في إطلالة غنائية جديدة فيديو كليب “أكوفاي إظلان “حليب أسود للفنان الأمازيغي لحسن أنير

0

 .عبداللطيف الكامل

في عمل فني متميز، أطل الفنان الأمازيغي لحسن أنير، على جمهوره بجديده في الميدان الموسيقي والغنائي بفيديو كليب حمل عنوان “أكوفاي إظلان” والذي يعني بالعربية حليب أسود وهو عبارة عن رسالة مهمة للمجتمع تعالج مشكل الإرث بين أفراد العائلة في زمننا الحالي، كما تتعرض لظاهرة الغدر والطمع وحب المال في المجتمع المغربي.

وإذا كانت المقاطع الغنائية تنتقد موسيقيا وشعريا هذه الظاهرة، فلأن ما اكثرها في زمننا الحالي، حيث يعيشها مجتمعنا عموما بسبب الإرث في العصر الحديث، وبروز مشاكل لا حصر لها عندما يغيب العقل وتحضر العصبية القبلية.

 فعندما يموت الهالك فلا تكاد تخلو منها أسرة من الأسر، لا تخلو من تداعيات وسلبيات هذه الظاهرة، خاصة أن النزاع غالبا ما يشتد حول تركة راحل ، لتكون سببا في الخصومات بين الأبناء والأعمام… فيدخلون بعد ذلك في قطيعة أبدية بسبب الأطماع في الإرث.

ولعل فيديو كليب حاول أن يلامس فنيا هذه الظاهرة الجديدة مستحضرا من حلالها المثل الشعبي المغربي “الطمع طاعون” وهو أحسن وصف للحالة التي تصل إليها بعض الأسر بسبب الأطماع في الإرث، ولذلك يصبح الطمع مثل الطاعون ينخر أواصر الأسر ويجعلها عرضة للضياع والتشتت والنزاع في المحاكم والاقتتال أحيانا بمختلف الوسائل، بعد ما أفسد طمع الدنيا عقول بعض الأفراد حين أرادوا الاستيلاء على ما ليس لهم حق فيه.

وقد اعتمد الفنان أنير في عمله الفني الجديد على مسرح الصامت la chorégraphie الذي يعد من أهم الأشكال التعبيرية التي يمكن الاستعانة بها من أجل تقديم رسالة للمجتمع بطريقة درامية مثيرة، تجذب المشاهدين بطريقة إبداعية ساحرة من أجل نشر القيم الإنسانية بما فيها نشر قيم الحب والسلام في المجتمع.

وبما أن الصورة عبارة عن لغة عالية المعرفة ولها القدرة على كسر حواجز اللغة وسريعة الانتشار والتأثير، فتم توظيفها بشكل لائق حتى تبلغ مقصدية الفنان علما أن الصورة تبلغ في بعض الأحيان رسالة مشفرة وواصفة للحالة إلى المتلقي حتى أضحت أكثر تبليغا وأكثر إقناعا وتأثيرا وذات مصداقية إذا ما تم استخدامها بطريقة صحيحة.

وفي رسالة موجهة إلى الجمهور قال أنير في كلمته التي ضمنها في بلاغ صحفي أصدره لهذه الغاية” أود أن أتوجه بكامل الشكر لكل من له بصمة حب ويد الخير في إنجاز هذا العمل الفني”.

وخص بالذكر “الطاقم التقني والفني وعلى رأسهم المخرج والصديق رشيد أعنطري ، وكل المشرفين على كل التفاصيل الصغيرة و الكبيرة، حرصا منهم لضمان الجودة المطلوبة واحترام الذوق الرفيع الذي يتطلع اليه الجمهور المغربي العاشق للفن الراقي، كما أوجه تحية خاصة لجمهوري العزيز على الثقة والمساندة الدائمة وختم كلمته بقوله: إبداعاتنا لا تساوي شيئا بدونكم”.