ماذا ينقص مدينة الحاجب لكي تصبح في مصاف المدن الجذابة رغم ضخها بملايين الدراهم؟!؟

0

محمد أزرور

 انخرطت مدينة الحاجب في عدة مشاريع تنموية خلال السنوات الأخيرة، التي تتوخى النهوض بأوضاع الساكنة، وجعل المدينة أحد الأقطاب السياحية الإيكولوجية بجهة فاس مكناس، وتغيير تلك الصورة النمطية التي ارتبطت بها لسنين خلت، حيث وضعتها في خانة مدن العبور فقط. فبفضل تزامن وجود أطر كفأة على رأس السلطة الإقليمية، خبروا طرق جلب المشاريع، والترافع من أجل تنزيلها على لأرض الواقع، مع عزيمة بعض المؤسسات المنتخبة في رد الاعتبار لمدينة الحاجب، وتأهيلها لمصاف المدن الرائدة في السياحة ، تم بها ضخ الملايين من الدراهيم لتأهيلها، خاصة أن جاذبية المجال هي الرهان الرئيسي للتنمية المحلية على جميع الأصعدة.

 إلا أن واقع الحال بالحاجب يسائل الجميع، لماذا تأبى المدينة أن تكون أكثر جمالية، وتسعد ساكنتها وتستقبل ضيوفها بحلة جديدة؟

فعلى سبيل الذكر لا الحصر، واعتبارا لما تتوفر عليه مدينة الحاجب من كثرة العيون المائية، والتي تجري بها المياه على طول السنة ، و بفضل تظافر مجهودات عامل الإقليم ، و بعض المنتخبين، رصد المجلس الإقليمي ما قدره 5770354,00 درهم لتأهيل عيون عين خادم، بوتغزاز، وعين مدني، من جهته مجلس جهة فاس مكناس تكلف بتأهيل عين الدهيبة التي صارت جوهرة في عقد عيوننا ،بما قدره 16 مليون درهم خلال الشطر الأول، و من المنتظر أن تكون حصة الشطر الثاني حوالي 14 مليون درهم لاستكمال التأهيل ، و لسنوات خلت، ظلت شراكة سنوية بين مجلس جماعة الحاجب (40000 درهم) والمجلس الإقليمي (80000 درهم) توفر120000 درهم سنويا ، تم بواسطتها التعاقد مع شركات لتأهيل الفضاءات الخضراء بالمدينة ، إضافة إلى جماعة الحاجب التي برمجت خلال السنة الماضية   مبلغ 490000 درهم للفضاءات الخضراء ، تم صرف مبلغ 280351,59 درهم فقط ، رغم أن الفضاءات الخضراء بالمدينة ما زالت تستلزم المزيد من ميزانية العناية ،و التأهيل ،  علما أن جلها تعرض للإهمال و الضياع ، بعد أن تطلب إحداثها الملايين من الدراهم ،سواء من مالية الجماعة ،أو المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ،و حتى من القطاع الخاص ، و على سبيل الذكر لا الحصر حدائق  حيي الشيبة و الثمانينات ، الحديقة المجاورة للسوق المغطاة، والتي توجد بجانب مقر العمالة، و شارع الحسن الثاني الذي تم إقبار بالإسمنت فضاؤه الأخضر بعد إحداثه  بممراته، ما زالت بعض تجهيزاته شاهدة على ذلك ، و في وسط حي العمران 1، وداخل باقي الأحياء، و الغابات التي تعرضت للنيران ،أو فقدت أشجارها بعامل قوة الرياح، مما حول تلك المشاريع إلى نوع من هدر المال العام فقط.

فحتى تتخلص المدينة من لقب مدينة العبور، و مقبرة الأشجار و الأزهار، و تتصالح مع ساكنتها و زوارها ، فإن المسؤولين مطالبون قبل أي وقت مضى بإعادة النظر في التعامل مع تأهيل المساحات الخضراء بالمدينة ، و التركيز على إحياء الحدائق التي خربت تجهيزاتها، و ماتت أشجارها، باقتناء شاحنات السقي كأولوية قصوى،و تدبيرها في إطار شراكات مع الجمعيات الجادة للحفاظ عليها، و جعل العيون المؤهلة نقطة انطلاق حقيقي لجمالية المدينة ،مع استكمال تأهيل الإنارة العمومية ،في أفق  جلب السياح ، باتخاذ “قرارات” تروم الرفع من جاذبية الحاجب سياحيا، و جعلها موردا اقتصاديا هاما للمدينة، من شأنها التخفيف من وطأة البطالة التي يعاني منها فئة عريضة من المواطنات و المواطنين من جهة ،و من جهة أخرى رد الاعتبار لساكنة الحاجب التي تستحق الأولوية في كل مبادرة تنموية.