إعادة فتح جميع المسالك الطرقية في وجه حركة السير بإقليم تارودانت.. مؤسسة محمد الخامس للتضامن تقيم وحدة طبية متنقلة لفائدة المتضررين من الزلزال بجماعة أداسيل بشيشاوة

0

قال المدير الإقليمي للتجهيز والنقل واللوجستيك والماء بتارودانت، عبد الرحمان بنموسى، إن الجهود التي بذلتها المديرية الإقليمية وباقي المتدخلين، قد كللت باعادة فتح جميع المحاور الطرقية التي عرفت انهيارات صخرية بسبب الزلزال الذي ضرب المنطقة.
وأوضح في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المديرية قامت بفتح جميع الطرق المصنفة بالإقليم، وعددها ستة طرق إقليمية وطريق وطنية، مبرزا أن الإشتغال لايزال جاريا على النقطة الكيلومترية 287 بالطريق الوطنية رقم 7 الرابطة بين تزي نتاست وأولاد برحيل التي عرفت بعض الانهيارات الجانبية، والتي تبقى مفتوحة في وجه العربات الخفيفة وممنوعة على العربات ذات الوزن الثقيل.
وتابع المسؤول، أن مصالح المديرية، عبأت كل الموارد البشرية والآليات لفتح المسالك الطرقية لإيصال المساعدات للساكنة المتضررة، وذلك بتنسيق مع السلطات المحلية والقوات العمومية، مؤكدا مواصلة فرق التدخل لعمليات إزاحة الأحجار والصخور من الطرقات.
يذكر أنه تم منذ السبت 9 شتنبر، تسخير كل الموارد البشرية والآليات اللازمة من جرافات ومعدات لوجستية وشاحنات، نحو المناطق المتضررة بفعل الزلزال في هذا الإقليم من أجل ضمان انسيابية حركة المرور بالطرق وتسريع إيصال المساعدات إلى المناطق المتضررة.
وفي إقليم شيشاوة، و في إطار جهودها الرامية لمواكبة ودعم الأشخاص المتضررين من زلزال الحوز، أقامت مؤسسة محمد الخامس للتضامن، الخميس، بجماعة أداسيل التابعة للإقليم ، وحدة طبية متنقلة لتقديم العلاجات الضرورية للمتضررين.
وتهدف هذه المبادرة، التي تنضاف إلى المبادرات المتعددة التي قامت بها المؤسسة في المناطق المتضررة، إلى الاستجابة للحاجيات المستعجلة، في مجال الخدمات الصحية، لسكان هذه الجماعة القروية التي تأثرت بشدة بالزلزال الذي ضرب الجمعة الماضية، عدة أقاليم بالمملكة.
ويسهر على تقديم الخدمات الطبية بهذه الوحدة المتنقلة طاقم طبي ذو تأهيل عال، يضم على الخصوص أطباء وممرضين وأطر شبه طبية. وتوفر الوحدة علاجات مستعجلة وتعمل على ضمان استقرار حالات المصابين بأصابات خطيرة و معالجة مختلف الحالات الطبية.
فضلا عن ذلك، تم تجهيز الوحدة الطبية لتمكينها من القيام بعمليات الإجلاء الطبي جوا وبرا، عند الضرورة.
وفي إطار هذه المبادرة، تم إجلاء شخصين، إمرأة ورجل، بواسطة مروحية إلى المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بمراكش.
وقد جرت عملية الإنقاذ هذه، بنجاح بالرغم من الظروف الجغرافية الصعبة. وتم نقل هذين الشخصين اللذين تتطلب حالتهما الصحية عناية طبية فورية،بطريقة آمنة إلى طائرة الهليكوبتر حيث يتواجد فريق طبي على أهبة الاستعداد لتقديم العلاجات الأولية المستعجلة.
وأوضح الفريق الطبي الذي تمت تعبئته لهذا الغرض، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه بعد إجراء فحص في عين المكان داخل الوحدة الطبية، تقرر أن الحالة الصحية للشخصين المعنيين مقلقة وتتطلب فحوصات تكميلية وكشوفات بالأشعة ورعاية متخصصة.
وفي تصريح مماثل، أبرز مسؤول قطب تنمية المشاريع بمؤسسة محمد الخامس للتضامن، عبد الرحمان صابر، أن إقامة هذه الوحدة الطبية المتنقلة التي تنضاف إلى أخرى بجماعة تلات نيعقوب، بالقرب من مركز الزلزال، يهدف إلى تقديم الدعم الطبي والمواكبة النفسية للساكنة المتضررة.
من جهة أخرى، تمكنت السلطات المحلية والقوات المسلحة الملكية والدرك الملكي، من إنقاذ خمسة رعاة كانوا محاصرين في منطقة جبلية شاسعة بين أقاليم الحوز وتارودانت وشيشاوة.
وأفادت القناة الثانية (دوزيم ) في نشرتها الزوالية ليوم السبت، بأنه تم تحديد مكان وجود هؤلاء الرعاة بعد عمليات تمشيط وبحث استغرقت 48 ساعة، وسط تضاريس وعرة، من خلال الاستعانة بطائرة بدون طيار «درون».
وأوضح المصدر ذاته أنه تم تسخير جميع الإمكانيات والآليات المتاحة، بما في ذلك مروحيات عسكرية وتقنيات حديثة، من أجل إمداد هؤلاء الرعاة بمواد غذائية وأغطية، إضافة إلى توفير الأدوية والرعاية الطبية اللازمة لهم.
وقد بلغ عدد المصابين والجرحى جراء زلزال الحوز الذين تكفلت بهم وزارة الصحة والحماية الاجتماعية إلى حدود يوم الجمعة 15 شتنبر، 6125 حالة.
وأفادت معطيات رسمية للوزارة أن هذه الحالات تشمل 873 حالة إصابة بجروح خطيرة، و 3438 حالة إصابة بجروح طفيفة، مشيرة إلى أن عدد المصابين حاليا بالمستشفيات يقدر بـ 476 حالة، 81 منها تتواجد في أقسام العناية المركزة، فيما بلغ عدد المتعافين 4986 حالة.
وفي سياق متصل، أبرزت المعطيات أنه تم توفير ما مجموعه 2461 سريرا على مستوى المراكز والمؤسسات الاستشفائية بالجهات المتضررة لاستقبال الجرحى والمصابين، وأزيد من 500 سيارة إسعاف.
كما تمت تعبئة كل الوسائل لتقديم الرعاية الصحية اللازمة لضحايا الزلزال، من موارد بشرية طبية وتقنية وإدارية بالمؤسسات الصحية، والأدوية والمستلزمات الطبية، وسيارات الإسعاف، فضلا عن تجهيز وحدات صحية متنقلة لخدمات القرب.
ووفقا للمعطيات ذاتها، عبأت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، 1268 طبيبا عاما واختصاصيا، و1733 ممرضا وممرضة، وخصصت أزيد من 300 طن من الأدوية، ووفرت المستلزمات الطبية والاستعجالية اللازمة بجميع المناطق المتضررة.
وفي سياق زخم التضامن الوطني، أقامت المديرية العامة للأمن الوطني بتحناوت، التابعة لإقليم الحوز، وحدتين متنقلتين لإعداد الطعام، متخصصتين في تحضير الخبز، مجهزتين بمعدات عصرية.
وتهدف هذه المبادرة، المندرجة في إطار موجة التعبئة التي تم إطلاقها تنفيذا للتعليمات الملكية السامية، إلى الاستجابة، بفعالية وبالسرعة المطلوبة، لحاجيات السكان من هذه المادة الغذائية الأساسية.
وفي هذا الصدد، قال العميد الإقليمي، رئيس المصلحة الإدارية الولائية بولاية أمن مراكش، عبد الحق عفيف، «تعمل المديرية العامة للأمن الوطني، على قدم وساق وعلى عدة جبهات لمساعدة المتضررين. فبالإضافة إلى تعبئة فرق الإنقاذ والإسعافات الأولية، أقامت المؤسسة وحدتين متنقلتين لإعداد الطعام يبلغ متوسط إنتاجهما اليومي 10.000 وحدة من الخبز، والذي قد يتغير حسب احتياجات الساكنة».
وأضاف عفيف أنه لإنجاح هذه المهمة، عبأت المديرية العامة للأمن الوطني، كذلك، فرقا تقنية متخصصة، وطبيبين بيطريين مكلفين بمراقبة جودة المنتجات الغذائية والسلامة الصحية.