الجهود المبذولة لتحسين جودة التعليم وتعزيز الولوج إليه من الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة فاس مكناس
محمد أزرور
في تصريح صحفي أكد مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة فاس مكناس فؤاد ارواضي أن هذه السنة الدراسية تشكل منعطفا حاسما في تنزيل إصلاح منظومة التربية والتكوين التي تدخل سنتها الثالثة ، و قال إن بعد المرحلة التجريبية الناجحة السنة الماضية في 56 مؤسسة، تقرر توسيع نموذج مؤسسات الريادة، الذي يعتبر أحد النماذج المهيكلة الأساسية لخارطة الطريق، ليشمل هذه السنة 309 مؤسسة بعدد تلاميذ يصل إلى 35 في المائة من تلاميذ الابتدائي المستفيدين من هذه النموذج التربوي المبتكر، وبمجموعة من الشروط والمواصفات التي نفتخر بكون المدرسة العمومية أصبحت تتوفر عليها،
وحول المبادرات التي تقوم بها الأكاديمية لتحسين الولوج إلى التعليم، لاسيما على مستوى التعليم الأولي ومحاربة الهدر المدرسي، أكد المدير أرواضي أن التعليم الأولي يشكل أولوية قصوى بالنسبة للأكاديمية، و أن هذه السنة تمت إضافة 380 حجرة دراسية ستساهم في تعزيز العرض التربوي بالمناطق الحضرية والقروية للجهة، كما يهدف تطوير بنية الاستقبال على الخصوص، إلى تقريب المؤسسات من ساكنة الوسط القروي ومحاربة الهدر المدرسي وتخفيف الاكتظاظ بالمؤسسات، لاسيما على مستوى مدن فاس ومكناس والمناطق المجاورة بالموازاة، فتحت 26 مؤسسة جديدة أبوابها إضافة إلى عشر داخليات بالوسط القروي. وتهدف هذه المبادرات إلى تشجيع التمدرس ومحاربة الهدر المدرسي، لاسيما لدى الفتيات القرويات. كما تعكس هذه المبادرات التزامنا بتمكين جميع أطفال الجهة من ولوج عادل وذي جودة للتعليم.
فيما يتعلق بتلبية نتائج النموذج البيداغوجي “مدارس الريادة” الانتظارات ، أشار المدير الجهوي فؤاد أن الشغل الشاغل للإصلاح الذي جاءت به خارطة الطريق هو النهوض بالتعليم المقدم بمدارسنا العمومية. وقد أثبت هذا النموذج البيداغوجي لمؤسسات الريادة، الذي جرى الاشتغال عليه من قبل خبرات وكفاءات وطنية، نجاعته، فقبل اعتماد هذا النموذج المبتكر، كان مستوى تحكم أبنائنا وبناتنا في البرامج الدراسية لا يتجاوز 30 في المائة، ، وبفضل هذا النموذج ارتفعت نسب التحكم بشكل ملحوظ وتجاوزت في عدد من الحالات 75 في المائة في مواد اللغة الفرنسية والرياضيات واللغة العربية، هذه النتائج المشجعة للغاية التي تم تحقيها، تبرز أن النموذج له آثار جد إيجابية على التعلمات، وهذا يتجسد من خلال مقاربة تفاعلية تركز على التلميذ، والاستغلال الأمثل للموارد الرقمية بالأقسام، والتكوين المستمر للأساتذة وتهيئة الفضاءات الدراسية وتأهيلها ، وفي سياق متصل، تم الشروع في تكوين الأساتذة وتهيئهم لهذا النموذج البيداغوجي الجديد، وتمكينهم من الآليات البيداغوجية والتقنيات الديداكتيكية لهذا المشروع، وكذا تهيئ فضاءات هذه المؤسسات بالتجهيزات الضرورية.
أما في محاور العمل الرئيسية المستقبلية لأكاديمية فاس مكناس في إطار الإصلاح التربوي، فقد قال المدير أرواضي أن
الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة فاس مكناس تولي على غرار باقي الأكاديميات، أهمية كبيرة للتعليم الأولي من أجل تحسين مؤشرات تغطية هذه الخدمة، لاسيما على مستوى مجموعة من الأحياء في الوسط الحضري والجماعات القروية. كما تعتبر معالجة ظاهرة الاكتظاظ في بعض المدارس تحديا هاما، ويتعين علينا توفير الظروف المواتية التي تساهم في تجويد العملية التعلمية والتنزيل السليم والسلس لمشروع الإصلاح، كما ينصب اهتمامه على تطوير تدريس اللغة الإنجليزية في السلك الإعدادي، وتدريس الأمازيغية، حيث تبذل الأكاديمية جهودا كبيرة لبلوغ الأهداف التي حددتها خارطة الطريق ارتباطا بهاتين المادتين.
و حول استراتيجيات الشراكة التي انخرطت فيها الأكاديمية بهذا الخصوص باعتبار أن نجاح الإصلاح أيضا عبر تعبئة جميع الفاعلين في المنظومة التربوية، صرح المسؤول الجهوي للتعليم أنه نجاح الإصلاح يتطلب الانخراط الفعال لجميع الفاعلين. وقد عقدت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة فاس مكناس مجموعة من الشراكات الاستراتيجية، لاسيما مع مجلس جهة فاس مكناس الذي يقدم دعما ماليا مهما لقطاع التربية والرياضة ، كما تربطن أكاديميته شراكات مع جمعيات المجتمع المدني في مجال التربية، لاسيما من أجل محاربة ظاهرة الهدر المدرسي وتعزيز إعادة إدماج الشباب في المنظومة التربوية من خلال مدارس الفرصة الثانية، كما تروم شراكات أخرى مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ومؤسسات أخرى، إلى النهوض بجودة التعليم الأولي. ويرتكز الإصلاح على الاعتماد على الموارد الرقمية في العملية التعليمية التعلمية، حيث تم تجهيز الأقسام بالموارد الإلكترونية الضرورية، مما فسح المجال للأساتذة لتنويع مناهجهم التربوية وتعزيز أدوات الاشتغال، و اختتم تصريحه بأمه على يقين من أن تعبئة جميع الفاعلين والابتكار البيداغوجي وتطوير الشراكات، تعد من بين العناصر الرئيسية لنجاح الإصلاح التربوي بجهة فاس مكناس.