو ما سيمكن أساتذتنا من الالتحاق بمدينتهم الحاجب ، التي اعتادت على احتضان الجميع.